![]() |
ما صحة هذا الحديث وما معناه " من رأى مبتلى فقال : " الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به" ؟
ما صحة هذا الحديث وما معناه ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حفظكم الله ورعاكم شيخنا الفاضل ما صحة هذا الحديث وما معناه : " مَن رأى مبتلى فقال :" الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير من خلقه تفضيلا إلا لم يصبه ذلك البلاء أبدا " . بارك الله فيكم الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . رَوى الترمذي مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : مَن رأى مُبْتَلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضّلني على كثير ممن خَلَق تفضيلا ؛ لم يُصبه ذلك البلاء ، وصححه الألباني . ورَوى الترمذي أيضا مِن حديث عمر رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مَن رأى صاحب بلاء فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضّلَني على كثير ممن خَلَق تفضيلا ؛ إلاّ عُوفِي مِن ذلك البلاء كائنا ما كان ما عاش . وحسّنه الألباني . وَرَوى ابن ماجه مِن حديث ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن فَجَئه صاحب بلاء ، فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفَضّلني على كثير ممن خَلَق تفضيلا ؛ عُوفِي مِن ذلك البلاء ، كائنا ما كان . ويشهد له ما قَبْلَه من الأحاديث . ومعناه : أنّ مَن رأى إنسانًا مُبتَلى بِأي نوع مِن أنواع البلاء ، سواء كان مَرَضًا أو عاهة في بَدنه ، أو في حاله أو في ولدِه أو في مالِه ، أو قد ابْتُلِي بِمَعصية ظاهرة ؛ فإنه يَحمد الله إذا رأى أهل البلاء ، فإن الله يُحبّ أن يُحمَد ، وأن يَتذكّر الإنسان عظيم فضل الله عليه ، وقَدْر ما هو فيه مِن نِعمة . بِخلاف أهل البَطَر إذا رأوا أهل البلاء شَمتوا فيهم ، وضَحكوا منهم ، يَزيد على ذلك غفلتهم عمّا هُم في مِن النِّعَم ، وأن الذي ابتلاهم قادِر على أن يُعَافِيهم ، وأن يَسْلُب الشامِت النِّعمة التي هو فيها . وجَرَتْ عادة الله أن مَن عيَّر أخاه بِذَنْب أنه لا يَموت حتى يَقَع فيه وَيَرْتَكِبه . قال ابن القيم : مَن ضَحِك من النَّاس ضُحِك مِنْهُ ، وَمن عَيَّر أَخَاهُ بِعَمَل ابْتُلِيَ بِهِ وَلا بُدّ . اهـ . قال الهروي : كل معصية عيّرت بها أخاك فهي إليك . قال ابن القيم : يُحتمل أن يريد به : أنها صائرة إليك ولا بُدّ أن تَعمَلها ... ويُحتمل أن يريد : أن تعييرك لأخيك بِذَنبه أعظم إثما مِن ذنبه وأشد مِن معصيته ، لِمَا فيه مِن صولة الطاعة ، وتزكية النفس وشُكرها ، والمناداة عليها بالبراءة مِن الذنب ، وأن أخاك بَاءَ به ، ولعل كَسرَته بذنبه ، وما أحدث له مِن الذلة والخضوع والإزراء على نفسه ، والتخلّص مِن مرض الدعوى والكبر والعُجب ، ووقوفه بين يدي الله ناكِس الرأس ، خاشع الطَّرف ، مُنكسِر القلب أنفع له ، وخير مِن صولة طاعتك ، وتكثرك بها والاعتداد بها ، والْمِنّة على الله وخَلقه بها ، فما أقرب هذا العاصي مِن رحمة الله ! وما أقرب هذا الْمُدِلّ مِن مقت الله . فَذَنْب تَذِلّ به لَدَيه أحب إليه مِن طاعة تُدِلّ بها عليه . وإنك أن تَبيت نائما وتُصبِح نادما ، خير مِن أن تبيت قائما وتصبح مُعجَبا . اهـ . وسبق الجواب عن : ما صحة : (سلام قولا من رب رحيم) عند رؤية معاق أو مريض ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3455 هل مَن عيّر أخاه يبتليه الله بمثل ما عيّره به ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1505 كلمة لِمَن يستهزئ ويحكُم على أهل الاستقامة بسبب زلة أحد أفرادها http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18704 طلّقها زوجها بسبب الخيانة وأبناؤها لا يحبونها ، فهل تُقبَل توبتها ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18858 ومقال : إني أُحِبُّ أن أُشكَر http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7519 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 02:53 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى