![]() |
كيف يُرد على مَن يبيح المزاح بين الجنسين ويستدل بمزاح الرسول ﷺ مع بعض النساء ؟
قرأت لك عدة فتاوى حول المزاح بين النساء والرجال في المنتديات و أن هذا الأمر لايجوز لأنه باب فتنة . هناك من يقول أنها بضوابط وحدود وأيضا ًيستدل بمزاح الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه كان يمازح النساء !!! صحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم يمزح و كان لايقول إلا حقا ً . هل الاستدلال بذلك صحيح ؟ http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : أولاً : النبي صلى الله عليه وسلم بِمَنْزِلة الأب ، كما قال تعالى : (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) . وفي قراءة تفسيرية : وهو أبٌ لهم . قال الشنقيطي : وفي قراءة أُبَيّ بن كعب : (وأزواجه أمهاتهم وهو أبٌ لهم) ورُوي نحوها عن ابن عباس ، وبهذا القول قال كثير من العلماء . اهـ . وقال عليه الصلاة والسلام : إنما أنا لكم مثل الوالد لِوَلَدِه أُعَلِّمُكم . رواه الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه . قال الرازي : يعني في الرأفة والرحمة . ولَمَّا كان النبي صلى الله عليه وسلم بِمَنْزِلة الأب للمؤمنين ، كانت زَوْجَاته بِمنْزِلة الأمهات للمؤمنين . ولذلك حُرِّم نِكاح أمهات المؤمنين على المؤمنين . ومِن خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم أنه بِمَنْزِلة الْمَحْرَم لِنساء الأمة . وقد دلّ على هذه أدِلّة ، منها : - ما رواه البخاري من طريق خَالِد بن ذَكْوَان عَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ بُنِيَ عَلَيَّ فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي . قال ابن حجر : وَالَّذِي وَضَحَ لَنَا بِالأَدِلَّةِ الْقَوِيَّة أَنَّ مِنْ خَصَائِص النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَوَاز الْخَلْوَة بِالأَجْنَبِيَّةِ وَالنَّظَر إِلَيْهَا ، وَهُوَ الْجَوَاب الصَّحِيح عَنْ قِصَّة أُمّ حَرَام بِنْت مِلْحَانَ فِي دُخُوله عَلَيْهَا وَنَوْمه عِنْدهَا وَتَفْلِيَتهَا رَأْسه ، وَلَمْ يَكُنْ بَيْنهمَا مَحْرَمِيّة وَلا زَوْجِيَّة . - ما رواه البخاري ومسلم من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ فَتُطْعِمُهُ ، وَكَانَتْ أُمُّ حَرَامٍ تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَأَطْعَمَتْهُ ، ثُمَّ جَلَسَتْ تَفْلِي رَأْسَهُ . الحديث . وقد ذَكَر ابن حجر أقوالاً في الجواب عن فعله صلى الله عليه وسلم هذا ، ثم قال : وَأَحْسَن الأَجْوِبَة دَعْوَى الْخُصُوصِيَّة ، وَلا يَرُدّهَا كَوْنُهَا لا تَثْبُت إِلاَّ بِدَلِيل ؛ لأَنَّ الدَّلِيل عَلَى ذَلِكَ وَاضِح ، وَاَللَّه أَعْلَم . اهـ . ثانيا : قائل هذا القول يأمَن أعظم الفِتن على نفسه ، وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من فِتنة النساء ، فقال عليه الصلاة والسلام : مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ . رواه البخاري ومسلم . ولا يخفى افتتان المرأة بالرِّجال . قال ابن عباس رضي الله عنهما : خُلِق الرَّجل من الأرض فجعلت نِهمته الأرض ، وخُلقت المرأة من الرجل فجُعلت نهمتها في الرجل ، فاحبسوا نساءكم . رواه ابن أبي حاتم في تفسيره والبيهقي في شُعب الإيمان . ومعنى " فاحبسوا نساءكم " : يعني عن الرجال الأجانب ، وامنعوهن من الاختلاط أو الخلوة بهم . كما أن الذي يأمَن نفسه أمام الفِتن يُزكِّي نفسه ولو مِن طرف خَفِيّ ! ثالثا : فَرَّق العلماء بين المرأة الشابّة وبين المرأة الكبيرة في ردّ السلام والتشميت ! قال الإمام مالك رحمه الله ورضي عنه : أرى للإمام أن يتقدّم إلى الصّيّاغ في قعود النساء إليهم ، وأرى ألاَّ يترك المرأة الشابة تجلس إلى الصياغ . وقال ابن مُفلح : قَالَ ابْنُ تَمِيم : لا يُشَمِّتُ الرَّجُلُ الشَّابَّةَ . وَقَالَ السَّامِرِيُّ : يُكْرَهُ أَنْ يُشَمِّتَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ إذَا عَطَسَتْ ، وَلا يُكْرَهُ ذَلِكَ لِلْعَجُوزِ . وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ : : وَقَدْ رَوَيْنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ الْعُبَّادِ فَعَطَسَتْ امْرَأَةُ أَحْمَدَ فَقَالَ لَهَا الْعَابِدُ : يَرْحَمُكِ اللَّهُ ! فَقَالَ أَحْمَد رَحِمَهُ اللَّهُ : عَابِدٌ جَاهِل ! فإذا كان العلماء مَنَعوا ما هو مطلوب شَرعا ، كَرَدّ السلام وتشميت العاطس فيما يتعلق بالفتاة الشابة ، فكيف بِالمُزاح ؟! وهنا : هل يجوز المزاح مع المرأة الأجنبية بناء على حديث " لا يدخل الجنة عجوز" ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4554 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 03:00 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى