![]() |
ما حُكم لمس الرجل الأجنبي لِيَد المرأة الأجنبية بدون قصد ؟
ما حُكم لمس الرجل الأجنبي لِيَد المرأة بدون قصد ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم شيخنا الكريم ونفع بكم بحكم الدراسة في جامعة فيها بعض الدكاترة الرجال ، ولكن الحمد لله لا يوجد بها طلبة رجال ، فقط بعض الدكاترة . أحياناً يلمس الدكتور يد الطالبة بدون قصد ، أي عندما تعطيه ورقة مثلاً ، أو قد تلمس يده هي بدون قصد . فما الحكم في هذه الحالة ؟ و جزاكم الله كل خير الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . إذا كان بدون قصد ؛ فلا يُؤاخذ الإنسان بِما كان مِنه مِن غير قصد ، كما قال الله تعالى : (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) . وأما اللمس بِقَصد ، فإنه مُحرّم ، وإثْمُه شديد ؛ لأنه يُؤدّي إلى ما هو أخطر مِن اللمس ، والإسلام إذا حرَّم شيئا حرَّم الوسائل المفضية والموصِلَة إليه ؛ فإنه لَمّا حرَّم الزنا حرَّم النظر الموصِل إليه ، كما قال عزَّ وجَلّ : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) الآية . قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : ولا والله ما مَسّت يَد رسول الله صلى الله عليه وسلم يَد امرأة قط ، غير أنه يُبايعهنّ بالكَلام - قالت عائشة - : والله ما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء قط إلاّ بما أمَرَه الله تعالى ، وما مَسّت كَفّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كَفّ امرأة قط ، وكان يقول لهن إذا أخذ عليهن : " قد بايعتكن " كلامًا . رواه البخاري ومسلم . وفي رواية للبخاري : لا والله ما مَسّت يَد رسول الله صلى الله عليه وسلم يَد امرأة قط ، غير أنه بايَعهنّ بالكَلام . قال النووي : فيه : أن بَيعة النساء بالكلام مِن غير أخذ كَفّ . وفيه : أن بَيعة الرجال بأخذ الكَفّ مع الكَلام . وفيه : أن كلام الأجنبية يُباح سماعه عند الحاجة ، وأن صوتها ليس بعورة ، وأنه لا يَلمس بَشَرة الأجنبية مِن غير ضرورة ، كَتَطْبِيب ، وفَصْد وحجامة ، وقَلْع ضِرس وكَحْل عين ونحوها ، مما لا تُوجد امرأة تَفعله ؛ جاز للرَّجل الأجنبي فِعله للضرورة . اهـ . قال ابن حجر : وقد أخرج إسحاق بن راهويه بسند حَسن عن أسماء بنت يزيد مرفوعا : " إني لا أصافح النساء " وفي الحديث أن كلام الأجنبية مُباح سَماعه ، وأن صَوتها ليس بِعورة ، ومَنْع لَمْس بشرة الأجنبية مِن غير ضرورة لذلك . اهـ . وقال النووي : قوله : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يَغزو بالنساء ، فَيَسْقِين الماء ويُدَاوين الجرحى " فيه خروج النساء في الغزوة ، والانتفاع بِهنّ في السَّقي والمداواة ونحوهما ، وهذه المداواة لِمَحَارِمهن وأزواجهن ، وما كان منها لغيرهم لا يكون فيه مَسّ بَشَرة إلاّ في موضع الحاجة . اهـ . وسأل أحدُ الرُّقاة شيخنا العثيمين ، فقال : بعد أن انتهيت مِن القراءة قُمت بِمسح رأس ووجه الفتاة ، وطلبت منها أن تنظر في المصحف . فهل أنا آثم على ما فعلت ؟ علما بأني ما أردت مِن ذلك إلاّ الخير والثواب ، وقصد الشفاء إن شاء الله ؟ فأجاب رحمه الله : أما قراءتك على الفتاة ، فإن هذا لا بأس به ، ولكن في هذه الحال يجب أن تكون ساتِرة لِمَا يجب سَتره مِن الوجه وغيره ، وأما مَسحك رأسها ووجهها بعد قراءتك ، فلا أرى له وَجْها ، ولا ينبغي ذلك منك ، بل يَحْرُم عليك أن تَمَسّ بَشَرة امرأة أجنبية منك ، ليست زوجة ، وليس بينك وبينها مَحْرَمِيّة ، فعليك أن تتوب إلى الله مِن هذا الأمر ، وأن لا تعود إليه . اهـ . وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة : لا يجوز للرَّجل تدريس البنات مباشرة ؛ لِمَا في ذلك مِن الخطر العظيم ، والعواقب الوخيمة . اهـ . وسبق الجواب عن : سؤال عن مصافحة الرجل للمرأة الأجنبيّة http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=690 حُكم مصافحة الرجال الأجانب http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4240 ما حكم مصافحة النساء من وراء حائل ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3490 مصافحة المرأة الأجنبية حرام ، فهل تنقض الوضوء ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7549 هل الاختلاط حرام ؟ وهل يوجد دليل على وجوب الفصل بين الجنسين في التعليم ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=607 لا نستطيع ترْك الدراسة المختلَطة ، لعدم وجود بديل أو دراسة مفصولة الجنسين http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4138 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 10:03 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى