![]() |
هل يجوز الكذب على الأطفال في الأحكام الشرعية كي يلتزموا بالطاعة ؟
السلام عليكم
حفظكم الله شيخنا الفاضل ووفقكم سمعت مناقشة بين أختين مفادها قالت لها : أنا أكذب على ابني البالغ من العمر 10 سنوات في أحكام الشرع ليبتعد عن الحرام مثلًا لو سألني ابني عن أمر أهو فرض أم سنة أخبره أنه فرض حتى لو كان سنة خوفًا من أن يتهاون به لمعرفته أنه سنة ، وأقصد السنن المستحبة فلو قلت لابني أنها سنة مستحبة وتركها لا يعاقب عليه فقد يتهاون فيها والسؤال : هل يُعتبر تصرف هذه الأم كذب ؟ علمًا أن تبريرها أنها تريد أن تربي ابنها على أمور دينه مِن صِغره وجزاكم الله خيرًا ونفع بكم الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . لا يجوز الكذب على الأطفال لا في الأمور المعتادة ، ولا في أمور الشرع ، بل الكذب عليهم في أمْر يتعلّق بالشرع مِن كبائر الذنوب ؛ لتضمنّنه الكذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم . قال الله عزَّ وجَلّ : (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (116) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن كَذِبا عليّ ليس كَكَذِبٍ على أحدٍ . مَن كَذب عليَّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار . رواه البخاري ومسلم . ولا يجوز الكذب على الأطفال في الأمور المعتادة ؛ لأن مِن شأن هذا أن يتربّوا على الكذب ؛ لأن حبل الكذب قصير ، وسوف يكتشفون فيما بعد أنه كان يُكذَب عليهم! قال عبد الله بن عامر رضي الله عنه : دَعَتْنِي أُمِّي يومًا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا ، فقالت : ها ! تَعال أُعْطِيك ! فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما أرَدتِ أن تُعطيه ؟ قالت : أعطيه تَمْرًا ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما إنك لو لم تُعطيه شيئا كُتِبَت عليك كذبة . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وحسنه الألباني . وقال الأرنؤوط : حسن لغيره . وقال ابن مسعود رضي الله عنه : ألا وإن الكذب لا يَصلح في جِدّ ولا هزل ، ولا أن يَعِد الرَّجُل صَبِيَّه ثم لا يُنْجِز له . رواه عبد الرزاق وأحمد وابن ماجه . والْحَلّ : أن يُخبر الطفل بالحقيقة ، ويُنبَّه على فضل أداء السُّنن ، وفضل الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالصالحين . وأن أداء السُّنن مِن أعظم أسباب نيل محبة الله عزَّ وجَلّ ، وأن الله يُحبّ مَن يتقرّب إليه بالنوافل بعد الفرائض . قال الله عزَّ وجَلّ في الحديث القدسي : وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته ، كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه . رواه البخاري . فما هُرِب مِن مَكروه ومرهوب ، ولا طُلب محبوب بِمثل التقرّب إلى الله عزَّ وجَلّ بالطاعات ؛ فَرْضِها ونَفْلِها . وسبق الجواب عن : كيف يتصرف المرء إذا كذب أمامه شخص وهو يعلم يقينا بِكَذِبه ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7616 حصول المرغوب واندفاع المرهوب http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6282 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 09:21 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى