عبارة "طرق الله غير طرق البشر" هل هي سوء أدب مع الله ؟
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

شيخي الفاضل

((طرق الله غير طرق البشر )) لطلما سمعتها وأعتقد ان فيها سوء ادب وأحبب أن أستوضح الأمر منك بارك الله فيك..
منكم نستفيد ونرتقي بإذن الله

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .

هي بِمعنى قول بعض العلماء : عادة الله كذا ... وهي مُستعملة بِكثرة في كُتب التفسير .

قال الماوردي في تفسير قوله تعالى : (سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ) يعني : طريقة الله وعادته السالفة ؛ نَصْر رُسُلِه وأوليائه على أعدائه .

وقال القرطبي : يعني : طريقة الله وعادته السالفة ؛ نَصْر أوليائه على أعدائه . اهـ .

وفي هذا المعنى قول ميمون بن مهران : من أساء سِرًّا فَلْيَتُب سِرًّا ، ومن أساء علانية فَلْيَتُب علانية ، فإن الله يغفر ولا يُعَيِّر ، والناس يُعيروك ولا يَغفرون !

فإن مقتضى قوله هذا ، أن عادة الله أنه يغفر الذنوب ، ولا يُعيّر صاحب الذنب ، وعادة الناس أنهم لا يغفرون ، وأنهم يُعيّرون .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد