![]() |
قوله تعالى ""قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا..."
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الكريم حفظك ربي من كل شر ونجاك من كل سوء وبشرك بكل الخير وبكل هناء وسرور اللهم ااامين كتبت هذه الاية في احدى المنتديات على شريط الاهداء: "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ انهم يحسنون صنعا" هذه الاية تحمل في معانيها الكثير والكثير ومن لم يعرف حقها فلا حول ولا قوة الا بالله ...فاعترضت اخت عليها وقالت لي على الشريط: لما هذا التشاؤم يا اختي ولما لا تقولين والذين امنوا وعملوا الصالحات وكل من في المنتدى صالحون وخصوصا الفلان الفلاني .. اهذا كلام يقال في حق كلام رب العالمين؟؟ أكلام ربي تشاؤم؟؟ http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . لا يظهر أنها تقصد أن كلام الله عزّ وجلّ تشاؤم ، وإنما تقصد نظرة صاحبة الإهداء ، وهذا صحيح من وجه وغير صحيح مِن وجه . فإن المسلم يعيش بين الخوف والرجاء . والواعظ لا يُقنِّط الناس ولا يُؤمِّنهم . قَالَ عَلِىٌّ : الْفَقِيهُ حَقُّ الْفَقِيهِ الَّذِى لاَ يُقَنِّطُ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ، وَلاَ يُؤَمِّنُهُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ ، وَلاَ يُرَخِّصُ لَهُمْ فِى مَعَاصِى اللَّهِ ، إِنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي عِبَادَة لاَ عِلْمَ فِيهَا ، وَلاَ خَيْرَ فِي عِلْم لاَ فَهْمَ فِيهِ ، وَلاَ خَيْرَ فِي قِرَاءَة لاَ تَدَبُّرَ فِيهَا . رواه الدارمي . ومَرّ ابن مسعود بِرَجُل يُذَكّر قومًا ، فقال : يا مُذَكِّر ! لا تُقَنِّط الناس . رواه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق . وروى البيهقي في شُعب " الإيمان " من طريق ابن أبي مليكة ، أن عُبيد بن عُمير ، دخل على عائشة رضي الله عنها فقالت : من هذا ؟ فقالوا : عبيد بن عمير ، فقالت : عمير بن قتادة ؟ قالوا : نعم ، قالت : أُحَدّث أنك تَجْلس ويُجْلَس إليك . قال : بلى ، يا أم المؤمنين ، فقالت : فإياك وإملال الناس وتقنيطهم . وروى أيضا عن زيد بن أسلم : أن رجلا كان في الأمم يجتهد في العبادة ، ويُشَدِّد على نفسه ، ويُقَنِّط الناس من رحمة الله تعالى ، ثم مات فقال : أي رب مالي عندك ؟ قال : النار ، قال : أي رب ، فأين عبادتي واجتهادي ؟ قال : فيقول : إنك كنت تُقَنِّط الناس من رحمتي في الدنيا ، فأنا أقنطك اليوم من رحمتي . قال البيهقي رحمه الله : ولعل هذا الرجل كان يَرى النجاة في عبادته ، ويعتمد عليها ، ولا يَذْكر مَغفرة الله عز وجل الذنوب لمن يشاء من عباده ، بل كان يستبعدها . وروى من حديث أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، خرج على رهط من أصحابه وهُم يتحدثون فقال : والذي نفسي بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا . فلما انصرفنا أوحى الله إليه : يا محمد لم تُقَنِّط عبادي ؟ فرجع إليهم فقال : أبشروا ، وقاربوا ، وسددوا . قال البيهقي رحمه الله : ففي هذا دلالة على أنه لا ينبغي أن يكون خوفه بحيث يُؤيِّسه ويُقَنِّطه من رحمة الله ، كما لا ينبغي أن يكون رَجاؤه بحيث يأمَن مَكْر الله ، أو يُجَرِّئه على معصية الله عز وجل . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 10:02 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى