![]() |
تارك للصلاة يسألني هل أنت ضامن بدخول الجنة رغم صلاتك
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
عندي صديق مفرط في الصلاة بحيث أنه لا يصلي إلا صلاة الجمعة (و هذا إن صلاها) كلما أنصحه إلى الصلاة و أهميتها و مكانة تاركها في الاسلام يجيبني بقوله لي هل أنت أرحم من رب العالمين و يذكر لي قصة المرأة اليهودية التي سقت الكلب (( والتي لا يحفظ غيرها )) ثم يسألني هل أنت ضامن بدخول الجنة رغم صلاتك فأجيبه بالنفي فاقف فلا أعرف الرد عليه و أتركه \ فبماذا أرده عليه أرشدني أرشدك الله إلى الهدى؟!! http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ونفع الله بك . صحيح أن الله رحيم ، إلاّ أنه شديد العقاب ، كما قال تعالى : (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ) قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه لِعمر رضي الله عنه : ألم تر يا عمر إنما نَزَلتْ آية الرخاء مع آية الشدة ، وآية الشدة مع آية الرخاء ليكون المؤمن راغبا راهبا ؛ لا يرغب رغبة يتمنَّى فيها على الله ما ليس له ، ولا يرهب رهبة يُلقي فيها بيديه . اهـ . وقالت عائشة رضي الله عنها : قلت يا رسول الله : (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) أهو الذي يَزني ويَسرِق ويشرب الخمر ؟ قال : لا يا بنت أبي بكر - أو يا بنت الصديق - ولكنه الرجل يصوم ويتصدق ويُصلي وهو يخاف أن لا يُتقبّل منه . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه . وفي رواية لأحمد : لا يا بنت أبى بكر يا بنت الصديق ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله عز وجل ولما ذَكَر الله جملة من أنبيائه قال في وصفهم : (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) . صحيح أن رحمة الله واسعة ، إلاّ أن الله تبارك وتعالى قال : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) . فأين هي التقوى عند من ترك الفرائض ؟ وأين هو الإيمان بآيات الله عند من ضيّع عمود الدِّين ؟ وعلى المسلم أن يجتهد في العمل ، وأن يخاف أن لا يُتقبّل منه ، كما تقدّم في حديث عائشة رضي الله عنها ، فكيف بِمن فرّط وضيّع الفرائض ؟ ولِيعلَم أنه لا حَظّ في الإسلام لِمن ضيَّع الصلاة ، وأن ترك الصلاة كافر . وأنه يُخرَج من النار من كان من أهل الصلاة إذا كان معه أصل التوحيد . وأما ما في قصة المرأة ونحوها ، فهي لِمَا قام في قلوبهم من تعظيم للخالِق ورحمة بالمخلوق ، فيكون ذلك سببا للتوبة من الذنوب ، فيغفر الله لهم ويُدخلهم الجنة . فأين تعظيم الخالق ممن ضيّع أمره ؟ وهل هذا يُريد صُحبة الأنبياء والمرسلين والصِّدِّيقين والشهداء والصالحين ، أو هو يُريد صُحبة فرعون وهامان وأُبيّ بن خَلَف ؟ وكنت كتبت مقالا بعنوان : رفيق فرعون .. أفِـق http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/229.htm فلعلك تطبع مثل هذا المقال وهذا التوجيه وتُعطيه إياه . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 06:56 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى