![]() |
ما حكم غيبة المرأة لزوجها وذِكر عيوبه ؟
الفتوى مسموعة
https://f.top4top.io/m_1729yr1k71.mp3 مرئية https://www.youtube.com/watch?v=9jg6ZIVJNl8 ===================== السؤال عن حُكم غِيبة الزّوجة لِزَوجها وذِكْر عُيوبه _____________________________________ الجواب : غِيبة الزّوجة لِزَوجها وذِكْر عُيوبه إثْمٌ مُضاعَف : فقد جَمَعت بيْن غِيبة وكُفران عشير ، وكِلاهُما مِن كبائر الذنوب . وكُفران العشير مِن أعظم أسباب دُخول النار ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لَمّا قال للنساء : تَصَدّقن ، فإني رأيتُكُنّ أكثر أهل النار . قُلْنَ : وبِمَ ذلك يا رسول الله ؟ قال : تُكثِرن اللعْن ، وتَكفُرن العَشِير . رواه البخاري ومسلم . والعَشِير هو الزّوج . وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما : أُريت النار ، فإذا أكثرُ أهلِها النساء ، يَكفُرن . قيل : أيَكفُرن بِالله ؟ قال : يَكفُرن العَشير ، ويَكفُرن الإحسان ؛ لو أحسَنْتَ إلى إحدَاهُنّ الدّهر ، ثم رأت مِنك شيئا ، قالت : ما رأيتُ مِنك خَيرا قطّ . رواه البخاري ومسلم . وقد قَرّر العلماء أن ما قيل فيه : " كُفران " أنه أكبر مِن الكبائر أو مِن أكبر الكبائر . حتى وإن كان في الزوج ما تقول زوجَته ، فهو غِيبة مُحرّمة ، والنبي صلى الله عليه وسلم عَرّف الغِيبَة بأنها ذِكرُك أخاك بِمَا يَكرَه ، قيل : أفَرَأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول ؛ فقد اغْتَبْتَه ، وإن لم يكُن فيه ؛ فقد بَهَتّه . رواه مسلم . وهذا مُحرّم في حقّ آحاد الناس ، ولو لم يَكن لهم علينا فضْل ومَعروف ، فكيف بالزّوج ، وهو الْمُنفِق ، وهو الكاسِي ، وهو الذي يُوفّر الْمَسكَن ؛ ثم تَتَنَكّر له الزوجة وتَغتْاَبه وتذكُر عُيوبه ! حتى البهائم ما تفعل ذلك ! بل تَحفَظ المعروف ! فالكلاب والحمير – وهي أخسّ الحيوانات – إذا أحسن إليها الإنسان وأطعَمها حَفِظَت له ذلك ، وعَرَفته وشكرت له ! بل حتى السّبَاع إذا أُطْعِمَت ورُوّضَت حَفِظَت المعروف ! وبعض النساء يُوفّر لها زوجُها الهاتف الثابت والجوّال ثم تَغتَابه بِمَالِه !! هو الذي يُسدِّد الفاتورة ، وهي تَغتَابه وتُخرِج عُيُوبه ! والزوج أعظَم الناس حقّا على الزوجة ، حتى إن حقّه عليها أعظَم مِن حقّ والِدَيْها . وقد نصّ العلماء على أن للزوج مَنع زوجته مِن الخروج حتى لو كان لِزيارة والِدَيْها ، أو لاتّبَاع جنازة والِدها . جاء في " الشرح الكبير " ، وفي " المغني " : وله [أي : الزّوْج] مَنْعها مِن الخروج مِن مَنْزِله إلى ما لَها بُدٌّ مِنه ، سواء أرادت زيارة والِدَيْها ، أو عيادَتَهما ، أو حُضورَ جنازِة أحدِهِما . قال الإمام أحمد في امرأة لها زَوْج وأمّ مَرِيضة : طاعة زَوجها أوْجَب عليها مِن أمّها ، إلاَّ أن يأذَن لها . اهـ . وَسُئِل شيخ الإسلام ابن تيمية : عَن امْرَأة تَزَوّجَتْ وَخَرَجَتْ عَن حُكْم وَالِدَيْها . فَأيّهُما أفْضَل : بِرُّهَا لِوَالِدَيْها أو مُطَاوَعَةُ زَوْجِها ؟ فَأَجَاب : الْمَرْأة إذا تَزَوّجَتْ كَان زَوْجُها أمْلَك بِهَا مِن أبَوَيْهَا ، وَطَاعَةُ زَوْجِها عَلَيْها أوْجَب . اهـ . وقال رحمه الله : المرأة الصالحة هي التي تكون " قانتة " أي : مُداومة على طاعة زوجها ... وليس على المرأة بعد حقّ الله ورسوله أوْجَب مِن حق الزوج ؛ حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لو كنت آمِرا أحدا أن يَسجد لأحدٍ لأمَرْت المرأة تسجد لزوجها " لِعِظم حَقّه عليها . وعنه صلى الله عليه وسلم أن النساء قُلْن له : إن الرجال يُجاهدون ويتصدّقون ويَفعلون ونحن لا نفعل ذلك . فقال : حُسْن تبعّل إحداكن يعدل ذلك . أي : أن المرأة إذا أحسنت مُعاشرة بَعْلِها كان ذلك مُوجِبا لِرِضا الله وإكرامه لها ، مِن غير أن تعمل ما يَختصّ بِالرِّجال . اهـ . وقال ابن مُفْلِح في " الفروع " : وله [أي : الزّوْج] مَنْعها مِن الخروج مِن مَنْزِله ، ويَحرُم بلا إذنه . اهـ . وتَنكّر المرأة لِزوجها وذِكر عُيُوبه ، وإخراج أسرارِه وأسرار بَيْتِه : مِن سُوء الْخَلَق الذي استعاذ مِنه النبي صلى الله عليه وسلم . ففي دُعائه عليه الصلاة والسلام : اللّهُمّ إنّي أَعُوذُ بِك مِن مُنْكَرَات الأَخْلاَق وَالأَعْمَال وَالأَهْوَاء . رواه الترمذي ، وصححه الألباني . وقد تكون عُيوب الزوجة أكثر مِن عُيوب زوجها ، لكنها لا تَرى إلاّ عُيوب غيرِها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يُبْصِرُ أحَدُكُم الْقَذَاةَ في عَيْن أخِيه ، وَيَنْسَى الْجَذْعَ ، أو الْجَذْلَ فِي عَيْنِه مُعْتَرِضًا . رواه أبو نعيم في " حلية الأولياء " وصححه الألباني . وعادةً .. لا ينشغل بِعيوب الناس إلاّ مَن كثُرت عيوبه !! قال بَكْر بن عَبْد اللّه الْمُزَنِيّ : إذا أرَدْت أن تَنْظُرَ الْعُيُوبَ جَمَّةً ؛ فَتَأَمَّلْ عَيَّابًا ؛ فَإنّه إنّمَا يَعِيبُ النّاسَ بِفَضْل مَا فِيه مِن الْعَيْب . قال القرطبي : وَقِيل : مِن سَعَادَةِ الْمَرْء : أن يَشْتَغِل بِعُيُوب نَفْسِه عَن عُيُوب غَيْره . (الجامع لأحكام القرآن : تفسير القرطبي) ولا يفتح عينيه على عيوب الناس إلاّ مَن تَعَامَى عن عُيوب نفسِه . قَبِيْحٌ مِنَ الإِنْسَانِ أَنْ يَنْسَى عُيْوبَهُ *** وَيَذْكُرُ عَيْبا في أخيه قد اخْتَفى ولو كانَ ذا عقلٍ لَمَا عَابَ غَيْرَهُ *** وفيه عيوبٌ لو رآها بها اكتفى قال ابن القيم : طُوبَى لِمَن شَغَلَه عَيبه عَن عُيُوب النَّاس ، ووَيل لِمَن نَسِي عَيبه وتفرّغ لِعُيوب النّاس ؛ فالأوّل علامَة السعادة ، والثاني علامَة الشقاوة . (طريق الهِجرتين) وهذه الغِيبة بيْن الزّوجين : نتيجة بغضاء وكَرَاهية ! وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يَفْرَك مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَة ، إنْ كَرِه مِنْها خُلُقًا رَضِيَ مِنْها آخَر . رواه مسلم . والزّوجيّة لِباس وسِتر ، والزّوج بِمَنْزِلة النّفْس . قال الله عَزّ وَجَلّ : (وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ) قال القرطبي : وَفِي قَوْلِه : (أَنْفُسَكُمْ) تَنْبِيهٌ عَلى أنّ الْعَاقِلَ لا يَعِيبُ نَفْسَه ، فَلا يَنْبَغِي أنْ يَعِيبَ غَيْرَه لأنّه كَنَفْسِه . (الجامع لأحكام القرآن : تفسير القرطبي) ومَن أظْهَر عيوب غيره ظَهَرت عيوبه ؛ جزاء وِفاقا . ومِن أخلاق الكِرام : عدم إفشاء أسرار البيوت أراد ابن عمر رضي الله عنهما أن يُطلّق زوجته ، فسُئل عن سبب ذلك ، فقال : لا أُفشي سِرّا لِزوجتي ! فلمّا طلّقها سُئل عن ذلك ، فقال : ما لِي ولامْرَأة غَرِيبة ؟! وجاءت زوجة ثابت بن قيس رضي الله عنها وعنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي تطلب الطلاق ، فقالت بِعَدل وإنصاف : يا رسول الله ، ثابت ، لا أَعيب عليه في خُلُق ولا دِين ، ولكن أكْرَه الكُفر في الإسلام . رواه البخاري . ثم إن البيوت تُبنَى على الإسلام والسِّتْر . قال الإمام البغوي : ورُوي أن رجلاً في عهد عُمر قال لامْرأته : نَشَدتك بِالله هل تُحبّيني ؟ فقالت : أما إذا نَشَدتَنِي بِالله ، فلا !! فخَرَج حتى أتَى عُمر ، فأرسل إليها ، فقال : أنتِ التي تقولين لزوجك : لا أُحِبّك ؟ فقالت : يا أمير المؤمنين ، نَشَدَنِي بِالله ، أفأكْذِب ؟! قال : نعم ، فَاكْذِبيه ، ليس كل البيوت تُبْنَى على الْحُبّ ، ولكن الناس يَتَعَاشَرُون بالإسلام والأحسَاب . (شرح السنة) وقوله رضي الله عنه : " نعم ، فَاكْذِبيه " بناء على قوله عليه الصلاة والسلام يُضاف إلى ذلك : أن المرأة إذا آذَت زوجها المسلم دَعَتْ عليها مَن لَم تَعصِ الله طَرْفَة عَيْن . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تُؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلاّ قالتْ زَوْجَته مِن الْحُور العِين : لا تُؤذِيه قَاتَلَك الله ؛ فإنما هو عندك دَخِيل يُوشِك أن يُفَارِقَك إلَيْنَا . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، وصححه الألباني وحسّنه الأرنؤوط . وسبق : لماذا عظُم حقّ الزوج إلى هذا الْحَدّ ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3040 هل أقدّم طاعة والدتي أم طاعة زوجي ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8739 كلمة حول كُفران العشير وأنه مِن كبائر الذُّنوب https://youtu.be/gzNXbuWaEdg* غضيضالطّرف عن هفواتي http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7843 كُـلُّـك عــورات.. http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6162 ما حُكم الكذب بين الزوجين ؟ وهل توجد حدود للكذب بينهما ؟ https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15910 المجيب فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 12:42 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى