![]() |
ما حكم جلوس الإمام على الكرسي في الصلاة ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الحبيب وفقك الله وحفظك أين ما كنت يقول السائل : هل يجوز للإمام أن يؤم المصلين وهو جالس على الكرسي حفطكم الله؟ وجزاكم ربي خيراً. http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . يجوز للإمام الراتب أن يَؤمّ المصلِّين وهو جالس على كرسي ، إذا كان جلوسه لِعُذر . وقول جُمْهور أهل العلم بِجواز صلاة الإمام قاعدا إذا كان معذورا ، ويُصلِّي مَن خلفه قائما . قال ابن عبد البر : وَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ فِيهَا لِلْعُلَمَاءِ أَقْوَالٌ : أَحَدُهَا - قَوْلُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَمَنْ تَابَعَهُ - : تَجُوزُ صَلاةُ الصَّحِيحِ جَالِسًا خَلْفَ الإِمَامِ الْمَرِيضِ جَالِسًا ؛ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا " . وَالثَّانِي - قَوْلُ الشَّافِعِيِّ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَأَبِي يُوسُفَ وَزُفَرَ وَالأَوْزَاعِيِّ وَأَبِي ثَوْرٍ وَدَاوُدَ - : جَائِزٌ أَنْ يَقْتَدِيَ الْقَائِمُ بِالْقَاعِدِ فِي الْفَرِيضَةِ وَغَيْرِهَا ؛ لأَنَّ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ أَنْ يُصَلِّيَ كَمَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ ، وَلا يَسْقُطُ فَرْضُ الْقِيَامِ عَنِ الْمَأْمُومِ الصَّحِيحِ لِعَجْزِ إِمَامِهِ عَنْهُ . اهـ . وَالثَّالِثُ - قَوْلُ مَالِكٍ فِي الْمَشْهُورِ عَنْهُ ، وَعَنْ أَصْحَابِهِ - : أَنَّهُ لَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يَؤُمَّ جَالِسًا وَهُوَ مَرِيضٌ بِقَوْمٍ أَصِحَّاءَ قِيَامٍ وَلا قُعُودٍ . اهـ . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَالنَّاسُ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ عَلَى ثَلاثَةِ أَقْوَالٍ : قِيلَ: لا يَؤُمُّ الْقَاعِدُ الْقَائِمَ ، وَأَنَّ ذَلِكَ مِنْ خَصَائِصِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَقَوْلِ مَالِكٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ . وَقِيلَ: بَلْ يَؤُمُّهُمْ وَيَقُومُونَ ، وَأَنَّ الأَمْرَ بِالْقُعُودِ مَنْسُوخٌ ، كَقَوْلِ أَبِي حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيِّ . وَقِيلَ : بَلْ ذَلِكَ مُحْكَمٌ ، وَقَدْ فَعَلَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ بَعْدَ مَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كأسيد بْنِ حضير وَغَيْرِهِ . وَهَذَا مَذْهَبُ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَأَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ وَغَيْرِهِمَا . اهـ . وقال ابن رجب : وقد اختلف العلماء فِي صلاة القادر عَلَى القيام خلف الجالس : فَقَالَتْ طائفة : لا يجوز ذَلِكَ بالكلية ، هَذَا قَوْلِ مُحَمَّد بن الْحَسَن والحسن ابن حي ومالك - فِي ظاهر مذهبه - والثوري - فِي رواية عَنْهُ. وقالت طائفة : يجوز أن يصلي القادر عَلى القيام خلف الإمام الجالس العاجز عَن القيام بكل حال ، وَهُوَ قَوْلِ أَبِي حنيفة وأبي يوسف وزفر وابن المبارك والثوري ومالك- وفي رِوَايَة عنهما - والأوزاعي والشافعي وغيرهما. واختلف الرواية عَن الإمام أحمد فِي ذَلِكَ، فالمشهور عَنْهُ : أَنَّهُ لا يجوز أن يأتم القادر عَلَى القيام بالعاجز عَنْهُ، إلا أن يكون العاجز إمام الحي، ويكون جلوسه لمرض يرجى بُرؤه ... ونقل عَنْهُ الميموني : أَنَّهُ لا يجوز ذَلِكَ إلاَّ خلف الإمام الأعظم خاصة، إذا كَانَ مرضه يرجى برؤه . وروي عَنْهُ مَا يدل عَلَى جواز الائتمام بالجالس مطلقا، لكن إن كَانَ إمام الحي ورجي زوال عِلّته صلّوا وراءه جلوسا ، وإن كَانَ غير ذَلِكَ صلوا وراءه قياما . اهـ . والأفضل أن يُنِيب مَن يُصلّي عنه ، خُروجا مِن الخلاف . قال ابن قدامة : الْمُسْتَحَبُّ لِلإِمَامِ إذَا مَرِضَ، وَعَجَزَ عَنْ الْقِيَامِ، أَنْ يَسْتَخْلِفَ؛ لأَنَّ النَّاسَ اخْتَلَفُوا فِي صِحَّةِ إمَامَتِهِ، فَيَخْرُجُ مِنْ الْخِلافِ، وَلأَنَّ صَلاةَ الْقَائِمِ أَكْمَلُ، فَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ الإِمَامُ كَامِلَ الصَّلاةِ . اهـ . وسبق : هل يجوز للرجُل إذا كان مُقعَدا أن يَؤمّ زوجته وهي قائمة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15667 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 08:47 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى