![]() |
زوجة أخي تصاحِب ساحرة ، فهل آثَم على قطع علاقتي معها ؟
ما هو السبيل في هذه العلاقة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك وجزآك الله خير شيخنا الفاضل أحداهن تسأل وتقول : إنها أنْهَت علاقتها نهائيًا مع زوجة أخيها والآن ابنتها مصابة بسحر وعند تعبها تنبهها تلك الزوجة وتحذّرها منها . وزوجة أخيها تمشي مع ساحرة وتجالسها كما أنها اتُّهمت بخيانة زوجها من أقرب أشخاص لها ولديها دليل على هذا الشيء . وتقول عندما واجهتها أنكرت ، وأخي لم يناقشني نهائيًا بسبب اتهامي لزوجته . وبسبب أخلاقها زاد الشك عندي بأنها قد تكون تفعل ذا الشيء . ولكن عندما مرضت خفت بأني ظلمتها بسحر وأبي اعتذر منها ولكن عائلتي تفرض هذا الشيء كونها تمشي مع ساحرة وبسبب أخلاقها فهي محل الشك ، فما هو السبيل ؟ وجزاك الله خيرا . الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك . إذا ثَبَت أنها تُصاحب ساحِرة ، وكانت تلك المرأة تتعامل بالسِّحْر فعلا ، فتُناصَح ثم تُهجَر إن أصرَّت على صُحبتها بعد ذلك . والواجب على المسلم طلب البراءة لِدِينه ولِعِرْضِه ، والبُعد عن مواطن التّهم . ولهذا لَمّا مَرّ بالنبي صلى الله عليه وسلم رجُلان ومع النبي صلى الله عليه وسلم امرأة ، فأسرعا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : على رِسْلِكما ! إنها صفية بنت حيي . فقالا : سبحان الله يا رسول الله ! قال : إن الشيطان يجري مِن الإنسان مُجْرَى الدم ، وإني خشيت أن يَقْذِف في قلوبكما سُوءا ، أو قال شيئا . رواه البخاري ومسلم . قال ابن حجر في شرح هذا الحديث : فِيهِ التَّحَرُّزُ مِنَ التَّعَرُّضِ لِسُوءِ الظَّنِّ ، وَالاحْتِفَاظُ مِنْ كَيَدِ الشَّيْطَان والاعتذار . قَالَ ابن دَقِيقِ الْعِيدِ : وَهَذَا مُتَأَكِّدٌ فِي حَقِّ الْعُلَمَاءِ وَمَنْ يُقْتَدَى بِهِ ، فَلا يَجُوزُ لَهُمْ أَنْ يَفْعَلُوا فِعْلا يُوجِبُ سُوءَ الظَّنِّ بِهِمْ ، وَإِنْ كَانَ لَهُمْ فِيهِ مَخْلَصٌ ؛ لأَنَّ ذَلِكَ سَبَبٌ إِلَى إِبْطَالِ الانْتِفَاعِ بِعِلْمِهِمْ ، وَمِنْ ثَمَّ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : يَنْبَغِي لِلْحَاكِمِ أَنْ يُبَيِّنَ لِلْمَحْكُومِ عَلَيْهِ وَجْهَ الْحُكْمِ إِذَا كَانَ خَافِيًا ، نَفْيًا لِلتُّهْمَةِ . وَمِنْ هُنَا يَظْهَرُ خَطَأُ مَنْ يَتَظَاهَرُ بِمَظَاهِرِ السُّوءِ وَيَعْتَذِرُ بِأَنَّهُ يُجَرِّبُ بِذَلِكَ عَلَى نَفْسِهِ ، وَقَدْ عَظُمَ الْبَلاءُ بِهَذَا الصِّنْفِ . اهـ . وقال عليه الصلاة والسلام : الْحَلالُ بَيِّنٌ ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لا يعلمها كثير من الناس ، فمن اتّقى المشتبهات استبرأ لِدِينه وعِرْضِه ، ومَن وَقع في الشبهات وَقع في الحرام . رواه البخاري ومسلم . وفي رواية للترمذي : فَمَن تركها استبراءً لِدِينه وعِرْضه ؛ فقد سَلِم . قال ابن رجب :والمعنى : أنه يتركها بهذا القصد - وهو بَراءة دِينه وعِرضه عن النقص - لا لَغرض آخر فاسد مِن رياء ونحوه . وفيه دليل على أن طلب البراءة للعِرْض ممدوح ، كَطَلَب البراءة للدِّين . اهـ . ومَن يُصاحب أهل التّهم يُتَّهم . قال عمر رضي الله عنه : مَن عَرّض نفسه للتهمة فلا يَلُومَنّ مَن أساء به الظن . وقال ابن بطّال : مَن ظَهر منه فِعل منكر ، فقد عرَّض نفسه لسوء الظن والتّهمَة في دِينه ، فلا حرج على مَن أساء به الظن . اهـ . فإذا وطَئ الإنسان مواطئ التُّهم ؛ فلا يلومنّ مَن أساء به الظن . قال ابن الجوزي : والظن ما تَرْكَن إليه النفس ويَميل إليه القلب . وليس لك أن تظن بالمسلم شرًّا إلاّ إذا انكشف أمْر لا يَحتمل التأويل . وقال القرطبي : الذي يُمَيِّز الظنون التي يجب اجتنابها عمّا سواها ؛ أن كل ما لم تُعرف له أمارة صحيحة وسبب ظاهر كان حراما واجب الاجتناب . وقال : أكثر العلماء على أن الظن القبيح بِمَن ظاهره الخير لا يجوز ، وأنه لا حَرج في الظن القبيح بِمَن ظاهره القُبح ! وقال : للظن حالتان : حالة تُعرف وتَقوَى بِوَجه مِن وجوه الأدلة ؛ فيجوز الحكم بها ، وأكثر أحكام الشريعة مَبْنِيَّة على غلبة الظن .. والحالة الثانية : أن يَقع في النفس شيء مِن غير دلالة ، فلا يكون ذلك أولى مِن ضِده ، فهذا هو الشك ، فلا يجوز الحكم به ، وهو المنهي عنه . اهـ . ولا حرج في قطع مثل هذه العلاقة ؛ لوجود القرينة على التهمة . وسبق الجواب عن : ما حكم من قاطع أخت له اتقاء لشرها حيث إنها مشعوذة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4310 هل للساحرة حقوق ؟! http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6009 صديقتي افَترَتْ عليّ . فهَجَرتُها . هل تُرفع أعمالي إلى الله ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4309 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 09:55 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى