![]() |
كيف نتعامل مع المنافق ذي الوجهين ؟
ما حكم التعامل مع المنافق ذي الوجهين ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ وبارك في جهودكم وجعلها في ميزان حسناتكم ما حكم التعامل مع المنافق ذو الوجهين الذي يظهر للآخر شيء ويبطن شيء آخر وتعامله نفاق وكذب وخداع مع الناس كما أن أخلاقه بعيدة عن ما يظهر في الواقع ! ويريد أن يظهر بصورة غير حقيقته . ما سبب هذا الشيء هل التربية أو الوسط الذي يعيش به هذا الإنسان أو ماذا ؟ وجزاكم الله خيرا . الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . لا يُحكم على الإنسان ببعض تصرّفاته بأنه مُنافق . ولا ينبغي التسرّع في إطلاق وصف النفاق على شخص بِعينه حتى يُتحقق من الأمر . فإن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم اجتمعوا في بيت عتبان بن مالك رضي الله عنه ، فقال قائل منهم : أين مالك بن الدخيشن أو ابن الدخشن ؟ فقال بعضهم : ذلك منافق لا يُحِبّ الله ورسوله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تَقُل ذلك ، ألا تراه قد قال لا إله إلا الله يريد بذلك وَجه الله . قال : الله ورسوله أعلم . قال : فإنا نَرى وَجهه ونصيحته إلى المنافقين ! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله . رواه البخاري ومسلم . وقال عليه الصلاة والسلام : أربع مَن كُنّ فيه كان منافقا خالصا ، ومَن كانت فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يَدَعها : إذا حدّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر . رواه البخاري ومسلم . وفي الحديث الآخر : آية المنافق ثلاث : إذا حَدّث كَذَب ، وإذا وَعَد أخْلَف ، وإذا اؤتمن خان . رواه البخاري ومسلم . وقال عليه الصلاة والسلام : مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ ، وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ ؛ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ . رواه مسلم . فهذه كُلّها مِن صِفات المنافقين ، وهي مِن النفاق العملي ، أي : أن هذه الأشياء مِن صِفات وخِصال المنافقين . وكثير مِنّا – أم لم يَكُن كُلّنا – يُريد أن نظهر بِمظهر حسن ، وأن يُخفي عيوبه , وليس هذا مِن النّفاق . وأما ذو الوَجْهين ، فهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن شرّ الناس ذو الوجهين ، الذي يأتي هؤلاء بِوَجْه وهؤلاء بِوَجْه . رواه البخاري ومسلم . قال الإمام البخاري : باب ما يُكره مِن الثناء على السلطان وإذا خرج قال غير ذلك . ثم رَوى بإسناده إلى عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال أناس لابن عمر : إنا ندخل على سلطاننا فنقول لهم خلاف ما نتكلم إذا خَرَجنا مِن عندهم . قال : كنا نَعدّها نفاقا ! والنفاق عموما مَرَض ، فإن كان النفاق اعتقاديا ؛ فهو مرض في القلب . وإن كان النفاق عمليا ؛ فهو مَرض في النفس ، التي لم تستطع أن تستقيم على الأخلاق الحسنة . ولذلك : لا يَكذِب إلاّ مَن هانت عليه نفسه وصَغرت . ولا يتلبّس بالدنايا إلاّ مَن حقَّر نفسه ، ولم يُزكِّها . والمريض يُعالَج بالقرآن ، سواء كان مرضه عضويا ، أو كان مرضا قَلبيّا . والنِّفاق نوعان : عملي واعتقادي . وسبق الجواب عن : ما حكم إطلاق وصف المنافق أو العلماني أو الليبرالي على مَن يَتَّصِفون بها ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16548 ما حُكم التساهل في رمي بعض الناس بالفِسْق ، وما هو ضابط الفِسْق ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16157 يريد احتساب الأجر في حُسن خُلُقه وفي نفس الوقت يُريد مَدح الناس ومحبتهم له http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13296 ما حُكم مَن ينفّر الناس مِن الدين ويُسيء للدعوة إلى الله بسلوكه غير المهذب ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18537 ومقال بعنوان : مَـهَـانَـةُ نَـفْـس ! http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6307 وخُطبة جمعة عن .. (خطر النفاق) http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16550 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 12:41 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى