![]() |
كيف يُفرِّق المرء بين العقاب من الله والابتلاء ؟
شيخنا الفاضل عبدالرحمن السحيم حفظه الله و بارك فيه كيف يفرق المرء بين العقاب من الله و الإبتلاء ؟ أي قد يحدث للإنسان مكروها فلا يدري أعقاب هذا من الله أم ابتلاء منه سبحانه وتعالى فكيف نفرق بينهما ؟ جزاك الله عنا خير الجزاء http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيراً . وحفِظك الله ورعاك . من حيث نَظَر الإنسان نفسه ، فإنه يَنبغي أن يَنظُر إلى أنّ ما أصابه هو بسبب ذُنوبه ، ليَحمِله ذلك على التوبة ، وعلى عدم الاغترار . والمؤمن يهضم نفسه ، ولا يغترّ . لَمّا ولي أبو بكر رضي الله عنه خطب فقال : إني وُليتكم ولستُ بخيركم . فلما بلغ الحسن قوله قال : بلى ولكن المؤمن يَهْضِم نفسه . رواه البيهقي . وأخرج ابن سعد بسند صحيح عن عكرمة أن أبا هريرة كان يُسَبِّح كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة ، يقول : أُسَـبِّح بِقَدْرِ ذَنْبِي . قاله ابن حجر في الإصابة . وقال الفضيل : لو شممتم رائحة الذنوب مني ما قربتموني . وأُثْنِي على زاهد فقال : لو عَرَفْتَ مِنِّي ما عَرَفْتُ مِن نَفْسِي لأبْغَضْتَنِي . فالمؤمن يَجمَع بين إحسان الْعَمَل والخشية ، والمنافِق يَجمَع بين إساءة العمل والأمن مِن مكْر الله . كما قال الحسن البصري رحمه الله . ومَن كان مُقيمًا على المعاصي فعليه أن يكون على خَوف ووَجَل . قال عليه الصلاة والسلام : إذا رأيت الله يُعطي العَبد مِن الدُّنيا على مَعاصيه ما يُحِبّ فإنما هو استدراج ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) . رواه الإمام أحمد ، وصححه الألباني والأرنؤوط . والمؤمن يَنظُر إلى ما أصابه إلى أنه بِبَعض ذُنوبه .. ولا يَنْظُر إلى أنه بلاء حسن .. لِيَحْْمِله ذلك على التوبة . .والإنابة والرجوع إلى الله . قال سهل بن عبد الله : البلوى مِن الله على وجهين : بلوى رحمة ، وبلوى عقوبة ؛ فبلوى الرحمة تبعث صاحبها على إظهار فَقْره إلى الله تعالى وترك التدبير ، وبلوى العقوبة تبعث صاحبها على اختياره وتدبيره . رواه أبو نُعيم في " الحلية " والبيهقي في " الشُّعب " . وكنت كتبت مقالا بعنوان : هذا بذنبي http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2050 وسبق : حكم الجزم بقبول العمل http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10629 المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 03:01 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى