![]() |
هل يجوز أن يُقال عن كورونا : إنه جند مِن جنود الله ؟
السلام عليكم بارك الله فيكم هل يجوز أن يُقال عن كورونا : إنه جند مِن جنود الله ؟ _____________________________________ الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبارك الله فيك . يصح مِن حيث العموم . قال الله عزّ وجَلّ : (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون : هُوَ عَذَابٌ أَوْ رِجْزٌ أَرْسَلَهُ اللَّهُ عَلَى طَائِفَةٍ مِن بَنِي إِسْرَائِيل ، أَوْ نَاسٍ كَانُوا قَبْلَكُم. رواه البخاري ومسلم . ولا يُعتَرَض على هذا : بأننا لو هَزَمْنا الوباء فكأننا نَهْزِم جُنود الله ؛ لأنه لا يَصِح القَوْل بِأنّنا هَزَمْنَا الوَبَاء ؛ لأن الذي أرسَل الوَباء وسَلَّطَه هو الله ، وهو الذي يَرْفَعُه إذا شاء أن يَرْفَعَه ، ولا قُدرة ولا طاقة للبَشَر بِرَفْعه إذا لم يُرِد الله رَفْعه . كما أنه لا يَشفِي مِن الدّاء إلاّ الله . ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في رُقية المريض : أَذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي ، لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا . رواه البخاري ومسلم . ومَن قال بِأننا هَزَمْنَا الوَبَاء ؛ فقد اعتَدّ بِنَفْسِه . ومَن اعتَدّ بِنَفْسِه وُكِل إلى نَفْسِه . ومن وُكِل إلى نَفسِه ؛ فقد وُكل إلى عَجْزٍ وضَعْفٍ وعَوْرة . والمسلم مأمُور أن يقولَ كُلَّ صباحٍ ومساء : لا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْن . قال الشيخ الفَاضِل بَكر أبو زَيد في " مُعْجَم الْمَناهي اللفْظِية " : في تَقْرِير للشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى لَمّا سُئِل عن قَول مَن قَال : " تَجِب الثِّقَة بالنَّفْس " أجَاب : لا تَجِب ، ولا تَجُوز الثِّقَة بالنَّفْس . في الحديث : ولا تَكِلْنِي إلى نَفْسِي طَرْفَة عَين . قال الشيخ ابن قاسم مُعَلِّقًا عليه : وجاء في حديث رواه أحمد : وأشْهَد أنك إن تَكِلْنِي إلى نَفْسِي تَكِلْنِي إلى ضَيْعَة وعَوْرَة وذَنْب وخَطِيئة ، وإني لا أثِق إلاَّ بِرَحْمَتِك . (مُعجَم المنَاهِي اللفْظِيّة) وقد عَلِم فِرعون وآل فرعون أن الذي يكشف الضرّ والبلوى هو الله ، وأن البلاء لا يَرفَعه جَبَروت فِرعون ، وإنما يرْفَعه التضرّع والدعاء ! قال الله عَزّ وَجَلّ : (وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ) . وقال اللهُ تبارك وتعالى : (وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ (49) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ) . فأقرّوا ضِمْنًا أنَّ موسى عليه الصلاة والسلام على الْحَقِّ ، وأنه لا يُنجِي مِن ذلك العذابِ إلاّ اللهُ . وهُمُ الذين كانوا يقولون عن موسى : إنه ساحِر ، وهو الْمُتّهمُ بأنه سيُغيّر الدِّينَ ، ويُظهر في الأرضِ الفسادَ ! ولا فَرْق بين أن يُقال : جُنديّ مِن جُنود الله وبين أن يُقال : آية مِن آيات الله . وقد قال الله عَزّ وَجَلّ : (وَمَا نُرْسِلُ بِالآَيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا) قال القرطبي : فِيهِ خَمْسَةُ أَقْوَالٍ : الأَوَّلُ : الْعِبَرُ وَالْمُعْجِزَاتُ الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ عَلَى أَيْدِي الرُّسُلِ مِن دَلائِلِ الإِنْذَارِ تَخْوِيفًا لِلْمُكَذِّبِينَ . الثَّانِي: أَنَّهَا آيَاتُ الانْتِقَامِ تَخْوِيفًا مِنَ الْمَعَاصِي . الثَّالِث : أَنَّهَا تَقَلُّبُ الأَحْوَالِ مِنْ صِغَرٍ إِلَى شَبَابٍ ثُمَّ إِلَى تَكَهُّلٍ ثُمَّ إِلَى مَشِيبٍ ، لِتَعْتَبِرَ بِتَقَلُّبِ أَحْوَالِكَ فَتَخَافَ عَاقِبَةَ أَمْرِكَ ، وَهَذَا قَوْلُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه . الرابع : القُرْآن . الخامِس : الموت الذّرِيع . (الجامع لأحكام القرآن) ومِثْله : قوله عليه الصلاة والسلام : إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ . رواه البخاري ومسلم . وفي رواية : وَلَكِنَّ اللهَ تَعَالَى يُخَوِّفُ بِهَا عِبَادَهُ . ويُذَكّرني هذا بِجوابٍ للصحابي الجليل والخليفة الراشِد : عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، وقد سُئل : أي الخلائق أشد ؟ فقال : أشَدّ خَلْق ربك عَشَرة : الجبال الرواسي ، والحديد تُنْحَت به الجبال ، والنار تأكل الحديد ، والماء يُطْفِئ النار ، والسّحَاب الْمُسَخّر بين السماء والأرض يَحْمِل الماء ، والرّيح تُقِلّ السحاب ، والإنسان يَتّقِي الريح ويَذهب لِحَاجَته ، والسُّكْر يَغلِب الإنسان ، والنوم يَغلِب السُّكْر ، والْهَمّ يَغلِب النّوم . فأشَدّ خَلْق رَبّكم الْهَمّ . رواه الطبراني في " الأوسط " وابن عساكر في " تاريخ دمشق " . وهنا : ما الرد على من يقول إن فيروس (كورونا) مذكور في سورة المدثر ؟ https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=22238 مِن تَبِعات انتشار الوباء : (تنبيهات وإشارات) https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=16559 هل يصح قول ( الثقة بالنفس ) ؟! http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=721 وحول .. قول : ثق بنفسك .. http://al-ershaad.net/vb4/showpost.p...21&postcount=2 والله تعالى أعلم . المجيب فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 02:24 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى