منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم الفتـاوى العامـة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=15)
-   -   كيف يُفرِّق المرء بين العقاب من الله والابتلاء ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15591)

نسمات الفجر 20-10-2016 12:27 AM

كيف يُفرِّق المرء بين العقاب من الله والابتلاء ؟
 

شيخنا الفاضل عبدالرحمن السحيم حفظه الله و بارك فيه
كيف يفرق المرء بين العقاب من الله و الإبتلاء ؟
أي قد يحدث للإنسان مكروها فلا يدري أعقاب هذا من الله أم ابتلاء منه سبحانه وتعالى فكيف نفرق بينهما ؟
جزاك الله عنا خير الجزاء

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيراً .
وحفِظك الله ورعاك .

من حيث نَظَر الإنسان نفسه ، فإنه يَنبغي أن يَنظُر إلى أنّ ما أصابه هو بسبب ذُنوبه ، ليَحمِله ذلك على التوبة ، وعلى عدم الاغترار .

والمؤمن يهضم نفسه ، ولا يغترّ .

لَمّا ولي أبو بكر رضي الله عنه خطب فقال : إني وُليتكم ولستُ بخيركم . فلما بلغ الحسن قوله قال : بلى ولكن المؤمن يَهْضِم نفسه . رواه البيهقي .

وأخرج ابن سعد بسند صحيح عن عكرمة أن أبا هريرة كان يُسَبِّح كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة ، يقول : أُسَـبِّح بِقَدْرِ ذَنْبِي . قاله ابن حجر في الإصابة .

وقال الفضيل : لو شممتم رائحة الذنوب مني ما قربتموني . وأُثْنِي على زاهد فقال : لو عَرَفْتَ مِنِّي ما عَرَفْتُ مِن نَفْسِي لأبْغَضْتَنِي .

فالمؤمن يَجمَع بين إحسان الْعَمَل والخشية ، والمنافِق يَجمَع بين إساءة العمل والأمن مِن مكْر الله . كما قال الحسن البصري رحمه الله .

ومَن كان مُقيمًا على المعاصي فعليه أن يكون على خَوف ووَجَل .

قال عليه الصلاة والسلام : إذا رأيت الله يُعطي العَبد مِن الدُّنيا على مَعاصيه ما يُحِبّ فإنما هو استدراج ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) . رواه الإمام أحمد ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

والمؤمن يَنظُر إلى ما أصابه إلى أنه بِبَعض ذُنوبه .. ولا يَنْظُر إلى أنه بلاء حسن .. لِيَحْْمِله ذلك على التوبة . .والإنابة والرجوع إلى الله .

قال سهل بن عبد الله : البلوى مِن الله على وجهين : بلوى رحمة ، وبلوى عقوبة ؛ فبلوى الرحمة تبعث صاحبها على إظهار فَقْره إلى الله تعالى وترك التدبير ، وبلوى العقوبة تبعث صاحبها على اختياره وتدبيره . رواه أبو نُعيم في " الحلية " والبيهقي في " الشُّعب " .

وكنت كتبت مقالا بعنوان :
هذا بذنبي
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2050

وسبق :
حكم الجزم بقبول العمل
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10629


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


الساعة الآن 03:01 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى