![]() |
حكم التصفيق والصفير
شيخنا
ماحكم التصفيق وهل فيه كراهة ؟ وخصوصا للرجال الجواب : كَرِه العلماء التصفيق للرِّجال ، وحرَّمه آخرون ؛ لما فيه من مُشابهة الكفار ، كما في قوله تعالى : (وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً) . والمكاء الصفير والتصدية التصفيق وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم الرِّجَال عن التصفيق . روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بني عمرو بن عوف بقباء كان بينهم شيء ، فخرج يُصلِح بينهم في أناس من أصحابه ، فَحُبِسَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت الصلاة ، فجاء بلال إلى أبي بكر رضي الله عنهما فقال : يا أبا بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حُبِسَ وقد حانت الصلاة ، فهل لك أن تؤم الناس ؟ قال : نعم ، إن شئت ، فأقام بلال الصلاة ، وتقدّم أبو بكر رضي الله عنه ، فكبّر للناس ، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي في الصفوف يشقها شقاً حتى قام في الصف ، فأخذ الناس في التصفيح - قال سهل : التصفيح هو التصفيق - قال : وكان أبو بكر رضي الله عنه لا يلتفت في صلاته ، فلما أكثر الناس التفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليه يأمره أن يصلي ، فرفع أبو بكر رضي الله عنه يده فحمد الله ثم رجع القهقري وراءه حتى قام في الصف ، وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى للناس ، فلما فرغ أقبل على الناس فقال : يا أيها الناس ما لكم حين نابكم شيء في الصلاة أخذتم بالتصفيح ؟ إنما التصفيح للنساء ، من نَابَـه شيء في صلاته فليقل : سبحان الله . مع ذلك ، فليس هو التصفيق المعروف ، بل هو لِمُجرّد تنبيه الإمام . وقد كَرِه الإمام مالك التصفيق للنساء . قال ابن بطّال : وتأوّل أصحابه قوله صلى الله عليه وسلم : " إنما التصفيق للنساء " أنه من شأنهن في غير الصلاة ، فهو على وجه الذمّ لذلك ، فلا تفعله في الصلاة امرأة ولا رجل . ومَن قال بِجوازه في الصلاة لَم يَقُل إنه مثل التصفيق المعروف . قال عيسى بن أيوب : تضرب المرأة بأصبعين من يمينها على كفها الشمال . قال ابن عبد البر : وقال بعض أهل العلم إنما كُره التسبيح للنساء وأُبيح لهن التصفيق مِن أجل أن صوت المرأة رخيم في أكثر النساء ، وربما شغلت بصوتها الرجال المُصَلِّين معها . اهـ . قال الله تعالى : (وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً) قال ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم وغيرهما من السلف " التصدية " التصفيق باليد و " المكاء " مثل الصفير . نَقَله شيخ الإسلام ابن تيمية . قال ابن القيم رحمه الله : المصفقين والصفّارين في يَراع أو مزمار ونحوه فيهم شَبَهٌ من هؤلاء ، ولو أنه مجرّد الشبه الظاهر ، فلهم قِسط من الذمّ بحسب تشبههم بهم ، وإن لم يتشبهوا بهم في جميع مكائهم وتصديتهم ، والله سبحانه لم يشرع التصفيق للرجال وقت الحاجة إليه في الصلاة إذا نابهم أمر ، بل أُمِروا بالعدول عنه إلى التسبيح لئلا يتشبّهوا بالنساء . فكيف إذا فعلوه لا لحاجة ، وقَرَنُوا به أنواعا من المعاصي قولا وفعلا ؟! وقال شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله :* التصفيق في الحفلات من أعمال الجاهلية ، وأقلّ ما يُقال فيه الكراهة ، والأظهر في الدليل تحريمه ؛ لأن المسلمين مَنْهِيُّون عن التشبُّه بالكَفَرة ، وقد قال الله سبحانه في وَصف الكفار مِن أهل مكة (وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً) . اهـ . * وسُئل علماؤنا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة : هل يجوز التصفيق من الرجل لمداعبة طفله ؟ أو أن يطلب من التلاميذ في الفصل التصفيق لتلميذ آخر وذلك لتشجيعه ؟ فأجابوا : لا ينبغي هذا التصفيق ، وأقلّ أحواله الكراهة الشديدة ؛ لكونه مِن خصال الجاهلية ؛ ولأنه أيضا مِن خصائص النساء للتنبيه في الصلاة عند السهو . اهـ . والله أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 12:04 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى