![]() |
هل يختلف فقه الأقليات المسلمة عن الفقه الإسلامي العام ؟
هل يختلف فقه الأقليات المسلمة عن الفقه الإسلامي العام ؟
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل أثابكم الله سائل يقول : هل يختلف فقه الأقليات المسلمة عن الفقه الإسلامي العام , وهل تختلف الفتوى وتتغير بحسب مكان وجود المسلمين ؟ أفتونا شيخنا الفاضل وفقكم الله وزادكم علما وسدادا . الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . لا يختلف فِقه الأقليّات المسلمة عن الفقه العام إلاّ مِن جهة اختلاف بعض المسائل التي تَحتاج إليها الأقليات المسلمة عن غيرها , مثل : الإقامة في بلاد الكفار ، وما تَعمّ به البلوى في بلاد الكفار ، مثل : كثرة الكلاب ومُخالطتها ، وكثرة مُخالطة الكفار ، واستعمال آنِيتهم ، ونحو ذلك ، مما قد لا يحتاج إليه المسلم الذي يعيش في الدول الإسلامية . ولا تختلف الفتوى وتتغير بحسب الزمان والمكان ، وإنما قد تتغيّر الفتوى بحسب تغيّر وتساهل الناس وتَفْرِيطهم في الأحكام الشرعية ، أو تتغيّر لِتغيّر العِلّة التي بُني عليها القَول في الفتوى ، أو تشديدا على الناس فيما تساهَلوا فيه مِن باب السياسة الشرعية . وعلى سبيل المثال : حُكم ما يُعرف بـ البِيرة .. يَختلف قول العالِم فيها مِن بلد إلى بلد ، بحسب ما يُوجد فيها مِن مُسكِر . وكذلك الاختلاف في حُكم ذبائح أهل الكتاب : يَختلف قول العالِم فيها مِن بَلد إلى بلد ، بحسب طريقة الذَّبْح . وقد تتغيّر الفتوى تبَعًا لاجتهاد العالِم في المسائل الاجتهادية ؛ فإن العالِم لا يزال مُتعلِّمًا حتى يَمُوت . وقد يُفتي العالِم بِمَسألة ثم يتبيّن له صِحّة دليل خَفي عليه ، أو ضعف دليل استدلّ به ؛ فيرجع عن قوله ، وليس في ذلك نقص ولا عيب . حَدَّث عمرو بن دينار فقال : قيل لِجابر بن زيد : إنهم يَكتبون ما يَسمعون منك ! فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، يكتبون رأيًا أرجع عنه غدا ؟! وقال عمرو بن دينار : يَسألُوننا عن رأينا ، فنُخبرهم ، فيكتبونه ، كأنه نُقِرَ في حَجر ! ولعلنا أن نَرجع عنه غدا . وسواء كان ذلك في القضاء أو في الفُتيا . قال عُمر رضي الله عنه : ولا يَمنعنّك قضاء قَضيت فيه اليوم فرَاجَعت فيه رأيك فهُدِيت فيه لِرُشدك أن تُراجع فيه الْحَق ، فإن الْحَق قديم لا يُبطِله شيء ، ومُراجعة الْحقّ خير مِن التمادي في الباطل . وقَضَى عمر رضي الله عنه بِقضاء ، فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين شَهِدتك عام أوّل قَضيتَ فيها بكذا وكذا ! فقال عمر رضي الله عنه : تلك على ما قَضيناه ، وهذه على ما قضينا ! قال ابن القيم : فأخَذ أمير المؤمنين في كلا الاجتهادَين بما ظَهر له أنه الْحَقّ ولم يَمنعه القضاء الأول مِن الرجوع إلى الثاني ، ولم ينقض الأول بالثاني ؛ فَجَرَى أئمة الإسلام بَعده على هذَين الأصْلَين . اهـ . وسبق الجواب عن : هل الفتوى تتغير باختلاف الزمان والمكان ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7817 كيف نردّ على مَن يقول أنه يحقّ لكلِّ أحد أن يفهَم النُّصوص دون التقيّد بفَهم السَّلف ؟ http://saaid.net/Doat/assuhaim/fatwa/255.htm شبهة تقول (الفقه الإسلامي بحاجة إلى تجديد لأحكامِهِ التي تعفَّنت) http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=2142 هل يجوز للمسلمين الاحتفال بالمولد في دول الغرب ؟ وهل للمغتربين فقه خاص ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=19404 كيف يُرد على مَن يرى أنّ الأولى تعليم الناس أحكام الجهاد و ترْك اختلافات الفقه ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=282 كيف نعرف الفتوى الصحيحة أو الأنسب عند تعدد الفتاوى حول موضوع واحد ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18471 ما حكم العقود الفاسدة في ديار الكافرين ؟ التعامل بالمعاملات الفاسدة مع الكافر المحارِب http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=739 ولشيخنا الإمام ابن باز رحمه الله : الأقليات الإسلامية ظروفها وآمالها http://www.binbaz.org.sa/article/383 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 08:25 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى