![]() |
ما حكم التلفظ بالنية أو النطق بها ؟
سؤالي :
سمعت مرة من أحد الشيوخ أنه لا يجب النطق بالنية ، يكفي الفعل... مثلاً: نية الصوم ، القيام للسحور ... فهل الأفعال تكفي عن النية اللفظية ؟ إذا كان لا.. فهل هناك صيغة محددة أو محببة للنية ؟ http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب/ لا يجوز التّلفّظ بالنية ، إذ التـّـلفّـظ من محدثات الأمور قال ابن عمر لما سَِمع رجلا عند إحرامه يقول : اللهم إني أريد الحج والعمرة . فقال له : أتُعلّم الناس ؟ أو ليس الله يعلم ما في نفسك ؟ فلا يتلفّظ بالنية حتى عند إرادة الحج والعمرة فلا يقول عند إرادة عقد الإحرام : اللهم إني أريد الحج والعمرة ، وإنما يُلبّي بالحج والعمرة معاً أو بأحدهما فيقول كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لبيك عمرة وحجة أو : لبيك عمرة وهذا ليس من التلفظ بالنية إنما هو بمنزلة التكبير عند دخول الصلاة . وكذلك إذا أراد الصلاة فلا يقول – كما يقول بعض الجهلة - : اللهم إني أريد أصلي صلاة الظهر أربع ركعات ، فإن هذا لم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم . وكذا الأمر بالنسبة لسائر العبادات ؛ لأن النيّة محلّها القلب ، فيكفي فيها عقد العزم على الفعل . كما أن نيّة تبييت الصيام من الليل لصوم الفريضة تكفي من أول شهر رمضان إلا أن يقطع النية بسفر أو فطر لمرض وعذر . ويكفي في النية العزم على الفعل فإنه إذا عزم على صيام يوم غد ثم صامه أجزأته النية التي عقدها بقلبه ، ويُقال نفس الكلام في نية الصلاة ، ولكن لا بد من تعيين النيّة لتلك الصلاة هل هو يُريد صلاة الظهر أو العصر مثلاً وكذلك الوضوء ، فإذا توضأ المسلم ، وهو ينوي رفع الحدث ارتفع حدثه ولو اغتسل ونوى بالغسل اندراج الوضوء تحته أجزأه وهكذا . فالنيّة محلّها القلب ولا يجوز التلفظ بها ، بل التلفظ بها بدعة محدَثة ، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار . قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن التلفّظ بِالنّيّة : هذه بِدعة لم يَفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ، بل كان يفتتح الصلاة بالتكبير ، ولا يقول قبل التكبير شيئا مِن هذه الألفاظ كذلك في تعليمه للصحابة ، إنما علّمهم الافتتاح بالتكبير . فهذه بِدعة في الشّرع ، وهي أيضا غَلَط في القَصد ؛ فإن القصد إلى الفعل أمْر ضَروري في النّفْس ، فالتّلفظ بِه مِن بَاب العّبََث . اهـ . وسُئل رحمه الله : عن النّيّة في الطهارة والصلاة والصيام والحج وغير ذلك . فهل محل ذلك القلب ؟ أم اللسان ؟ وهل يجب أن نَجْهَر بِالنّيّة ؟ أو يُسْتَحب ذلك ؟ أو قال أحَد مِن المسلمين إن لم يفعل ذلك بَطَلت صلاته ، أو غيرها ... ؟ فأجاب : مَحل النّية القلب دون اللسان بِاتفاق أئمة المسلمين في جميع العبادات : الصلاة والطهارة والزكاة والحج والصيام والعتق والجهاد وغير ذلك . ولو تكلّم بِلِسَانه بِخلاف ما نَوى في قلبه : كان الاعتبار بما نَوى بِقَلبه لا بِاللفظ . ولو تكلّم بِلِسَانه ولم تحصل النّيّة في قَلبه لم يُجزئ ذلك بِاتّفاق أئمة المسلمين ؛ فإن النية هي مِن جِنس القَصْد . والْجَهر بِالنّيّة لا يَجب ولا يُسَتحب باتفاق المسلمين ؛ بل الجاهر بِالنّيّة مُبْتَدِع مُخَالِف للشريعة إذا فَعل ذلك مُعْتَقدا أنه مِن الشّرع : فهو جَاهل ضَالّ يَستَحق التّعزِير ... وأما التّلَفّظ بها سِرّا فلا يَجب أيضا عند الأئمة الأربعة وسائر أئمة المسلمين ، ولم يَقُل أحَد مِن الأئمة إن التّلَفّظ بِالنّيّة وَاجِب لا في طهارة ولا في صلاة ولا صيام ولا حَج ... بل يكفي في أن تكون نِيّته في قَلبه ، والله يعلم ما في القلوب . وكذلك نِيّة الغُسْل مِن الجَنَابة والوضوء يَكفِي فيه نِيّة القَلب . وكذلك نِيّة الصيام في رمضان لا يجب على أحد أن يقول : أنا صائم غدا . بِاتّفاق الأئمة ؛ بل يَكفِيه نِيّة قَلْبه . اهـ . وقال ابن رجب رحمه الله : وَصَحّ عن ابن عمر أنه سَمِع رجلا عند إحرامه يقول : اللهم إني أريد الحج والعمرة . فقال له : أتُعَلِّم الناس ؟ أوَ ليس الله يَعلم ما في نفسك ؟ قال : ونَصَّ مالك على مثل هذا ، وأنه لا يُسْتَحَبّ له أن يُسَمِّي ما أحْرَم به ، حكاه صاحب كتاب تهذيب المدونة من أصحابه . اهـ . وهنا : ما صحة هذا الدعاء لنية لقيام ليلة القدر : اللهم إني نويت بصلاتي وبذكري وبدعائي ؟ https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=5546 والله أعلم المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم |
الساعة الآن 09:07 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى