![]() |
ما أرجَى عملٍ عندك ..؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ما أرجَى عملٍ عندك ..؟ 💎 يَسمَع النبي صلى الله عليه وسلم صَوت حَرَكَة نِعَال بلال رضي الله عنه تَقْرَع في الْجَنّة ، فيسأله : يا بلال حدّثني بِأرْجَى عَمَل عَمِلته عندك في الإسلام مَنْفَعَة ، فإني سَمِعت الليلة خَشْف نَعْلَيك بين يَدَيّ في الجنة . قال بلال : ما عَمِلتُ عَمَلاً في الإسلام أرْجَى عندي مَنْفَعة مِن أني لا أتَطَهّر طُهُورًا تامّا في ساعة مِن لَيل ولا نَهار إلاّ صَلّيت بِذَلك الطُّهُور ما كَتَب الله لي أن أُصَلّي . رواه البخاري ومسلم . بلال رضي الله عنه يَمشِي في الجنّة ، وهو يَعيش على الأرض .. في رواية : خَشْف نَعْلَيك وفي رواية : حَفِيف نَعْلَيك وفي رواية : دَفّ نَعْلَيك وفي رواية : خَشْخَشَة نَعْلَيك .. وهي كلّها تدلّ على الْحَرَكة والصّوت في الْجَنّة . 🔘 قال الْمُهَلّب : فيه دَلِيل أن الله يُعظِم الْمُجَازَاة على ما سَتَر العبد بينه وبَيْن رَبّه مِمّا لا يَطّلَع عليه أحَد ، ولذلك استَحَبّ العُلَماء أن يكون بَيْن العَبْد وبَيْن رَبّه خَبِيئة عَمَل مِن الطاعة يَدّخِرُها لِنَفْسه عند رَبّه ، ويَدَلّ أنها كانت خَبِيئة بَيْن بلال وبَيْن رَبّه أن النبي صلى الله عليه وسلم لَم يَعرِفها حتى سألَه عنها ، وفي سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك دَلِيل على سُؤال الصّالِحِين عمّا يَهدِيهم الله إليه مِن الأعمال الْمُقْتَدَى بِهم فيها ، ويُمْتَثَل رَجَاء بَرَكَتها . (شرح صحيح البخاري ، لابن بطّال) 🔶 ودَخَل قَومٌ على عبد الملك بن مَرْوان وهو شَديد الْمَرَض ، وقد ارْبَدّ لَوْنه ، وجَرَى مَنْخَرَاه ، وشَخَصَت عَيْناه ، فقال : دَخلتُم عليّ في حالِ إقبَال آخِرتي ، وإدبَارِ دُنياي ، وإني تَذَكّرت أرْجَى عَمَلِي فَوَجَدته غَزْوة غَزَوْتها في سبيل الله وأنا خِلْو مِن هذه الأشياء . رواه ابن أبي الدنيا في كتاب " الْمُحْتضَرِين " . 🔵 قال عمر بن عبد العزيز : ما حَسَدت الْحَجّاج - عَدُوّ الله - على شيء حَسَدِي إيّاه على حُبِّه القُرآن وإعطَائه أهَلَه ، وقَولِه حَين حَضَرته الوَفاة : اللهم اغفِر لي ، فإن الناس يَزعُمون أنك لا تَفعَل . رواه أبو نُعيم في " حِلْيَة الأولياء " ومِن طريقِه : رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " . 🔷 قال الأصمَعِي : لَمّا حَضَرَت الحجّاجَ الوَفاةُ أنشَأ يَقُول : يَا رَبِّ قَدْ حَلَفَ الأعْدَاءُ وَاجْتَهَدُوا ... بِأنّنِي رَجُلٌ مِن سَاكِنِي النَّارِ أيَحْلِفُونَ عَلَى عَمْيَاءَ وَيْحَهُمُ ... مَا عِلْمُهُمْ بِعَظِيمِ الْعَفْوِ غَفَّارِ قال : فأُخْبِر بِذَلك الْحَسَن ، فقال : تالله إن نَجَا فَبِهِما . وزاد بعضهم في ذلك : إنّ الْمَوَالِيَ إذا شَابَتْ عَبِيدُهُمْ ... فِي رِقِّهِم عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارِ وَأنْتَ يَا خَالِقِي أَوْلَى بِذَا كَرَمًا ... قَدْ شِبْتُ فِي الرِّقّ فَاعْتِقْنِي مِن النَّارِ (البداية والنهاية ، لابن كثير) 🔦 وسألتُ صاحبي : ما أرجَى عَمَل عندك في العام الماضي (1440هـ) ، فقال : انقضى العام المنصَرِم ما فاتَتْنِي رَكعة مِن الصلاة خَلْف الإمام إلاّ مرّة واحدة ، وكان السبب فيها مِن قِبَل غيري ، أي : لم يَكُن تَهَاونا ولا تَكاسُلا ! وانقضى العام المنصَرِم ما فاتَتْنِي راتِبَة الفَجر قَبْل الصلاة إلاّ مرّة واحدة . ✅ قلت : هذا – والله – صَنِيع مَن جَعَل الصلاة أوْلى وأوّل وأعلَى اهتمَامَاته ، ومَن جَعَل الآخِرَة أكبَر هَمّه . 📕 ورَحِم الله ابنَ القيم إذْ قال : كُلّما عَمِل العبد مَعصِية نَزَل إلى أسْفَل ، دَرَجة ، ولا يَزال في نُزُول حتى يكون مِن الأسْفَلِين ، وكُلّما عَمِل طَاعة ارتفع بها دَرَجة ، ولا يَزال في ارتفاع حتى يكون مِن الأعْلَيْن . (الجواب الكافي) اللهم اجعَل الآخرة أكبَر هَمّنا ، واجعلها في قلوبنا ، ولا تَجعَل الدنيا أكبَر هَمّنا ، واجعلها في أيدينا ، ولا تَجعَلها في قلوبنا . الشيخ عبد الرحمن السحيم رحمه الله |
جزاك الله خيرا
وبورك فيك |
الساعة الآن 03:19 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى