![]() |
ما صحة حديث " الخوارج كلاب النار " ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظكم الله ورعاكم شيخنا الفاضل هل صح هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الخوارج كلاب النار " ؟ وما معناه ، والمقصود به ؟ جزاكم الله خيرا الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . حديث : الخوارج كلاب النار . حديث صحيح بِمجموع طُرُقِه . فقد رواه الإمام أحمد وابن ماجه من حديث ابن أبي أوفى رضي الله عنه . وفي إسناده انقطاع بين الأعمش وبين ابن أبي أوفى . كما قال البوصيري . ورواه الإمام أحمد مِن طريق سعيد بن جُمهان قال : أتيت عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البَصَر ، فسَلّمْت عليه ، قال لي : من أنت ؟ فقلت : أنا سعيد بن جُمهان ، قال : فما فعل والدك ؟ قال : قلت : قَتَلَتْه الأزارقة ، قال : لَعن الله الأزارقة ، لعن الله الأزارقة ، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كلاب النار، قال : قلت : الأزارقة وَحْدَهم أم الخوارج كلها ؟ قال : بل الخوارج كلها . قال : قلت : فإن السلطان يَظلم الناس ، ويَفعل بهم ، قال : فتناول يدي فغَمَزَها بِيدِه غَمزة شديدة ، ثم قال : ويحك يا ابن جُمهان ! عليك بالسواد الأعظم ، عليك بالسواد الأعظم، إن كان السلطان يَسمع منك ، فأتِه في بيته ، فأخبره بما تَعلم ، فإن قَبِل منك ، وإلاَّ فَدَعه ، فإنك لستَ بأعلم منه ورواه الإمام أحمد مِن طريق سيّار بن عبد الله الأموي قال : جِيء بِرءوس مِن قِبَل العراق ، فنُصبت عند باب المسجد ، وجاء أبو أمامة رضي الله عنه فدخل المسجد فَرَكَع ركعتين ، ثم خَرج إليهم ، فنظر إليهم فَرَفع رأسه فقال : شَرّ قَتْلى تحت ظل السماء ، ثلاثا ، وخَيْر قَتلى تحت ظل السماء مَن قَتَلوه . وقال : كلاب النار ، ثلاثا ، ثم إنه بَكى ، ثم انصرف عنهم ، فقال له قائل : يا أبا أمامة ، أرأيت هذا الحديث ؟ حيث قلتَ : كِلاب النار ، شَيء سَمِعتَه مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو شيء تَقُوله بِرَأيك ؟ قال : سبحان الله ، إني إذا لَجَرِيء ، لو سَمِعته مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة أو مرتين ، حتى ذَكَر سَبْعًا لَخِلْتُ أن لا أذْكُره . فقال الرَّجُل : لأي شيء بَكَيت ؟ قال : رَحمة لهم ، أو مِن رَحَمَتهم . ورواه الترمذي ، وقال : حديث حسن . وقال الهيثمي : رواه الطبراني وأحمد ورجال أحمد ثقات . وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح ، وهذا إسناد حسن . وصححه الشيخ الألباني . وورَد في معناه أقوال ، منها : قال أبو بكر ابن العربي : قوله : " كلاب النار " إنما أخَذه إن لم يَسمع لَفْظَه مِن قوله (اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ) ، وذلك هو زَجْر الكَلب ، وإنما يُقال هذا للمُخَلَّد وهو الكافر . اهـ . وقال المناوي : " كلاب النار " أي : أنهم يَتعاوَوُن فيها عِواء الكلاب ، أو أنهم أخسّ أهلها وأحقرهم ، كما أن الكلاب أخسّ الحيوانات وأحقرها . فالمبتدعة أعظم جُرما مِن الفُسّاق ، وأشد ضررا . فَفِتْنَة المبتدِع في أصل الدين ، وفتنة المذنب في الشهوات . والمبتدع قَصد للناس على الصراط المستقيم يَصدّ عنه ، والمذنب ليس كذلك . والمبتدع قادِح في أوصاف الرب وكماله ، والمذنب ليس كذلك . والمبتدع مُناقِض لِمَا جاء به الرسول ، والعاصي ليس كذلك . والمبتدع يقطع على الناس طريق الآخرة ، والعاصي بَطيء السير بِسبب ذُنوبه . وقال : أو يَنبحُون على أهلها لِشدّة العذاب كالكلاب ، أو يكون فيها على صورة الكلاب . اهـ . وقال الملاّ علي قاري : أي : هُم كلاب أهلها ، أو على صورة كِلاب فيها . اهـ . وأشكل على بعضهم ذِكْر الخوارج في الحديث ، مع أنهم لم يَظهروا حقيقة ولم يُطلَق عليهم هذا الوصف إلاّ بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم . ولا إشكال في إطلاق هذا الوصف ، ولا ذِكر هذا الاسم ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مُؤيَّد بالوَحي ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن خروج الخوارِج وعن صِفاتهم ، وأخبر بِحُكمهم قبل أن يُوجَدوا . والخوارج يُسارِعون في تكفير المؤمنين. سأل بُكيرُ بن الأشج نافِعًا : كيف كان رأي ابن عمر في الخوارج ؟ فقال : كان يقول : هُم شِرار الخلق ؛ انطلَقُوا إلى آيات أُنْزِلت في الكفار فَجَعَلوها في المؤمنين. وذَكَر عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع قيل لابن عمر : إن نَجْدَة الحروري يقول : إنك كافر ! وأراد قَتل مَولاك إذ لَم يَقُل إنك كافر ! فقال ابن عمر : والله ما كَفَرت منذ أسْلَمت ؟ قال نافع : وكان ابن عمر حين خرج نَجْدَة يرى قِتاله . (الاستذكار لابن عبد البر)قال ميمون بن مهران : أتدري ما الحروري الأزرقي ؟ هو الذي إذا خَالَفْت آية سَمّاك كافرا ، واستحلّ دَمَك ! وإذا كَفّروهم نَهَبوا أموالهم بِحُجّة أنها غنائم ! قال ميمون بن مهران مَرّ أصحاب نَجْدة الحروري على إبلٍ لِعبد الله بن عُمر ، فاسْتَاقُوها ، فجاء رَاعِيها ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ، احتَسِب الإبل ، قال : ما لَهَا ؟ قال: مَرّ بها أصحاب نَجْدة فذهبوا بها ، قال : كيف ذهبوا بالإبل وتركوك ؟ قال : قد كانوا ذهبوا بي معها ، لكني انفَلَتّ منهم ، فما حَمَلَك على أن تركتهم وجئتني ؟ قال : أنت أحبّ إليّ منهم ، قال : الله الذي لا إله إلاّ هو لأنا أحب إليك منهم ؟ قال : فَحَلَف له ، قال : فإني أحتَسِبُك مَعها ؛ فأعْتَقَه . (تاريخ دمشق)والخوارِج يَعِيبون خيار المؤمنين ، ويَنتقِدون مَن هو أفضل منهم وأعلم ! روى البخاري مِن طريق الأزرق بن قيس قال : كنا بالأهواز نقاتل الْحَرُورِية ، فبينا أنا على جُرف نَهر إذا رَجل يُصلّي ، وإذا لِجَام دابته بيده ، فجعلت الدابة تنازعه وجعل يَتْبَعها . قال شعبة : هو أبو بَرزة الأسلمي . فجعل رجل مِن الخوارج يقول : اللهم افعل بهذا الشيخ ! فلما انصرف الشيخ قال : إني سَمعت قولكم ، وإني غَزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست غزوات أو سبع غزوات أو ثمان ، وشَهِدت تَيْسِيره ، وإني إن كنت أن أراجع مع دابتي أحبّ إليّ مِن أن أدعها ترجع إلى مألَفها فيَشقّ عليّ . وسبق الجواب عن : من هم الإباضية ؟ وهل يصح أن نقول عن الإباضية إنهم كفار ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8938 كيف نعرف أن مذهب أهل السنة هو المذهب الحق ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16538 ما صحة حديث الرايات السوداء التي تأتي مِن قِبل المشرق ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10129 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 11:46 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى