![]() |
هل الاستغفار يشفي السحر دون اللجوء إلى الرقية ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أسأل هل المسحور ممكن ان يشفى بالاستغفار فقط أقصد : هل ممكن الاستغفار يشفي السحر من دون أن يلجأ المسحور إلى الرقية أو إلى إبطال السحر بطرق شرعية جزاكم الله خير وبارك فيكم شيخنا الكريم _____________________________________ الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك . الشّافي هو الله ، وما ذُكِر ويُذكَر إنما هي أسباب . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في رُقيَة المريض : أَذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لاَ شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا . رواه البخاري ومسلم . ويُمكن أن يُشفَى المسحور والمريض والمعيون - باللجوء إلى الله بالدعاء والاستغفار والصدقات وحُسن الظنّ بالله - ولو لم يستعمل الأدوية والرُّقَى والطرق المشروعة في فكّ السحر وغيره ؛ لأن الله هو الشافي ، وهو سبحانه وتعالى قادِر على شفاء المريض دون سَبب مِنه ، كما شَفَى الله عَزّ وَجَلّ نَبيّه أيوب عليه الصلاة والسلام . وكَما شَفى الله عَزّ وَجَلّ نَبِيّه محمدا صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وُضِع له السحر ، فاجتهد صلى الله عليه وسلم في الدعاء ، حتى شَفاه الله . قالت عائشة رضي الله عنها : سَحَرَ رسولَ الله رَجل مِن يَهود يُقال له لبيد بن الأعصم ، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخيّل إليه أنه يفعل الشيء وما يَفعله ، حتى إذا كان ذات يوم وذات ليلة دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا ثم دعا .. الحديث . رواه البخاري ومسلم . قال الليث بن سعد : رأيت إسماعيل بن عُقبة بَصيرا ، ثم رأيته قد عَمِي ، ثم رأيته بصيرا ، فقلت : أليس رأيتك بصيرا ، ثم عَمِيت ، ثم أبصرت ؟ قال : نعم ، قلت : وبِمَ ذاك ؟ قال : رأيت في المنام ، فقيل لي قل : يا قريب يا مُجيب ، يا سميع الدعاء ، يا لَطيف لِمَا يشاء . فَقُلْتُها ، فَرَدّ الله عليّ بَصَري . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " . وكان السَلَف يَتدَاوَون بالصَّدقات وأعمال البِرّ . قال علي بن الحسن بن شَقِيق : سمعت ابن المبارك ، وسأله رجل : يا أبا عبد الرحمن، قُرحة خرجت في رُكبتي منذ سبع سنين ، وقد عالجت بأنواع العلاج ، وسألت الأطباء فلم أنتفع به ، قال : اذهب فانظر موضعا يحتاج الناس إلى الماء فاحفر هناك بئرا ، فإني أرجو أن تنبع هناك عين ، ويُمسك عنك الدم . فَفَعَل الرجل فبَرئ . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " ثم قال : وفي هذا المعنى حكاية قُرحة شيخنا الحاكم أبي عبد الله رحمه الله ، فإنه قَرح وَجهه وعالجه بأنواع المعالجة فلم يَذهب ، وبَقي فيه قريبا مِن سنة ، فسأل الأستاذ الإمام أبا عثمان الصابوني أن يَدعو له في مجلسه يوم الجمعة فدعا له ، وأكثر الناس في التأمين ، فلما كانت الجمعة الأخرى ألْقَتْ امرأة في المجلس رقعة بأنها عادت إلى بيتها ، واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة ، فرأت في منامها رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه يقول لها : قولوا لأبي عبد الله : يُوسّع الماء على المسلمين ، فجئت بالرقعة إلى الحاكم أبي عبد الله فأمَر بِسقاية الماء فبُنيت على باب داره ، وحين فَرغوا مِن البناء أمَر بِصبّ الماء فيها وطُرح الْجَمد في الماء ، وأخذ الناس في الشرب فما مَرّ عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء ، وزالت تلك القروح ، وعاد وَجهه إلى أحسن ما كان ، وعاش بعد ذلك سنين . وكَم مِن الناس مَن قَد عَجز عنه الأطباء وأيِسُوا منه ؛ فَشَفَاه الله عَزّ وَجَلّ الشافي القادر القدير المقتَدر العظيم الحليم الكريم . ولِيُعلم : أن هذه أسباب ، وأن الشافي هو الله . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ مُذْهِبَ الْبَاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي ، لا شَافِيَ إِلاَّ أَنْتَ ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا . رواه البخاري ومسلم . فالطبيب يُعالِج ، والشافي هو الله . وسبق الجواب عن : هل يجوز الإكثار مِـن الاستغفار بنيّـة تحقيق أمرٍ ما ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4352 هل ثمرات الاستغفار تتحقق في الدنيا أم قد لا تتحقق ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13632 هل يُؤجر مَن يستغفر الله بِنيِّة أن يُحقق الله له ما يُريد ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13492 سؤال عن طرق النبي عليه الصلاة والسلام في الرقية الشرعية http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9741 لُقْمَة بِلُقْمَة .. وشَرْبَة بِشَرْبَة http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9260 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 05:33 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى