![]() |
هل هذا البيت الشعري فيه إشكال ؟
هل هذا البيت الشعري فيه إشكال ؟
________________________________________ أحد الإخوة الأفاضل من طلاب العلم استشكل البيت الأخير من هذه المقطوعة الشعرية: لا تبخلن زيارة فلربما .. تلك الزيارة أضحكت طـفـلا بكى فلربما سـر الصبي زيارتُك .. ولربما كان السـرور لقــلبكا ولربما يوم الحساب وهوله .. ضاع الرجا وظننت نفسك مهلكا قال الصبــي لربه : يا ربنا .. قد جاء هذا حين زار لأجـلكا ووجه استشكاله للبيت جزم الصبي بأنَّ هذه الزيارة كانت لوجه الله مع كون هذا الأمر من السرائر التي لا يعلمها إلا علامُ الغيوب -سبحانه وتعالى- , كما أنَّ كون الصبي يقول هذا يوم القيامة أو لا يقوله فهذا من الغيبيات التي لا يجوز الخوض فيها إلا بدليل ... فما رأيكم -فضيلة الشيخ- بهذا البيت ؟ وهل يجوز نشره ؟ http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : أولاً : لا يجوز لأحد أن يُزكّي نفسه ولا أن يُزكّي غيره على سبيل الْجَزْم له . ففي صحيح مسلم من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دُعِي إلى جنازة صبي من الأنصار ، قالت : فقلت : يا رسول الله طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة ، لم يعمل السوء ولم يدركه . قال : أو غير ذلك يا عائشة ؟ إن الله خلق للجنة أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم ، وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم . ولَمَّا قالت أم العلاء رضي الله عنها عن عثمان بن مظعون رضي الله عنه : رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ ، فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَكْرَمَهُ ؟ فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَمَنْ يُكْرِمُهُ اللَّهُ ؟ فَقَالَ : أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ ، وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ . وَاللَّهِ مَا أَدْرِي - وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ - مَا يُفْعَلُ بِي . قَالَتْ : فَوَاللَّهِ لا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا . رواه البخاري . ومثله لَمّا قالت أم كعب له : هنيئا لك الجنة يا كعب ، فقال عليه الصلاة والسلام : من هذه المتألية على الله ؟ قال : هي أمي يا رسول الله ، فقال : وما يدريك يا أمّ كعب ؟ لعل كَعْبًا قال ما لا يَعنيه ، أو مَنع ما لا يُغنيه . رواه الطبراني في الأوسط ، وقال الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد . وصححه الألباني . ثانيا : يُمكن حَمْل هذا القول على أنه من باب الشهادة للناس بالخير ، من غير جَزْم له بالجنة. وهذا له أصل في السنة ، فمن ذلك : قوله عليه الصلاة والسلام : أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة . قال عمر رضي الله عنه : فقلنا : وثلاثة ؟ قال : فقال : وثلاثة . قال : قلنا : واثنان ؟ قال : واثنان . قال : ثم لم نسأله عن الواحد . رواه الإمام أحمد والنسائي . وأصل الحديث في الصحيحين . وهذا من البشرى ، فإن من البشرى أن يَعمل المسلم العمل لله عز وجل فيورِثه ذلك ثناء الخلق ، فيفرح بهذا الثناء . قال عليه الصلاة والسلام : أهل الجنة من ملأ الله أذنيه من ثناء الناس خيراً ، وهو يسمع ، وأهل النار من ملأ أذنيه من ثناء الناس شراً ، وهو يسمع . رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني . ثالثا : قد يكون هذا من باب الشهادة في الدار الآخرة ، وهذا أمْر معروف ، فإن الناس يشهدون ويُسْتَشْهَدُون في مواقف القيامة . فيُمكن حَمْل ذلك على أنه في الآخرة . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 04:43 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى