![]() |
كيف نجمع بين إخباره تعالى بتخليد قاتل المؤمن في النار ، وبين مغفرته للذنوب إلاّ الشرك ؟
كيف نجمع بين إخباره تعالى بتخليد قاتل المؤمن في النار ، وبين مغفرته للذنوب إلاّ الشرك ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم وسدد خطاكم كيف نجمع بين قوله تعالى : (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) ما معنى الخلود هنا ؟ وقوله تعالى : (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء ) وفقكم الله وحفظكم الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . الآية الأولى – في قَتْل النفس المعصومة - مِن آيات الوعيد ، والعلماء يَسلكون أمام نصوص الوعيد التي مثل هذه مسالِك : 1 - أن تكون الآية في المستحِلّ للقَتْل ؛ فيكون كافرا باستحلال ما حَرّم الله ، ويكون الخلود على بابِه . 2 – أن يكون المقصود بالخلود : طُول الْمُكْث ، مثل ما جاء في آية الربا : (فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) . 3 – أن يكون ما في الآية الأولى مما تُوعِّد به القاتِل ، وقد يَقَع وقد لا يَقَع ؛ لأن الله عَزّ وَجَلّ قال : (فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ) ، وعقيدة أهل السنة والجماعة أن مرتَكِب الكبيرة تحت مشيئة الله : إن شاء غفر له ، وإن شاء عذّبه . 4 – أن لا تُفسّر ولا يُذكر معناها ؛ لأنها مِن نصوص الوعيد ، وعدم تفسيرها أردَع للنفوس ، وأبلغ في الزّجر . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَقَدْ نُقِلَ كَرَاهَةُ تَأْوِيلِ أَحَادِيثِ الْوَعِيدِ عَنْ سُفْيَانَ ، وَأَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - وَجَمَاعَةٍ كَثِيرَةٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ . اهـ . وأما الآية الثانية ففي مغفرة ما دُون الشِّرك ؛ فهي مُقيّدة بالمشيئة (وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) ؛ وهذا كما تقدّم : أن مرتَكِب الكبيرة تحت مشيئة الله : إن شاء غَفر له ، وإن شاء عذّبه ، ولا يخلُد في النار مُوحِّد . وقد سَاق ابن القيم الأقوال في قبول توبة القاتِل ثم قال : والتحقيق في المسألة أن القَتل يتعلق به ثلاثة حقوق : حقّ لله ، وحقّ للمقتول ، وحقّ للوَلي . فإذا سَلَّم القاتل نفسه طَوعا واختيارا إلى الوَلي ندما على ما فعل ، وخوفا مِن الله ، وتوبة نصوحا ، سَقَط حق الله بالتوبة ، وحقّ الوَلي بالاستيفاء أو الصُّلح أو العَفو ، وبَقِي حق المقتول يُعوّضه الله عنه يوم القيامة عن عبده التائب الْمُحْسِن ، ويُصلِح بينه وبينه ، فلا يَبطل حق هذا ، ولا تبطل توبة هذا . اهـ . وسبق الجواب عن : سؤالي يتعلق بجرائم القتل وإزهاق الأرواح ، فهل لقاتل النفس مِن توبة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9212 ما تفسير الآية : (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ) ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5324 هل يُخلّد القاتل في نار جهنّم حتى لو تاب ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15705 هل صاحب الكبيرة يُخلّد في النار ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6249 ما رأيك بمن يقول أن الله لم يخلق الإنسان ليعذبه ولن تخلد النفوس بالنار ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7796 هل نقول للناس إن القاتل مخلد في النار ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18963 ما جواب أهل السنة على قول المعتزلة بِتخليد العصاة في النار ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1843 سؤال عن الجهنميين ، وعن قبض أرواح الحيوانات http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6422 ما صحة ما قيل عن أرجى آية ، وأن الله يغفر كل الذنوب حتى العقوق وترْك الصلاة http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13046 ما الدليل على استثناء الشرك الأصغر من الآيات والأحاديث التي يُذكَر فيها الشِّرْك ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18968 هل دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته بالمغفرة تعني أن الله لن يحاسبهم يوم القيامة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8091 قال لي شخص بأن مَن فَعل كبيرة فهو خالد في النار ، فبماذا أرد عليه ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=7305 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 06:07 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى