![]() |
هل ما يُتبرع به لصيانة المساجد وشراء ما يُحتاج له : يُعتبر صدقة جارية ؟
هل ما يُتبرع به لصيانة المساجد وشراء ما يُحتاج له : يُعتبر صدقة جارية ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حفظكم الله ورعاكم شيخنا الفاضل أخت تسأل عن الصدقة الجارية ، هي معتادة أن تدفع بين الفينة والأخرى مبلغا من المال لأحد المساجد لشراء ما يحتاجون أو من أجل الصيانة ، فهل تعتبر هذه صدقة جارية ؟ بارك الله فيكم الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . إذا كان ذلك يُوضَع فيما له خاصّيّة الاستمرار ؛ فهو مِن الصدقة الجارية ، مثل : شراء المصاحِف وصِيانة بناء المساجد . قال ابن الأثير : " صدقة جارِية " ، أي : دَارَّة مُتّصِلَة ، كالوُقُوف الْمُرْصَدَة لأبواب البر . اهـ . أما ما يَذهب مثل : الطِّيب والبخور ؛ فهذا ليس له حُكم الصدقة الجارية ، وله حُكم أفعال البِرّ ، وهي مما جاء الحث عليه ، ويُؤجَر عليها المسلم والمسلمة . قال ابن رجب : ورُوي عن عمر أنه كان يأمر بِتَجْمِير المسجد يوم الجمعة . ولم تزل المساجد تُجَمَّر في أيام الْجُمَع مِن عَهد عُمر . اهـ . واشتهَر التابعي نُعيم ، بالْمُجْمِر . قال العيني : ونُعيم - بِضَم النُّون وَفتح الْعين الْمُهْملَة - ابْن عبد الله الْقرشِي الْمدنِي مولى عمر ابْن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ ، والْمُجْمِر - بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْجِيم وبالراء - على صِيغَة اسْم الْفَاعِل مِن الإجمار ، مِن أجْمَرْت الثَّوْب إِذا بَخّرته بالبخور وَالطّيب ، وَالَّذِي يتَوَلَّى ذَلِك مُجْمِر ومُجَمِّر بِالتَّشْدِيدِ أَيْضا نعيم هَذَا ، وَكَانَ يُجَمِّر مَسْجِد النَّبِي صلى الله عليه وسلم ، فَسُمّي الْمُجمر . اهـ . وسُئل علماؤنا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة : إذا تبرع شخص بمبلغ من المال عنه وعن أهله في بناء مسجد مع جماعة ، فهل تعتبر صدقة جارية لكل شخص منهم ؟ فأجابوا : بَذْل المال في بناء المسجد أو المشاركة في بنائه مِن الصدقة الجارية ، لِمَن بَذَلَها أوْ نَوَاها عنه إذا حَسنت النِّـيَّة ، وكان هذا المال مِن كَسْب طَيِّب . اهـ . وسُئل شيخنا العثيمين رحمه الله : أيهما أفضل للمسلم الذي أنعم الله عليه : هل يقوم ببناء المساجد أم يتصدق على الفقراء والمساكين والمحتاجين ? فأجاب رحمه الله : يُنْظَر إلى أيهم أحوج ، فإذا كان في الناس في مَسْغَبَة شَديدة يَحْتَاجون إلى المال ، فالصّدَقة عليهم أفضل ؛ لأن فيها فكّ رِقاب ، وأما إذا كان الناس في خير وهُم مُحتاجون إلى المساجد ، فالمساجد أفضل . فيُنْظر أيهما أحوج أن تُبْنَى المساجد أو أن يُتَصَدّق على الفقراء ، فَدَفْع الحاجة مُقيّد بالشِّدّة ، كلما كان الناس أشد حاجة إلى الشيء كان دفع المال فيهم أفضل ، على أن المساجد فيها مَزية وهي أنها من الصدقة الجارية ؛ لأن أجرها يَستمر ما دام الناس يَنتفعون بها . اهـ . وسبق الجواب عن : هل للشخص المساهِم في الوقف أجرٌ مثل أجر الْمَيّت الذي بُني الوقف لأجله ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14027 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 10:04 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى