![]() |
كيف يُردّ على الروافِض الذي يطعنون في أبي هريرة لأنه لم يصحب الرسول إلا ثلاث سنين ؟
هل قول أبي هريرة رضيَ اللّهُ عنه : صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثَ سِنِينَ لَمْ أَكُنْ فِي سِنِيَّ أَحْرَصَ عَلَى أَنْ أَعِيَ الحَدِيثَ مِنِّي فِيهِنَّ . صحيح ؟ والرافضة تطعن في صِحّة أحاديث أبي هريرة رضيَ اللّهُ عنه بسبب قوله هذا . ويقولون : كيف يروي هذا العدد من الأحاديث ، وهو لم يصحبه إلاّ هذه المدة ؟ _____________________________________ الجواب : يُقال : إذا ساء فِعْل المرء ساءت ظنونه *** وصَدّق ما يعتاده بالتوهُّم ! لَمّا كَذَبَت الرافضة على أئمة آل البيت ، واتَّخذوا الكذب دِينا ! رَمَوا أهل السنة بذلك ، فَوَقَعُوا تحت المثل السائر : رَمَتْنِي بِدائها وانْسَلَّت ! أولا : قول أبي هريرة رضيَ اللّهُ عنه : صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثَ سِنِينَ . رواه البخاري . وصُحبة أبي هريرة للنبي صلى الله عليه وسلم كانت ثلاث سنين ؛ لأنه أسْلَم عام خيبر ، سنة سبع من الهجرة . وقد هيأه الله لِحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولذا لَزِم النبي صلى الله عليه وسلم على مِلءْ بَطنه ، فلم يكن يشتغل بِتجارة ، ولا بِزرع ولا بغيرها من أمور الدنيا . ومَن تفرَّغ للحديث وحِفْظه حفِظ أكثر مما حَفِظ أبو هريرة رضيَ اللّهُ عنه في ثلاث سنين . قال أبو هريرة رضيَ اللّهُ عنه : أمَّا إِخْوَانُنَا الْمُهَاجِرُونَ فَكَانَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ ، وَأَمَّا إِخْوَانُنَا مِنَ الأَنْصَارِ فَشَغَلَتْهُمْ حَوَائِطُهُمْ ، وَلَزِمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شِبَعِ بَطْنِي . ولذا كان يَخفى على بعض كبار الصحابة رضيَ اللّهُ عنهم ما يَعْلَمه مَن هو دونهم في الفضل والسِّنّ . فقد عَلِم أبو موسى الأشعري رضيَ اللّهُ عنه ما خَفِي على عمر رضيَ اللّهُ عنه ، وشَهِد به أبو سعيد الخدري رضيَ اللّهُ عنه . وقال عمر رضيَ اللّهُ عنه حينها بِتَجَرُّد وإنصاف : خَفِيَ عَلَيَّ هَذَا مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَلْهَانِي عَنْهُ الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ . رواه البخاري ومسلم . قال ابن عبد البر : وَفِي قَوْلِهِ : " أَلْهَانِي عَنْهُ الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ " دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ طَلَبَ الدُّنْيَا يَمْنَعُ مِنَ اسْتِفَادَةِ العِلْم . وقال : وَفِيهِ أَنَّ الرَّجُلَ الْعَالِمَ الْحَبْرَ قَدْ يُوجَدُ عِنْدَ مَنْ هُوَ دُونَهُ فِي الْعِلْمِ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ مِنَ الْعِلْمِ إِذَا كان طريق ذلك العِلْم السَّمْع ، وَإِذَا جَازَ مِثْلُ هَذَا عَلَى عُمَرَ عَلَى مَوْضِعِهِ فِي الْعِلْمِ فَمَا ظَنُّكَ بِغَيْرِهِ بَعْدَهُ . اهـ . ثانيا : النبيَّ صلى الله عليه وسلم قد دَعَا لأبي هريرة رضيَ اللّهُ عنه بالحفظ والعلم . قَالَ أَبو هُرَيْرَةَ رضيَ اللّهُ عنه : قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا أَنْسَاهُ ؟ قَالَ: ابْسُطْ رِدَاءَكَ ، فَبَسَطْتُهُ ، قَالَ: فَغَرَفَ بِيَدَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ: ضُمَّهُ ، فَضَمَمْتُهُ، فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدَهُ . رواه البخاري . وشَهِد له النبي صلى الله عليه وسلم بالحرص على الحديث ، والحرص على السؤال . قال أَبو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ فَقَالَ: لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لاَ يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ ، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، خَالِصًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ . رواه البخاري . ثالثا : كان الصحابة رضيَ اللّهُ عنهم يَروي بعضهم عن بعض ، ويُحدِّث بعضهم عن بعض ، ولم يكن فيهم مُتَّهم ، ولا كان فيهم كذّاب ، بل كلهم عُدول ثِقات بِتزكِيَة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لهم . قال ابن حبان في مُقدّمة صحيحه : وإنما قَبِلْنا أخبار أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَوَوها عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يُبَيِّنُوا السماع في كل ما رَوَوا ، وبِيَقِين نَعلم أن أحَدهم ربما سَمِع الخبر عن صحابي آخر ورَوَاه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غير ذِكْر ذلك الذي سَمِعه منه ، لأنهم رضي الله تعالى عنهم أجمعين كلهم أئمة سادَة قادَة عدول نَـزَّه الله عز وجل أَقْدَارَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أن يُلْزَق بِهم الوَهن . اهـ . رابعا : أبو هريرة رضيَ اللّهُ عنه افتَرى عليه الْمُبْطِلون ، مثل : الرافضة والمستشرقين .. تَشَابَهَت قلوبهم ! ولا يَطعن فيه ولا في أحَدٍ مِن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضيَ اللّهُ عنهم إلاّ زِنديق ؛ لأن الصحابة رضيَ اللّهُ عنهم هُم نَقَلَة الكتاب والسنة . قال أبو زرعة الرازي رحمه الله : إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعْلم أنه زِنديق ، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق ، وإنما أدّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى وهم زنادقة . اهـ . وسبق : الروافض يقولون : إن الخلفاء الثلاثة ارتدوا ، وأنه لا يشملهم مدح الله للصحابة في القرآن https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10972 تقول : يجب علينا احترام الرافضة ؟! http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10057 هل معاوية وجيشه فئة باغية ؟ وما صِحة منْع أبي بكر فاطمةَ مِن ميراث أبيها ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=19983 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 03:28 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى