![]() |
إذا انشغلت عن المرضى بحالات طارئة أو بسبب الإرهاق فهل هذا الفعل خيانة للأمانة ؟
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل بارك الله فيكم سائلة تقول:أعمل طبيبة في أحد المستشفيات الكبرى , أحيانا تطلب مني الطبيبة الرئيسة أن أتكلف ببعض المرضى, ولكن أحيانا تصل إلى المستشفى حالات طارئة ومستعجلة أنشغل بها وتحتاج عناية واهتمام أكثر من هؤلاء المرضى , وأحيانا أخرى أشعر بإرهاق نتيجة العمل المتواصل أحتاج معه للراحة , ولا ألتزم بتعليمات الطبيبة الرئيسة . وهذا يؤدي أحيانا إلى تأخير وتأجيل مواعيد المرضى وقد تتأخر حالتهم الصحية فهل آثم على هذا الفعل؟ وهل يعد هذا تقصيرا وخيانة للأمانة ؟ أفتونا شيخنا الفاضل وفقكم الله وجزاكم عنا خير الجزاء. _____________________________________ الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . يأثم مَن يَقوم على شؤون المرضى إذا كان تكاسله يُؤدّي إلى تأجيل علاج المرضى وإلى إلحاق الضرر بهم ، أو إلى تأخّر حالتهم الصحية ؛ لأنه مؤتَمن على هذا العَمل ، ومُكلَّف به ، وهو مِن الأمانة الثقيلة التي عُرِضت على السماوات والأرض والجبال ، فأبَيْنَ أن يَحْمِلْنها وأشْفَقْن منها . أما إذا كان الانشغال بالحالات الطارئة والمستعجلة ، وكان مما يُطلَب منك ؛ فلا إثم عليك حينئذٍ ؛ لأنه مِن باب تقديم الأهمّ ، ومِن باب ارتكاب أخف الضررين . فإذا كان عندنا حالتان : إحداهما طارئة ومُستعجلة ، والأخرى مُستقرّة ، فإن قاعدة ارتكاب أخف الضررين تقتضي أن يُهتمّ بالحالة الطارئة ، ولو أدّى إلى تضرر الحالة المستقرّة قليلا ، أو إلى التأخّر في موعد علاج ونحوه . هذا مع عدم إمكان الْجَمْع بين الحالتين ، أما إذا مكن الْجَمْع بين الحالتين ؛ فهو الْمُتَعيِّن . وعلى مَن تحمّل هذه الأمانة أن يحتسب الأجر في القيام على شؤون المرضى ؛ لأنه في عبادة وقُربة ما دام يقوم على شؤونهم . وأن يُحسن إليهم في كل ما يستطيع ، مِن كلمة طيبة ، وبَذل للمعروف ، وتوفير لِمَا يحتاجونه حسب استطاعته . وبالله تعالى التوفيق . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 05:07 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى