![]() |
ما صحة موضوع (لماذا يختار الميت الصدقة لو رجع للدنيا ؟) ؟
ما صحة هذا الكلام ؟ لماذا يختار الميت " الصدقة " لو رجع للدنيا ؟ كما قال تعالى: (رب لولا أخرتني إلي أجل قريب فأصدق) ولم يقل لأعتمر أو لأصلي أو لأصوم … قال أهل العلم : ما ذكر الميت الصدقة إلاّ لعظيم ما رأى من أثرها بعد موته . فأكثروا من الصدقة فإن المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته . الجواب : هذا غير صحيح ؛ لأن الآية مرتبط آخرها بأوّلها : (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) . فالله أمَر بالنفقة قبل مجيء الموت ، ثم نَـبَّه إلى وقت عدم إمكان ذلك ، وهو قُرب الموت ، كما بيَّن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بِقوله وفِعله ؛ فقد بَزَق النبي صلى الله عليه وسلم في كفِّه ثم وَضَع عَلَيْهَا أُصْبُعَهُ ، ثُمَّ قَالَ : قَالَ اللَّهُ : ابْنَ آدَمَ أَنَّى تُعْجِزُنِي وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ ، حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ وَعَدَلْتُكَ ، مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ وَلِلأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ ، فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ ، قُلْتَ : أَتَصَدَّقُ ، وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ ؟ رواه الإمام أحمد ، وصححه الألباني وحسّنه الأرنؤوط . ويَردّ ذلك المفهوم - وهو ذِكْر مَن قارَب الموت للصدقة - أمْرَان : الأول : أن الميت يتمنى الرجوع إلى الدنيا ليعمل صالحا ؛ سواء كان صدقة أو صلاة ، أو غيرها مِن الأعمال الصالحة ، كما قال تبارك وتعالى : (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) . فهو يُريد الرجوع إلى الدنيا ليَعمل صالحا ، وهو أعمّ مِن الصدقة . الثاني : أن هذا في حقّ مَن قارَب الموت ، وليس في حقّ الميت ، فقد قيل في السؤال : (ما ذكر الميت الصدقة إلاّ لعظيم ما رأى من أثرها بعد موته) ، فالآية ليست في حقّ مَن مات ، بل هي في حقّ مَن قارَب الموت (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ ...) وهذا كَقَولِه صلى الله عليه وسلم وقد سُئل : أي الصدقة أعظم ؟ فقال أنْ تَصَدَّق وأنت صحيح شحيح ، تخشى الفقر وتأمل الغنى ، ولا تُمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لِفلان كذا ولِفلان كذا ، ألاَ وقد كان لفلان . رواه البخاري ومسلم . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم رمضان - 1437 هـ |
الساعة الآن 03:21 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى