منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية - ما حكم الزواج بتائبة من المعاصي والرذيلة ؟

ما حكم الزواج بتائبة من المعاصي والرذيلة ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نفع الله بكم فضيلة الشيخ وجزاكم الله خيرا
أحد الأخوان يسأل عن حكم الزواج بفتاة تائبة أغواها الشيطان فكانت ترتكب المعاصي وتمارس الرذيلة حتى ضاعت وضيعت كرامتها وعزتها ، وهي الآن تابت وندمت وعادت إلى الفضيلة والطريق المستقيم
هذا الأخ يريد أن يَستر عليها ويأخذ بيدها ويتزوجها ، وهو يسأل عن الحكم في هذا الأمر
بارك الله فيكم

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

يجوز أن يتزوّجها إذا كانت قد تابت وحسُنت توبتها ، فإن التائب مِن الذَّنْب كَمَن لا ذَنْب له .
والشِّرك أعظم الذنوب ، ولو تابت مُشرِكة ، أو أسْلَمت كافرة ؛ جاز للمسلم أن يتزوّجها إذا كانت عفيفة .
وكان الصحابة رضي الله عنهم يَتزوّجون بالمرأة التي أسلَمَتْ ، ولا يسألون عن عملها قبل ذلك ، إذا تابت مِن شِرْكها وما كانت عليه .

وهذا بِخلاف مَن كانت مُقيمة مُصرّة على الفاحشة .

رَوَى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : كان رجل يُقال له : مرثد بن أبي مرثد ، وكان رجلا يَحمل الأسرى مِن مكة حتى يأتي بهم المدينة ، قال : وكانت امرأة بَغِيّ بمكة يُقال لها : عَناق ، وكانت صديقة له ، وإنه كان وَعَد رجلا مِن أسارى مكة يَحمله ، قال : فجئت حتى انتهيت إلى ظل حائط مِن حوائط مكة في ليلة مُقمِرة ، قال : فجاءت عَناق فأبصرت سواد ظِلّي بجنب الحائط ، فلما انتهت إليّ عَرفتني ، فقالت : مرثد ؟ فقلت : مرثد ، فقالت : مَرحَبا وأهلا ، هَلُمّ فَبِتْ عندنا الليلة ، قال : قلت : حَرَّم الله الزنا ، قالت : يا أهل الخيام هذا الرَّجل يَحمل أسراكم ! قال : فتبعني ثمانية وسلكت الخندمة فانتهيت إلى كَهف أو غار فَدَخلتُ ، فجاءوا حتى قاموا على رأسي فبَالُوا فَطلّ بَولهم على رأسي ، وأعماهم الله عَنِّي ، قال : ثم رَجعوا ورَجعت إلى صاحبي فحملته ، وكان رجلا ثقيلا حتى انتهيت إلى الإذخر ، فَفَكَكْتُ عنه أكبُلَه ، فجعلت أحمله ويعينني حتى قدمت المدينة ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله أنكح عَناقا ؟ فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يَردّ عليّ شيئا حتى نَزَلتْ : (الزَّانِي لا يَنْكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا مرثد ، الزاني لا ينكح إلاّ زانية أو مشركة ، والزانية لا ينكحها إلاّ زان أو مُشرك ؛ فلا تَنْكِحها . رَوَاه أبو داود والترمذي والنسائي ، وحسنه الألباني .

وسبق الجواب عن :
إذا زنت الفتاة ثم تابت ، هل يجب إخبار الخاطِب ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1691

ما حُكم زواج الرّجل مِن امرأة زنا بها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2607

ومقال :
لو سترته بثوبك ..
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7207

والله تعالى أعلم .