مَن استودعني سِرًا هل يجوز أن أخبئ خبره عن الوالدين إذا سألاني ؟
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاك الله خير على الجهـود الطيبة
السؤال : إذا شخص قال لي خبر أو أنه تكلم معـي في موضوع أو طلب شيئا ما وقال لا تخبر أحدًا بهذا الشيء ووصاني بهذا ، فهل عندما يسألني أحد الوالدين وأقـول لا أعلم أو أني أخبر بخبر آخـر هل آثم ؟
وهل لو قال لي أحدهمـا إن تخبئ عني سـوف أزعل منك ؟ وخبرته خـوف من زعل الوالدين فهل يكـون على شيء
فما هـو العمل الصحيح حتى لا أقع في زعل الوالدين ؟

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .

مَن اسْتُودِع سِرًّا ، فلا يجوز له كَشْفه ، حتى لأقْرَبِ الناس إليه ؛ لأنه مؤتَمَن عليه .
ولو أدّى ذلك إلى غضب أحد الوالِدين ؛ لأن طاعتهما إنما تكون في المعروف .

قال أنس رضي الله عنه : أتَى عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألْعَب مع الغلمان ، قال : فَسَلَّم علينا ، فبعثني إلى حاجة فأبطأتُ على أمِّي ، فلما جئت قالت : ما حَبَسَك ؟ قلت : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة . قالت : ما حاجته ؟ قلت : إنها سِرّ ! قالت : لا تُحَدِّثَنّ بِسِرِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحَدًا . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : فَقَالَت : احْفَظْ سِرَّ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم .

ويُمكن التلطّف معهما بأن هذا سِرّ ، وأنه لا يجوز كشف أسرار الناس ، وأن أنسًا رضيَ اللّهُ عنه لم يُخبِر أمّـه - وهي مِن أقرب الناس إليه - بِسِرِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وسبق :
حَلَفَت ألاّ تخبِر بأمر ثم أخبرت به ، فماذا عليها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12056

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض