![]() |
هل من السُّنة التكبير ورفع الصوت بالتكبير أثناء المشي مع الجنازة ؟
هل مِن السُّنّة التكبير ورفع الصوت بالتكبير أثناء المشي مع الجنازة ؟ _____________________________________ الجواب : السُّنّة : الصّمْت أثناء تشييع الجنازة ؛ لأنه مَوضِع تذكّر وتَفكّر : تذكّر للمَوت ، وتفكّر في عاقِبة الإنسان ونهاية دُنياه . رَوَى أيوب عن أبي قِلابة ، قال : كُنّا في جنازة ، فَرَفع ناسٌ مِن القُصّاص أصْوَاتهم فقال أبو قِلابة : كانوا يُعَظّمون الميت بِالسّكِينة . رواه الإمام أحمد في " الزهد " وابن أبي شيبة . وروَى الْحَسَن عن قَيس بن عُبَاد ، قال : كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يَستَحِبّون خَفْض الصّوت عند ثلاث : عند القِتال ، وعند القُرآن ، وعند الجنائز . رواه ابن أبي شيبة . قال الغزالي : اعلم أن الجنائز عِبرة للبَصير ، وفيها تَنْبِيه وتَذكِير لأهْل الغَفْلة ، فإنها لا تَزيدهم مُشاهدتها إلاّ قسَاوة ، لأنهم يظنون أنهم أبدا إلى جنازة غيرهم يَنظُرون ، ولا يَحسبون أنهم لا مَحالة على الجنائز يُحمَلون أو يَحسِبون ذلك .. وكان مكحول الدمشقي إذا رأى جنازة قال : اغْدُوا فإنا رائحُون . موعظة بليغة ، وغفلة سريعة ، يذهب الأول ، والآخِر لا عَقل له. وقال أسيد بن حضير : ما شهدت جنازة فحدّثتني نفسي بشيء سِوى ما هو مَفعول به ، وما هو صائر إليه ؟ ولما مات أخو مالك بن دينار ، خرج مالك في جنازته يبكي ويقول : والله لا تقرّ عيني حتى أعلم إلى ماذا صِرتَ إليه ، ولا أعلم ما دُمتُ حَيّا . وقال الأعمش : كنا نشهد الجنائز فلا ندري مَن نُعزّى لِحُزن الجميع . وقال ثابت البناني : كنا نشهد الجنائز فلا نرى إلاّ مُتَقَنّعا بَاكِيا . فهكذا كان خوفهم مِن الموت . والآن لا ننظر إلى جماعة يحضرون جنازة إلاّ وأكثرهم يَضحكون ويَلْهون ، ولا يتكلمون إلاّ في ميراثه وما خَلّفه لِوَرثته .. ولا يتفكّر واحد منهم - إلاّ ما شاء الله - في جنازة نفسه ، وفي حاله إذا حُمِل عليها . ولا سبب لهذه الغفلة إلاّ قسوة القلوب بِكثرة المعاصي والذنوب ، حتى نسينا الله تعالى واليوم الآخر والأهوال التي بين أيدينا . فصرنا نلهو ونغفل ونشتغل بما لا يعنينا . فنسأل الله تعالى اليقظة من هذه الغفلة ، فإن أحسن أحوال الحاضرين على الجنائز بكاؤهم على الميت ، ولو عَقَلوا لبَكَوا على أنفسهم لا على الميت . وقال : وآداب تشييع الجنازة : لُزُوم الخشوع ، وترك الحديث ، وملاحظة الميت ، والتفكّر في الموت والاستعداد له . اهـ . وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية : عن رَفع الصّوت في الجنازة ؟ فأجاب رحمه الله : لا يُستحب رَفع الصّوت مع الجنازة لا بِقِرَاءة ولا ذِكر ولا غير ذلك . هذا مذهب الأئمة الأربعة ، وهو المأثور عن السّلَف مِن الصحابة والتابعين . ولا أعلم فيه مُخَالِفا ؛ بل قد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نَهَى أن يُتبَع بِصَوت أو نَار . رواه أبو داود . وقال قيس بن عباد - وهو من أكابر التابعين مِن أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه - : كانوا يَستَحِبّون خَفْض الصّوت عند الجنائز وعند الذِّكر وعند القتال . وقد اتفق أهل العلم بالحديث والآثار أن هذا لم يَكُن على عَهْد القُرون الثلاثة الْمُفَضّلَة . اهـ . وسُئل علماؤنا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة : ما حكم رفع الصوت بالتهليل الجماعي أثناء الخروج بالجنازة والمشي بها إلى المقبرة ؟ فأجابوا : هَدْي الرسول صلى الله عليه وسلم إذا تَبِع الجنازة أنه لا يُسْمَع له صَوت بِالتهليل أو القراءة أو نحو ذلك ، ولم يأمُر بِالتّهليل الْجَمَاعي فيما نَعْلم ، بل قد رُوي عنه صلى الله عليه وسلم أنه نَهَى أن يُتْبَع الميت بِصَوت أو نار . رواه أبو داود . وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة : رَفع الصّوت بِالتّهليل والأذكار عند تَشْيِيع الْمَيت إلى الْمَقْبَرة بِدْعَة مُنْكَرَة ، ولا أصل له . اهـ . وسبق : شرح أحاديث عمدة الأحكام الحديث 170 في الإسراع بالجنازة http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/166.htm هل يجوز تأخير دَفْن الميت حتى يجتمع الأهل والأقارب ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18866 والله تعالى أعلم . المجيب فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 05:35 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى