![]() |
ما حُـكم تأخير الصلاة بسبب المحاضرات الجامعية ؟
السؤال بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخي الفاضل / عبدالرحمن السحيم كتب الله أجرك و زادك علماً وفضلاً وجزاك عنا خير الجزاء نحن طلاب وطالبات جامعة الطائف نعاني من مشكلة من إدارة الجامعة وهي عدم وجود وقت للصلوات في الجدول في جميع الكليات و وجود محاضرات لدى الأغلبية خصوصاً في وقت صلاة الظهر نرجو منك أن تخبرنا عن حكم تأخيرنا للصلاة بسبب المحاضرات و هل يعتبر هذا من التهاون في أداء الصلاة وتأخيرها عمداً لأن من يصلي بعد محاضرته و يتأخر عن المحاضره القادمه يطرد وقد يصل إلى الحرمان بسبب خوفه وحرصه على أداء الصلاة في وقتها من مبدأ { إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً } وإن سمحت لي أن توجه كلمه لمدير الجامعة ورؤساء الأقسام وكل متسبب في الموضوع لتهميشهم وقت الصلاه كتب الله أجرك الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . إن مما يتم التأكيد عليه مِن الجهات المسؤولة التأكيد على أداء الصلاة في وقتها . ودستور المملكة هو القرآن والسنة . وسياسة التعليم قائمة على هذا الدستور . وإقامة الصلاة جماعة وفي وقتها مِن أعظم شعائر الإسلام الظاهرة . جاء في وثيقة سياسة التعليم في المملكة : " والسياسة التعليمية في المملكة العربية السعودية تَنْبَثِق مِن الإسلام الذي تَدِين به الأمة عقيدة وعبادة وخُلقا وشريعة وحُكما ونظاما متكاملا للحياة ، وهي جزء أساسي من السياسة العامة للدولة " . وجاء في غاية التعليم وأهدافه العامة : 1- " غاية التعليم فَهَم الإسلام فَهْما صحيحا متكاملاً ، وغَرس العقيدة الإسلامية ونشرها ، وتزويد الطالب بالقيم والتعاليم الإسلامية وبالمثل العليا ، وإكسابه المعارف والمهارات المختلفة ، وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة ، وتطوير المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ، وتهيئة الفرد ليكون عضوا نافعا في بناء مجتمعه " . كما جاء في الأهداف الإسلامية العامة التي تحقق غاية التعليم : "النصيحة لكتاب الله وسنة رسوله بِصيانتهما ورعاية حفظهما وتَعهد علومهما ، والعمل بما جاء فيهما " . وكيف يُراد بناء وطَن ومواطِن صالح في ظلّ إهمال أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ؟ إن أعظَم الفرائض العملية هي الصلاة . وقد جاء الترغيب في إقامتها والمحافظة عليها في أوقاتها ومع جماعة المسلمين ، ولو كان الشاغل عنها الجهاد في سبيل الله ، وحِفْظ وبيضة الإسلام ، وحماية الدِّين ، وحراسة الْمِلّة ، كما في قوله تعالى : (وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ) . وجاء الترهيب مِن تركها أو تضييعها وتأخيرها عن وقتها ، كما في قوله تعالى : (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) . وأكَّدت الأنظمة وسياسة التعليم على ذلك . فقد جاء أهداف التعليم العالي في سياسة التعليم : " إعداد مواطنين أكفاء مؤهلين علميا وفكرياً تأهيلاً عالياً ، لأداء واجبهم في خدمة بلادهم والنهوض بأمتهم ، في ضوء العقيدة السليمة ، ومبادئ الإسلام السديدة " . فالذي يَرضى بِتضييع الصلوات ، أو تأخيرها ، أو يكون سببا في ذلك ، فهو آثِم ، ويَحمِل أوزار الذين كان سببا في تضييعهم للصلاة ، وهو مع ذلك خائن للأمانة التي حُمِّل إياها مِن قِبَل وُلاة الأمر ، ومُخالِف لسياسة التعليم . وعلى مَن كان له ولاية أو سُلطة أن يتقي الله في ولايته ، وأن يأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، ولا يكون عكس ذلك ممن وَصَفهم الله تعالى بِقوله : (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) . ولا أظن أن المسؤولين في التعليم العالي يُرضيهم مثل هذا التصرّف . فإذا لم تجدوا استجابة ، فعليكم الرفع إلى التعليم العالي لِتَبْرأ الذِّمّة . والله تعالى أعلم . وأما توجيه كلمة لمدير الجامعة ، فلعله يُطلَب مِن سماحة المفتي أو أحد أعضاء هيأة كبار العلماء ، أو أحد أعضاء اللجنة الدائمة . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية |
الساعة الآن 12:40 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى