منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية - ما هي نصيحتك ليوم مثالي ومليء بالطاعات في رمضان ؟

نصيحتكم ليوم مثالي ومليء بالطاعات في رمضان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير فضيلة الشيخ
نريد نصيحتكم ليوم مثالي ومليء بالطاعات في رمضان
بارك الله فيكم وأعانكم

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

يكون ذلك بـ :
1 - العمل بِطاعة الله بِقدر الاستطاعة ، بحيث لا تَملّ النفس ، ولا تُتبَع النفس هَواها في الكسل والراحة ؛ فإن مواسم الخيرات تَفُوت ، والمغبون مَن مرّت عليه تلك المواسِم ولم يَستغلّها ، ولم يُغفَر له .
فقد صَعَد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال : آمين ، آمين ، آمين . قيل : يا رسول الله إنك صعدت المنبر فقلت : آمين ، آمين ، آمين . فقال : إن جبريل عليه السلام أتاني فقال لي : مَن أدرك شهر رمضان فلم يُغْفَر له ، فدخل النار ، فأبعده الله ، قُل آمين ، فقلت : آمين . ومَن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يَبرّهُمَا فمات ، فدخل النار ، فأبعده الله ، قل آمين ، فقلت : آمين . ومَن ذُكِرْتَ عنده فلم يُصَلّ عليك فمات ، فدخل النار ، فأبعده الله ، قل آمين ، فقلت : آمين . رواه ابن خزيمة والحاكم وصححه ، ورواه ابن حبان .

2 – ويكون بِترك الشرّ ، وهَجر الذنوب ، وتهذيب النفس ، وتصفية القلب ؛ فإن هذه الأشياء مِن مقاصِد الصيام .
ولذلك جاء الحثّ على التصافي وتطهير القلوب قبل رمضان ، ففي الحديث : إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه فيغفر للمؤمنين ، ويُملي للكافرين ، ويَدع أهل الحقد بِحقدِهم حتى يَدَعوه . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " ، وحسّنه الألباني .
وأما تربية النفس وتهذيبها ففي مثل قوله صلى الله عليه وسلم : مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ . رواه البخاري .
وقوله صلى الله عليه وسلم : الصِّيَامُ جُنَّةٌ ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ : إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ . رواه البخاري ومسلم .

فمن لَم يُأخذ نفسه بالحزم والعزم في رمضان ، فمتى سيُصلِح نفسه ؟!
ومَن لم يُنقّ قلبه ويَغسِله ويُصفّيه في رمضان ، فمتى سيكون ذلك ؟!
ومَدار قبول الأعمال على صلاح القلوب .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا وإن في الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب . رواه البخاري ومسلم .

3 – ويكون ذلك بالنيّة الصالحة ، فيَنوي المسلم والمسلمة خيرا في كل ما يَعمله مِن أعمال ، حتى أكله وشُربه ونومه ؛ ليُؤجَر على ذلك كلّه .
ولذلك جاء في الحديث : الغزو غزوان : فأما مَن ابتغى وَجه الله ، وأطاع الإمام ، وأنفَق الكريمة ، ويَاسَر الشَّرِيك ، واجتنب الفساد ؛ كان نَومه ونُبهه أجرا كله . وأما مَن غزا رياء وسُمعة ، وعصى الإمام ، وأفسد في الأرض ؛ فإنه لا يَرجع بالكَفاف . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي ، وحسّنه الألباني .
قال ابن عبد البر : وأما " اجتناب الفَسَاد " فَكَلمة جامِعة لِكلّ حَرام وباطِل ، والله لا يحب الفساد . اهـ .

ومَن أحسن النيّة أُجِر وإن كان نائما على فِراشِه !

وأيسَر الطاعات : ذِكْر الله ؛ فلا يَفتر لِسان المسلم والمسلمة مِن ذِكْر الله تبارك وتعالى .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله في كل حين .
قالت عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم يَذْكُر اللَّهَ على كُلِّ أَحْيَانِه . رواه مسلم .

وسبق الجواب عن :
كيف يكون صيامنا مقبولا ؟ وكيف نكون من الفائزين في رمضان ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=20594

كيف يقضي المسلم يومه في رمضان ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14621

ما معنى حديث : " كل عمل ابن ادم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به" ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14589

أريد كلمة ونصيحة للمُفَرِّطِين في رمضان
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=20585

ما معنى : " ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلاّ رجل عَمِل أكثر منه "
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13909

ما حكم أن يجمع الشخص نِيّة سُنّة الراتبة لصلاة العشاء مع نِيّة سُنّة الشفع في سُنّة واحدة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6096

كيف تَصنع مِن الـتـُّـراب تِـبـْـرا ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4964

أبعده الله .. ما أشقاه !
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6270

كيف نحقق الصدق والتجارة الرابحة مع الله ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18822

ما هي الأعمال التي يحبها الله ، وكيف يعرف العبد أن الله راض عنه ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14207

ما هي القلوب الميتة ، وما علاجها في الإسلام ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18867

والله تعالى أعلم .

شعبان 1437 هـ