![]() |
ما صحة حديث أن رسول الله ﷺ أهدي إليه سفرجل فأعطى أصحابه واحدة وأعطى معاوية ثلاثا ؟
ما صحة هذا الحدبث
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما بعد ذكر القاضي عياض رحمه الله هذه القصة في المدارك : قال يعيش بن هشام الخابوري: كنت عند مالك إذ أتاه رسول المأمون وقيل الرشيد وهو الصحيح ينهاه أن يحدث بحديث معاوية في السفرجل فتلا مالك قوله تعالى: "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون" البقرة 159 ثم قال: والله لأخبرن بها في هذه العرصة حدثنا نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهدي إليه سفرجل فأعطى أصحابه واحدة وأعطى معاوية رضي الله عنه ثلاث سفرجلات وقال: "القني بهن في الجنة". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "السفرجل يذهب طخاء القلب". قال القاضي عياض: لم يدرك مالك أيام المأمون وذكر المأمون هنا وهم. فما صحة هذا الحديث ، بغض النظر عن صحة القصة ، وما معنى طخاء القلب ؟ http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب هذا الحديث حَكَم عليه غير واحد من أهل العِلم بأنه موضوع ، أي مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال أبو يعلى الخليلي في الإرشاد بعد أن ذكر القصة : منكر من حديث مالك ، ورواه إبراهيم بن زكريا ضعيف من أهل البصرة فقال : عن مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر . فقال الحفاظ : لا أصل للحديثين . وذكره سبط ابن العجمي في الكشف الحثيث عمّن رمي بوضع الحديث في ترجمة إبراهيم بن زكريا أبو إسحاق العجلي البصري المعلم . قال : تكلم عنه بكلام بشع ، وقد ذكر له ابن الجوزي حديثا في موضوعاته في إعطائه عليه السلام لمعاوية سفرجلا . ثم قال : قال أبو حاتم بن حبان : وهذا شيء موضوع لا أصل له من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا رواه ابن عمر ولا ابن دينار حدّث عنه . وإبراهيم بن زكريا يأتي عن الثقات بما لا يُشبه حديث الاثبات إن لم يكن بالمتعدّ لها فهو المدلس عن الكذابين . وقال ابن عدي : حَدّث عن الثقات بالبواطيل . قال : وقد ذكره الذهبي في ميزانه ، ويشبه أن يكون ما ذكره من تتمة كلام ابن عدي ، ومن بلاياه ، فَذَكَرَ حديثاً في إعطائه عليه السلام لمعاوية ثلاث سفرجلات ، وقال : القني بهن في الجنة . وهو الحديث المذكور قبله . وذكره ابن حجر في لسان الميزان في ترجمة عبد الملك بن يزيد . قال : روى عن أبي عوانة بخبر باطل في ترك التزوّج ، لا يُدرى من هو . ثم قال : واخرج الدارقطني في غرائب مالك من طريق إسحاق بن وهب العلاف عن عبد الملك بن يزيد عن مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما : أهدى جعفر بن أبي طالب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع سفرجلات ، فأعطى منها معاوية ثلاثا ، وقال : القنى بهن في الجنة . اهـ . فهذا حديث موضوع مكذوب لم يُحدِّث به الإمام مالك ، وإنما رُكّبت القصة لِتروج وتنتشر . وأما معنى " طخاء القلب " فقال أبو عبيد القاسم بن سلاّم في الغريب : الطخاء ثقل وغشى . يَقال : ما في السماء طخاء ، أي سحاب وظلمة ، والطخية الظلمة . وهنا : ما صحة حديث كلوا السفرجل وتهادوه بينكم، فإنه يجلو البصر ؟ https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3130 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 12:40 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى