منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   إرشـاد الشـبـاب (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=33)
-   -   من تاب تاب الله عليه (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1849)

ناصرة السنة 15-02-2010 05:59 PM

من تاب تاب الله عليه
 
لنا أخٌ كريم طالما ألحَّ الناسُ عليه وألحَّ هو على نفسِهِ بالتوبة , ولكنه مُحبَط لأنَّه يعلمُ أنَّ من السيئات ما يجري على صاحبِهِ حتى بعد وفاتِهِ ربما إلى قيام الساعة ! , وقد أضلَّ خلقاً كثيراً فقد كانَ يمنحُ الشبابَ ممن يعرفه ولا يعرفه روابطاً لأفلام أجنبية وعربية على الإنترنت , فكلُّ من تفرَّج على هذه الأفلام يحملُ هو كِفلاً من وزره , بل وهؤلاءِ الشباب قد يعطون الأفلام لغيرهم فيحملُ كفلاً من أوزارهم هم الآخرين .! ومن سعادة المرءِ أنه إذا مات ماتت معه ذنوبُهُ , فكيفَ السبيلُ إلى توبةِ هذا الأخ ؟ وهل تظلُّ ذنوبُهُ تجري عليه إلى قيام الساعة حتى بعدَ توبتِهِ ؟ وماذا عساهُ أن يفعل ولا يعرفُ أحداً ممن قام بتحميل هذه الأفلام وهم آلاف ؟!

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب :


مَن تاب تاب الله عليه .
وعليه أن يتوب إلى الله مهما بلغت ذنوبه .
لقد نادى الله الذين أسرفوا على أنفسهم بالذنوب والمعاصي بما نادى به رسوله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم – وهو وَصْف العبودية - فقال تبارك وتعالى : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ففي آية واحدة ذَكَر الرحمة مرتين والمغفرة مرّتين .

ولو بَلَغَتْ ذنوب العبد السَّحَاب ثم استغفر الله غَفَر الله له ، ولا يُبالي بِذنوبه مهما بَلَغتْ .
قال تبارك وتعالى في الحديث القدسي : يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ، يا بن آدم إنك لو أتيتني بِقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بِقُرابها مغفرة . رواه الترمذي .

وينبغي على العبد إذا تاب من الذنب أن يَنظر إلى سعة رحمة الله ، وعظيم مغفرته ، ومهما كان ذنبه فَعَفو الله أعظم .

وأكبر من الذَّنْب وأعظم من الْجُرْم القنوط من رحمة الله ، واليأس من روح الله لأنه ( لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) ، ولا يَقنط من رحمة الله إلا الضالون ، قال تعالى على لسان خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام : ( قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ ) .

فإن الناس كانوا في جاهلية وشرّ ، فلما جاء هذا الدين وأنقذ الله به الناس من الجاهلية والكفر والشرك إلى نور الإسلام لم يلتفتوا أصلاً إلى ما كان منهم في جاهليتهم ، ولم يُقعدهم ذلك عن العمل .

وعلى هذا الأخ أن يُكثر من الحسنات .
قال تعالى : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) .


والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


الساعة الآن 07:49 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى