![]() |
هل يجوز بناء كنيسة في بلاد مسلمة ؟
فضيله الشيخ عبدالرحمن السحيم الله يجزيك ويوفقك على فعل الخير
سؤالي هو : هل يجوز بناء كنيسة في بلاد مسلمة ؟ وماهي السلبيات وما تأثيره على المجتمع وشكرا الجواب : وجزاك الله خيرا لا يجوز تجديد ما خرب من الكنائس في بلاد المسلمين ، ومن باب أولَى أنه لا يجوز إحداث كنائس في بلاد المسلمين ؛ لأن هذا من إقرار الباطل ! وجاء عن عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاس : " لا يُمَكَّنُ أَهْلُ الذِّمَّةِ مِنْ إحْدَاثِ بِيْعَة فِي بِلادِ الْمُسْلِمِينَ ، وَلا كَنِيسَة ، وَلا صَوْمَعَةِ رَاهِب " . قال القرطبي في ذِكر بعض أحكام أهل الذِّمَّـة : وما صُولحوا عليه من الكنائس لم يزيدوا عليها، ولم يمنعوا من إصلاح ما وَهَى منها ، ولا سبيل لهم إلى إحداث غيرها . اهـ . قال ابن قدامة : أَمْصَارُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى ثَلاثَةِ أَقْسَام : أَحَدُهَا : مَا مَصَّرَهُ الْمُسْلِمُونَ ، كَالْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ وَبَغْدَادَ وَوَاسِطَ ، فَلا يَجُوزُ فِيهِ إحْدَاثُ كَنِيسَة وَلا بِيعَة وَلا مُجْتَمَع لِصَلاتِهِمْ ، وَلا يَجُوزُ صُلْحُهُمْ عَلَى ذَلِكَ ، بِدَلِيلِ مَا رُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاس : أَيُّمَا مِصْر مَصَّرَتْهُ الْعَرَبُ ، فَلَيْسَ لِلْعَجَمِ أَنْ يَبْنُوا فِيهِ بِيعَةً ، وَلا يَضْرِبُوا فِيهِ نَاقُوسًا ، وَلا يُشْرِبُوا فِيهِ خَمْرًا ، وَلا يَتَّخِذُوا فِيهِ خِنْزِيرًا . رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ ، وَاحْتَجَّ بِهِ . وَلأَنَّ هَذَا الْبَلَدَ مِلْكٌ لِلْمُسْلِمِينَ ، فَلا يَجُوزُ أَنْ يَبْنُوا فِيهِ مَجَامِعَ لِلْكُفْرِ . وَمَا وُجِدَ فِي هَذِهِ الْبِلادِ مِنْ الْبِيَعِ وَالْكَنَائِسِ ، مِثْلُ كَنِيسَةِ الرُّومِ فِي بَغْدَادَ ، فَهَذِهِ كَانَتْ فِي قُرَى أَهْلِ الذِّمَّةِ ، فَأُقِرَّتْ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ . الْقِسْمُ الثَّانِي : مَا فَتَحَهُ الْمُسْلِمُونَ عَنْوَةً ، فَلا يَجُوزُ إحْدَاثُ شَيْء مِنْ ذَلِكَ فِيهِ ؛ لأَنَّهَا صَارَتْ مِلْكًا لِلْمُسْلِمِينَ ، وَمَا كَانَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ فَفِيهِ وَجْهَانِ ؛ أَحَدُهُمَا ، يَجِبُ هَدْمُهُ ، وَتَحْرُمُ تَبْقِيَتُهُ ؛ لأَنَّهَا بِلادٌ مَمْلُوكَةٌ لِلْمُسْلِمِينَ ، فَلَمْ يَجُزْ أَنْ تَكُونَ فِيهَا بِيعَةٌ ، كَالْبِلادِ الَّتِي اخْتَطَّهَا الْمُسْلِمُونَ . وَالثَّانِي يَجُوزُ ؛ لأَنَّ فِي حَدِيثِ ابْنَ عَبَّاس : أَيُّمَا مِصْر مَصَّرَتْهُ الْعَجَمُ ، فَفَتَحَهُ اللَّهُ عَلَى الْعَرَبِ ، فَنَزَلُوهُ ، فَإِنَّ لِلْعَجَمِ مَا فِي عَهْدِهِمْ . وَلأَنَّ الصَّحَابَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، فَتَحُوا كَثِيرًا مِنْ الْبِلادِ عَنْوَةً ، فَلَمْ يَهْدِمُوا شَيْئًا مِنْ الْكَنَائِسِ . وَيَشْهَدُ لِصِحَّةِ هَذَا ، وُجُودُ الْكَنَائِسِ وَالْبِيَعِ فِي الْبِلادِ الَّتِي فُتِحَتْ عَنْوَةً ، وَمَعْلُومٌ أَنَّهَا مَا أَحْدَثَتْ ، فَيَلْزَمُ أَنْ تَكُونَ مَوْجُودَةً فَأُبْقِيَتْ . وَقَدْ كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إلَى عُمَّالِهِ ، أَنْ لا يَهْدِمُوا بِيعَةً وَلا كَنِيسَةً وَلا بَيْت نَار . وَلأَنَّ الإِجْمَاعَ قَدْ حَصَلَ عَلَى ذَلِكَ ، فَإِنَّهَا مَوْجُودَةٌ فِي بِلادِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ غَيْرِ نَكِير . الْقِسْمُ الثَّالِثُ : مََا فُتِحَ صُلْحًا - ثم ذَكَر أحكام هذا القسم - . وفي الشروط العمرية التي اشترطها عمر رضي الله عنه على نصارى الشام حينما صالَحهم ؛ فَشَرَط عليهم : ألاَّ يُحْدِثُوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسة ولا صومعة راهب ، ولا يُجَدِّدُوا ما خَرِب . وهنا : هل يجوز العمل في بناء وتشطيب الكنائس ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=15627 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم |
الساعة الآن 09:35 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى