منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم العقـيدة والـتوحيد (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=5)
-   -   يوسوس لي الشيطان أني مرتدة (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2338)

ناصرة السنة 16-02-2010 10:34 PM

يوسوس لي الشيطان أني مرتدة
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شيخنا الجليل بارك الله فيكم و جزاكم الله عنّا خير الجزاء
و انا اصلى التراويح فى رمضان الماضى جاءت الى خاطرة او قلت فى نفسى بأنى والعياذ بالله مرتدة فأنكرت ذلك و ندمت كثيراً و تعوذت بالله مما بدر فى نفسى و اعتكفت فى العشر الأواخر من رمضان
إلا إنه عقب مضى هذا الشهر المبارك عدت الى نفس الفكرة و اقررتها و لكنى لم اقول او افعل أى فعله كفرية و استمريت على هذا النحو و كنت اصلى و اصوم و أحفظ القرآن
ثم تعرضت بعد ذلك الى أزمات نفسية شديدة أيقنت على اثرها ان ما ابطنته هو السبب فى ما أنا فيه
و بالفعل تراجعت عما كنت فيه و تبت و حاولت ان اجاهد نفسى فى (( التوبة - الإصلاح - الإعتصام بالله - إخلاص دينى لله ))
و لكنى أخشى كثيراً من عدم القبول .........
حيث اتذكر الاية الكريمة 90 فى سورة آل عمران " إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم و أولئك هم الضالون "
و كذلك الآية فى سورة النساء " إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم و لا ليهديهم سبيلاً "

و أيضاً فقد ورد أن سبب نزول الآية فى سورة آل عمران ((90)) أن هناك قوم اسلموا ثم ارتدوا ثم اسلموا ثم ارتدوا فذهبوا الى الرسول صلى الله عليه و سلم ليسألوا عن توبة فنزلت الآية
وفى سورة النساء قال سبحانه " إن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار و لن تجد لهم نصيراً 0 إلا الذين تابوا و أصلحوا و اعتصموا بالله و أخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين و سوف يؤتى الله المؤمنين أجراً عظيماً "
و قوله سبحانه أيضاً فى سورة التوبة " أولا يرون أنهم يفتنون فى كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون و لا يذكرون " فهل معنى هذا أن الله كان يبتليهم ليتوبوا و لكنهم لم يفعلوا !!
فإن كان ذلك فبالطبع إن تابوا قبل منهم !!!
فأرجوا من فضيلتكم إيضاح هذا الأمر و الفرق بين الآية 90 فى سورة آل عمران و ما ورد بشأن توبة المنافقين فى سورة النساء
و ما إذا كان من الممكن قبول توبتى ام لا
و بارك الله فيكم ووفقكم و اعانكم الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب :


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .
وأعانك الله .

حديث النفس والهاجس والخاطر مَعْفوّ عنه فضلا من الله ورحمة بهذه الأمة .
قال عليه الصلاة والسلام : إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ، ما لم تعمل أو تتكلم . رواه البخاري ومسلم .

وأما آية آل عمران فهي محمولة على من كفر وازداد كُفرا ثم مات على ذلك . أو هي محمولة على اليهود والنصارى الذين كفروا بأنبيائهم ثم كفروا بِنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فازدادوا كُفرا .

وقد نَقَل القرطبي عن قتادة وعطاء الخراساني والْحَسن قولهم : نَزَلَتْ في اليَهُود كَفَرُوا بِعِيسَى والإنْجِيل ، ثم ازْدَادُوا كُفْرًا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقُرْآن .
كَمَا نَقَل عن أبي العَالِية قَوله : نَزَلَتْ في اليَهُود والنَّصارى كَفَرُوا بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد إيمانِهم بِنَعْتِه وصِفَتِه ، ثم ازْدَادُوا كُفْرًا بإقَامَتِهم عَلى كُفْرِهم .
وقِيل : (ازْدَادُوا كُفْرًا) بالذُّنُوب التي اكْتَسَبُوها ، وهذا اخْتِيَار الطبري ، وهي عِنْدَه في اليَهُود .
ثم قَال في قَولِه : (لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ) : مُشْكِل لِقَوله : (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ) ؛ فَقِيل : الْمَعْنَى : لَن تُقْبَل تَوْبَتُهم عِنْد الْمَوْت .
قال النحاس : وهذا قَول حَسَن ، كَمَا قَال عَزَّ وَجَلّ : (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآَنَ) .
وقَد قَال صلى الله عليه وسلم : إنَّ الله يَقْبَل تَوْبَة العَبْد مَا لَم يُغَرْغِر . رواه مِن حَدِيث ابنِ عُمر : الإمام أحمد ، وقال مُحقِّقُوه : إسناده حَسَن .
وقِيل : لَن تُقْبَل تَوبَتُهم التي كَانُوا عَليها قَبْل أن يَكْفُرُوا ؛ لأنَّ الكُفْر قد أحْبَطَها .
وقِيل : لَن تُقْبَل تَوبَتُهم إذا تَابُوا مِن كُفْرِهم إلى كُفْر آخَر ، وإنّمَا تُقْبَل تَوبَتُهم إذا تَابُوا إلى الإسْلام .
وقال قُطْرب : هَذه الآية نَزَلَتْ في قَوم مِن أهْل مَكَّة قَالُوا : نَتَرَبّص بِمُحَمَّد رَيْب الْمَنُون ، فَإن بَدَا لَنَا الرَّجْعَة رَجَعْنا إلى قَوْمِنَا ، فَأنْزَل الله تَعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ) أي : لَن تُقْبَل تَوبَتُهم وهُم مُقِيمُون عَلى الكُفْر ، فَسَمَّاها تَوبَة غَير مَقْبُولَة ؛ لأنه لم يَصِحّ مِن القَوم عَزْم ، والله عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَل التَّوْبَة كُلّها إذا صَحَّ العَزْم .
وقال في تَفْسير قَوله تَعالى : (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَة ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيب)[النساء:17] : قِيل : هَذه الآيَة عَامَّة لِكُلّ مَن عَمِل ذَنْبا . اهـ .

وأما ما يطرأ عليك ، ويدور في نفسك ، فلا تلتفتي إليه ، وتشاغلي عنه ، واعلمي أنه من الشيطان .
وهذا الأمر قد وجده – أو بعضه – خِيار هذه الأمة .
وسبق تفصيل أكثر هنا :
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=297

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


الساعة الآن 08:07 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى