![]() |
يوسوس لي الشيطان أني مرتدة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته شيخنا الجليل بارك الله فيكم و جزاكم الله عنّا خير الجزاء و انا اصلى التراويح فى رمضان الماضى جاءت الى خاطرة او قلت فى نفسى بأنى والعياذ بالله مرتدة فأنكرت ذلك و ندمت كثيراً و تعوذت بالله مما بدر فى نفسى و اعتكفت فى العشر الأواخر من رمضان إلا إنه عقب مضى هذا الشهر المبارك عدت الى نفس الفكرة و اقررتها و لكنى لم اقول او افعل أى فعله كفرية و استمريت على هذا النحو و كنت اصلى و اصوم و أحفظ القرآن ثم تعرضت بعد ذلك الى أزمات نفسية شديدة أيقنت على اثرها ان ما ابطنته هو السبب فى ما أنا فيه و بالفعل تراجعت عما كنت فيه و تبت و حاولت ان اجاهد نفسى فى (( التوبة - الإصلاح - الإعتصام بالله - إخلاص دينى لله )) و لكنى أخشى كثيراً من عدم القبول ......... حيث اتذكر الاية الكريمة 90 فى سورة آل عمران " إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم و أولئك هم الضالون " و كذلك الآية فى سورة النساء " إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم و لا ليهديهم سبيلاً " و أيضاً فقد ورد أن سبب نزول الآية فى سورة آل عمران ((90)) أن هناك قوم اسلموا ثم ارتدوا ثم اسلموا ثم ارتدوا فذهبوا الى الرسول صلى الله عليه و سلم ليسألوا عن توبة فنزلت الآية وفى سورة النساء قال سبحانه " إن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار و لن تجد لهم نصيراً 0 إلا الذين تابوا و أصلحوا و اعتصموا بالله و أخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين و سوف يؤتى الله المؤمنين أجراً عظيماً " و قوله سبحانه أيضاً فى سورة التوبة " أولا يرون أنهم يفتنون فى كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون و لا يذكرون " فهل معنى هذا أن الله كان يبتليهم ليتوبوا و لكنهم لم يفعلوا !! فإن كان ذلك فبالطبع إن تابوا قبل منهم !!! فأرجوا من فضيلتكم إيضاح هذا الأمر و الفرق بين الآية 90 فى سورة آل عمران و ما ورد بشأن توبة المنافقين فى سورة النساء و ما إذا كان من الممكن قبول توبتى ام لا و بارك الله فيكم ووفقكم و اعانكم الله السلام عليكم و رحمة الله و بركاته http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبارك الله فيك . وأعانك الله . حديث النفس والهاجس والخاطر مَعْفوّ عنه فضلا من الله ورحمة بهذه الأمة . قال عليه الصلاة والسلام : إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ، ما لم تعمل أو تتكلم . رواه البخاري ومسلم . وأما آية آل عمران فهي محمولة على من كفر وازداد كُفرا ثم مات على ذلك . أو هي محمولة على اليهود والنصارى الذين كفروا بأنبيائهم ثم كفروا بِنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فازدادوا كُفرا . وقد نَقَل القرطبي عن قتادة وعطاء الخراساني والْحَسن قولهم : نَزَلَتْ في اليَهُود كَفَرُوا بِعِيسَى والإنْجِيل ، ثم ازْدَادُوا كُفْرًا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقُرْآن . كَمَا نَقَل عن أبي العَالِية قَوله : نَزَلَتْ في اليَهُود والنَّصارى كَفَرُوا بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد إيمانِهم بِنَعْتِه وصِفَتِه ، ثم ازْدَادُوا كُفْرًا بإقَامَتِهم عَلى كُفْرِهم . وقِيل : (ازْدَادُوا كُفْرًا) بالذُّنُوب التي اكْتَسَبُوها ، وهذا اخْتِيَار الطبري ، وهي عِنْدَه في اليَهُود . ثم قَال في قَولِه : (لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ) : مُشْكِل لِقَوله : (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ) ؛ فَقِيل : الْمَعْنَى : لَن تُقْبَل تَوْبَتُهم عِنْد الْمَوْت . قال النحاس : وهذا قَول حَسَن ، كَمَا قَال عَزَّ وَجَلّ : (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآَنَ) . وقَد قَال صلى الله عليه وسلم : إنَّ الله يَقْبَل تَوْبَة العَبْد مَا لَم يُغَرْغِر . رواه مِن حَدِيث ابنِ عُمر : الإمام أحمد ، وقال مُحقِّقُوه : إسناده حَسَن . وقِيل : لَن تُقْبَل تَوبَتُهم التي كَانُوا عَليها قَبْل أن يَكْفُرُوا ؛ لأنَّ الكُفْر قد أحْبَطَها . وقِيل : لَن تُقْبَل تَوبَتُهم إذا تَابُوا مِن كُفْرِهم إلى كُفْر آخَر ، وإنّمَا تُقْبَل تَوبَتُهم إذا تَابُوا إلى الإسْلام . وقال قُطْرب : هَذه الآية نَزَلَتْ في قَوم مِن أهْل مَكَّة قَالُوا : نَتَرَبّص بِمُحَمَّد رَيْب الْمَنُون ، فَإن بَدَا لَنَا الرَّجْعَة رَجَعْنا إلى قَوْمِنَا ، فَأنْزَل الله تَعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ) أي : لَن تُقْبَل تَوبَتُهم وهُم مُقِيمُون عَلى الكُفْر ، فَسَمَّاها تَوبَة غَير مَقْبُولَة ؛ لأنه لم يَصِحّ مِن القَوم عَزْم ، والله عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَل التَّوْبَة كُلّها إذا صَحَّ العَزْم . وقال في تَفْسير قَوله تَعالى : (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَة ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيب)[النساء:17] : قِيل : هَذه الآيَة عَامَّة لِكُلّ مَن عَمِل ذَنْبا . اهـ . وأما ما يطرأ عليك ، ويدور في نفسك ، فلا تلتفتي إليه ، وتشاغلي عنه ، واعلمي أنه من الشيطان . وهذا الأمر قد وجده – أو بعضه – خِيار هذه الأمة . وسبق تفصيل أكثر هنا : http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=297 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 08:07 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى