![]() |
ما معنى القوامة ؟ وكيف تتصرّف الزوجة في أوقات الحِدّة بينها وبين زوجها ؟
السلام عليكم يا شيخ ما معنى قوامة الرجل ؟ فهناك رجال يمنع زوجته من مناقشته وإذا ناقشته وقالت له مثلا أنت غامض أو أنت تفعل كذا وكذا من باب التفاهم والتحاور يزعل ويغضب ويفكر في الطلاق . ما رأيك ياشيخ ؟ وهل إذا طلب منها أمرًا لازم توافق مباشرة وإذا رفضت وإلا ناقشت يزعل . http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وأعانك الله . لا يصلح أن تجعل المرأة نفسها نِدًّا للرجل ، بحيث تُنازعه وتُشاكِسه في كُلّ أمْر . والمرأة العاقلة من تعرف شخصية زوجها ، وماذا يحب، وماذا يكره ، فتفعل ما يحب وتجتنب ما يكره ، ولو لم تكن مقتنعة ، طالما أنه ليس بِحَرام . والمرأة العاقلة تَعرف رغبات زوجها مِن تعابير وجهه . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كَرِهَ شيئاً عُرِفَ ذلك في وجهه . قالت عائشة رضي الله عنها : اشتريت نُمْرقة فيها تصاوير ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخله ، فعرفت في وجهه الكراهية ، فقلت : يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ماذا أذنبت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بَالُ هذه النمرقة ؟ قلت : اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسّدها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون ، فيّقال لهم : أحيوا ما خلقتم ، وقال : إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة . رواه البخاري ومسلم . وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدّ حياء من العذراء في خدرها ، وكان إذا كَرِهَ شيئاً عرفناه في وجهه . قال الإمام النووي : ومعنى عرفنا الكراهة في وجهه ، أي : لا يتكلم به لحيائه بل يتغير وَجْهه فَنَفْهم نحن كراهته . اهـ ويجب على الزوجة طاعة زوجها ، ما لم يأمر بمعصية ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : لا طاعة في معصية الله ، إنما الطاعة في المعروف . رواه البخاري ومسلم . ولقوله عليه الصلاة والسلام : على المرء والطاعة فيما أحَبّ وكَرِه إلاّ أن يُؤمر بمعصية ، فإن أُمِر بمعصية فلا سمع ولا طاعة . رواه مسلم . كما أن مِن الصِفات المحمودة في المرأة المسلمة : طاعة زوجها إذا أمَر . فقد سُئل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النِّسَاءِ خَيْر ؟ قَالَ : الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ ، وَلا تُخَالِفُهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا بِمَا يَكْرَهُ . رواه الإمام أحمد والنسائي ، وهو حديث حسن ، وقد حَسّنه الألباني . ولا يصلح أن تُراجِع المرأة زوجها في كل شأن ولا في كل أمْر ، خاصة فيما لا مصلحة فيه ، وخاصة إذا كان الزوج لا يقبل المناقشة مِن زوجته ، أو لا يُحِب كثرة المراجعة والسؤال . لأن هذا مما يُنغِّص على المرأة حياتها ، ويُنكِّد عليها عيشها ، وهي في غِنًى عنه . كما أن المرأة الحصيفة مِن تأخذ مِن صفاء زوجها لِكَدَرِه ، ومِن صِفات زوجها الحسنة لتَسُدَّ بها نقصه ، وتُخفي بها خَلَله ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يَفْرَك مُؤمن مُؤمنة ؛ إن كَرِه منها خُلُقًا رَضيَ منها آخر . رواه مسلم . أي لا يُبغض المؤمن زوجته لأجل خُلُق قد يبدو منها ، فإن ظهر له مِن أخلاقها ما يَذمّه ويَمْقُته ، فلينظر في مَحَاسِنها . وهذا كما يُقال للرجل ، يُقال للمرأة ؛ لأن النساء شقائق الرِّجَال ، وإنما خُصّ الرجل بالخِطاب لأنه هو الذي بيدِه العِصْمَة . هذا إذا أرَدْت حياة طيبة خالية مِن المنغِّصَات . فلا تنظري إلى عيوب زوجك وحدها ، بل انظري إلى ما عنده مِن محاسن ، وما فيه مِن حَميد الصفات ، وجميل الخصال . ومُنازَعة الرَّجُل ومُناكَفَته في كل أمْر تدخل في كُفران العشير ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : اطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ . رواه البخاري ومسلم . قال ابن بطّال : وفي هذا الحديث تعظيم حق الزوج على المرأة ، وأنه يَجب عليها شُكره والاعتراف بِفَضْله ؛ لِستره لها وصيانته وقيامه بمؤنتها ، وبَذله نفسه فى ذلك ، ومِن أجل هذا فَضّل الله الرجال على النساء فى غير موضع مِن كتابه، فقال : (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ) الآية، وقال: (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) ، وقد أمَر النبي عليه الصلاة والسلام مَن أُسْدِيَت إليه نعمة أن يشكرها، فكيف نِعَم الزوج التى لا تَنْفَكّ المرأة منها دَهْرَها كله؟ وقد قال بعض العلماء: شكر الإنعام فَرْض . اهـ . وأما معنى القوامة ؛ فهي مأخوذة مِن القيام ، ومنه القيام بِمصالح المرأة ؛ لأن الزوج سيّد على زوجته ، وهو البَعْل ، والبَعْل هو السّيِّد . قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ : الزَّوْجُ سَيِّدٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ . قال البغوي في تفسيره : قَوْلُهُ تَعَالَى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) ، أَيْ: مُسَلَّطُونَ عَلَى تَأْدِيبِهِنَّ، وَالْقَوَّامُ وَالْقَيِّمُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ ، وَالْقَوَّامُ أَبْلَغُ ، وَهُوَ الْقَائِمُ بِالْمَصَالِحِ وَالتَّدْبِيرِ وَالتَّأْدِيبِ . (بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) يَعْنِي: فَضَّلَ الرِّجَالَ عَلَى النِّسَاءِ بِزِيَادَةِ الْعَقْلِ وَالدِّينِ وَالْوِلايَةِ . اهـ . وقال ابن كثير : يَقُولُ تَعَالَى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) أَيِ : الرَّجُلُ قَيّم عَلَى الْمَرْأَةِ ، أَيْ : هُوَ رَئِيسُهَا وَكَبِيرُهَا ، وَالْحَاكِمُ عَلَيْهَا ، وَمُؤَدِّبُهَا إِذَا اعوجَّت . اهـ . وقال شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله : قِوامة الرجال على النساء قوامة تكليف وتشريف لقول الله جل وعلا: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا) ، فأوْضَح سبحانه أنه جَعَل الرِّجال قوّامين على النساء لأمرين: أحدهما: فَضل جِنس الرِّجال على جنس النساء . والأمر الثاني : قيام الرجال بالإنفاق على النساء بما يدفعونه مِن المهور وغيرها من النفقات . اهـ . وسبق : ما هي حقوق الزوج على زوجته ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13445 هل أنا آثمة مع هذا الزوج ( المختل عقليا) http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8327 زوجي يُهينني ثم يُقسم أنه لم يفعل ، فما الحل؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=13054 غاضبة على زوجها لأنه لا يذهب بها للمنتزهات والمطاعم ! http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8260 هل يكون للزوج الذي لا ينفق على زوجته حق الطاعة ؟ وهل بِعدم الإنفاق تنتفي عنه صفة القوامة؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9886 ما صحة دعاء (اللهم اطفئ غضبه بلا إله إلا الله) لتسخير الزوج ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14050 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 07:09 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى