![]() |
كانت في طريق الضلال وارتكبت جميع المحرّمات ، وتريد فعل الخير ،فبِماذا تنصحونها ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حفظكم الله فضيلة الشيخ ونفع بكم أخت تسأل عن التوبة ومغفرة الله هذه الأخت تقول أنها كانت في طريق الضلال ارتكبت جميع المحرمات وظلم الناس وكل أنواع الحرام والعياذ بالله ، وتقول : إنها تابت لله ، وتسأل : هل يقبل الله توبتها ؟ كما أن لديها مبلغ من المال حصلت عليه بطريقة غير شرعية ما مصير هذا المال ؟ تريد هذه السائلة فعل الخير بماذا تنصحونها يا فضيلة الشيخ ؟ تريد أن تكون داعية ومصلحة أو أي شيء فيه خير . أرجو منكم مساعدتها ونصحها وجزاكم الله خيرا وبارك في جهودكم وجعلها في ميزان حسناتكم _____________________________________ الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . ونسأل الله لنا ولها الهداية والسداد والتوفيق والثبات لِتحمد الله على هذه النعمة ، أنْ ردّها الله إليه ، وتاب عليها قبل الموت ، فإن التوبة نِعْمَة ومِنّـة وفضْل مِن الله . قال سفيان بن عيينة : التَّوبَة نِعْمَة مِن الله أنْعَم الله بِهَا على هذه الأُمَّة دُون غَيرها مِن الأُمم ، وكانَتْ تَوْبَة بَني إسْرائيل القَتْل . ومِن كَرَم الله عزَّ وجَلّ أنه يَقْبل توبة مَن تاب ، مهما عَظُمَت ذنوبه . قال الله في الحديث القدسي : يا عبادي إنكم تُخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا ، فاستغفروني أغفِر لكم . رواه مسلم . وقال عليه الصلاة والسلام : إن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب ، تاب الله عليه . رواه البخاري ومسلم . وقال عليه الصلاة والسلام : ويَتُوب الله على مَن تَاب . رواه البخاري ومسلم . هذا فيما بين الإنسان وبين الله عزَّ وجَلّ ، وأما ما بينه وبين الآدميين ، فإنه يَتَحلّل من صاحب المظلَمَة إذا استطاع التحلل منه ، وإذا لم يستطع التحلل مِنه ، فيُحسن التوبة ، وتُرجَى له المغفرة . قال الإمام القرطبي : فلا يَبْعُد في كَرَم الله تعالى إذا صَحَّت توبة العبد أن يَضَع مَكان كُلّ سَيئة حَسَنة . اهـ . وأمّا المبالغ المالية التي حصلت عليه بطريقة غير شرعية ؛ فإن كانت لأناس تَعرفهم ، فيجب عليها أن تردّ الأموال إلى أهلها ، وإن كانت غير ذلك ، فتتصدّق بها على نيّة أصحابها إذا كانت لأناس لا تعرفهم ، أو بِنيّة التخلّص مِن الحرام ، إذا كانت مُكتسبة بِطريقة مُحرّمة . وننصحها : بالاجتهاد في حِفْظ القرآن ، فإنه أصل العلوم ، والتفقّه في دِين الله ، وهذا بِحمد الله يَسير على مَن يَسَّره الله عليه ، خاصة في زماننا هذا ، فتوجد الأشرطة والأقراص والمواقع التي يُمكن أن يتعلَّم منها الإنسان العِلْم الشرعي ، فإن الإنسان لا يُمكن أن يدعو إلى الله ، ولا أن يتعبّد على بصيرة إلاّ بِالعِلْم الشرعي . ولا يُشتَرَط في الداعية أن يكون عالِما ، وإنما يَكون على عِلْم بِما يدعو إليه ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : بَلِّغوا عني ولو آية . رواه البخاري . ويدخل في هذا الباب : نَشْر العِلْم النافع ، وتحرص على المصادر الموثوقة ، ونَشْر ما يَصدر عن أهل العِلْم الثقات ، مِن فتاوى وتوجيهات . وأن تُصاحِب صُحبة طَيبة تُعينها على فِعْل الخيرات ، وتَرْك المنكَرات . وسبق الجواب عن : سرق بعض الأموال والآن يُريد أن يُكفِّر عن ذلك http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3929 شابٌ وقعَ في الزِنا ثم تاب ، فماذا يفعل كي يغفر اللهُ له ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12515 إذا أذنب العبد ثم تاب .. ثم عاد و أذنب .. ثم تاب ... فهل يكون له توبة ؟؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6214 هل يوجد علامات لقبول التوبة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12369 كيف يستمر العبد على التوبة بعد إقلاعه عن الذنب ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12274 هل تغفر الكبائر من الذنوب كالزنا والسرقة و اللواط وغيرها وما كفارتها؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5290 زنيت وأريد أن أعرف كيف أن أكفر عن ذنبي ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=397 هل تُقبَل توبة من زنا بِذات مَحْرَم إذا تاب وأناب ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13264 كنت أمارِس العادة السريِّة ولا أعرِف حُرمتها ثمّ تُبت منها ، فماذا عليَّ ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11214 ما رأيك في تصدر طالب العلم المبتدئ ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=19809 وسبق مقال بعنوان : اعتَرِف أَحسَن لَك http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=662 وخُطبة جُمعة عن .. (الاعتراف بالذنب) http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16372 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 05:41 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى