![]() |
ما معنى حديث : " لا تجتمع أمتي على ضلالة " ؟
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل قال عليه الصلاة والسلام : (لا تجتمع أمتي على ضلالة) فما المقصود بذلك ؟ لأني أرى أكثر علماء العالم الإسلامي على منهج الأشاعرة فهل المقصود بالحديث على وجه التغليب ؟ أم أن الأمة جميعها لا تجتمع على ضلالة ؟ باعتبار أن كثير من علماء الأمة على منهج السلف ؟ بارك الله فيكم وسدد خطاكم http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبارك الله فيك . المقصود : أن الأمّة جميعا لا تجتمع على ضلالة . ولذلك : إذا أجْمَعت الأمة جمعاء على أمْرٍ كان حُجّة على صِحّته ؛ لأن الأمّة جميعا لا تجتمع على ضلالة . أما أن يَقع بعض أفرادها ، أو كثير من أفرادها في شيء من الضلال في وقت دون وقَتْ ؛ فهذا لا يُعتبر اجتماع على الضلالة ، وليس له حُكم الإجماع . قال ابن بطّال : الاعتصام بالجماعة كالاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ لقيام الدليل على توثيق الله ورسوله صحة الإجماع ، وتحذيرهما من مفارقته بِقَولِه تعالى: (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى) الآية ، وقوله: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) الآية . وهاتان الآيتان قاطعتان على أن الأمة لا تَجتمع على ضلال ، وقد أخبر الرسول بذلك فَهمًا من كتاب الله فقال: " لا تجتمع أمتى على ضلال " ، ولا يجوز أن يكون أراد جميعها مِن عصره إلى قيام الساعة ؛ لأن ذلك لا يفيد شيئًا ؛ إذْ الحكم لا يُعرف إلاّ بعد انقراض جميعها ، فعُلِم أنه أراد أهل الحل والعقد من كل عصر . اهـ . وقد سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية : عن معنى إجماع العلماء ، وهل يسوغ للمجتهد خلافهم ؟ وما معناه ؟ فأجاب رحمه الله : الحمد لله ، معنى الإجماع : أن تجتمع علماء المسلمين على حُكم مِن الأحكام . وإذا ثبت إجماع الأمة على حُكم من الأحكام لم يكن لأحدٍ أن يَخرج عن إجماعهم ؛ فإن الأمة لا تجتمع على ضلالة ، ولكن كثير مِن المسائل يَظن بعض الناس فيها إجماعا ولا يكون الأمر كذلك ، بل يكون القول الآخر أرجح في الكتاب والسنة . وأما أقوال بعض الأئمة ، كالفقهاء الأربعة وغيرهم ؛ فليس حجة لازِمَة ولا إجماعا باتفاق المسلمين ، بل قد ثبت عنهم رضي الله عنهم أنهم نَهَوا الناس عن تقليدهم ؛ وأمَُروا إذا رَأوا قَولاً في الكتاب والسنة أقوى مِن قولهم ، أن يأخذوا بما دَلّ عليه الكتاب والسنة ويدعوا أقوالهم . ولهذا كان الأكابر مِن أتْبَاع الأئمة الأربعة لا يزالون إذا ظَهَر لهم دلالة الكتاب أو السنة على ما يُخالف قَول مَتْبُوعِهم اتَّبَعُوا ذلك . اهـ . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 05:23 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى