![]() |
سؤال عن مناسبة نهايات الآيات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم ونفع بكم أسأل عن مناسبة السمع في ختام هذه الآيات الكريمات " والله أنزل من السماء ماءً فأحيا به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم يسمعون " ( النحل ـ 65 ) "ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وأن الله سميع بصير " ( الحج ـ 61) " قل أرءيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون " ( القصص ـ 71 ) " ومن آياته منامكم بالليل والنار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون " ( الروم ـ 23 ) هل ثم تلازم بين الليل والنهار والسمع ؟ نسأل الله ألا يجعلنا من المتكلفين ويجعله بابا للتفكر في آيات الله وجزاكم الله خيرا http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا هذا ليس من التكلّف ، فَعِلْم المناسبة مما تطرّق إليه العلماء ، سواء مناسبات السور مع بعضها ، أو مناسبات الآيات ، أو مناسبات ختم الآيات . وهو على نوعين : الأول : مُناسَبة الآي والسُّوَر ، وهو ما يُعَبَّر عنه - أحياناً - بـ ( التَّنَاسُب ) . وفيه ألَّف البقاعي كتابه " نَظم الدُّرَر في تناسُب الآيات والسُّوَر " ، والسيوطي : " أسْرَار القرآن " . الثاني : مُناسَبة ذلك اللَّفْظ ، أوْ تِلك العِبَارة لِذَلك الْمَوْضِع دُون غيره . وفيه مؤلَّفات ، منها : " درّة التَّنْزِيل وغرّة التأويل ، الخطيب الإسكافي" ، " البرهان في مُتَشَابه القرآن " ، الكِرماني ، و " كَشْف الْمَعَاني في الْمُتَشَابِه والْمَثَاني " ، ابن جماعة ، و"التعبير القرآني" ، فاضِل السَّامُرائي . قال السيوطي : " وعِلْم الْمُنَاسَبَة عِلْم شَرِيف قَلّ اعْتِنَاء الْمُفَسِّرِين بِه لِدِقَّتِه ، ومِمَّن أكْثر مِنْه الإمَام فَخْر الدِّين ، وقال في تَفْسِيره : أكْثر لَطَائف القُرآن مُودَعَة في التَّرْتِيبَات والرَّوَابط " وأصْل هذا القَول للزركشي في " البرهان " . " وقَال الشَّيخ عِزّ الدِّين بن عبد السلام : الْمُنَاسَبة عِلْم حَسَن ، لَكِن يُشتَرَط في حُسْن ارْتِبَاط الكَلام أن يَقَع في أمْر مُتَّحِد أوّله بآخِره ، فإن وَقَع على أسْبَاب مُخْتَلِفَة لَم يَقَع فيه ارْتِبَاط ، ومَن رَبَط ذَلك فَهو مُتَكَلِّف بِمَا لا يَقْدِر عليه إلاَّ بِربْط رَكِيك ، يُصَان عن مِثْله حَسَن الْحَدِيث ، فَضْلاً عن أحْسَنه ، فإنَّ القُرآن نَزَل في نَيِّف وعِشْرِين سَنَة ، في أحْكَام مُختِلِفَة ، شُـرِعتْ لأسْبَاب مُختَلِفَة ، ومَا كان كَذلك لا يَتَأتّى رَبْـط بَعْضِه بِبَعْض " . وقال الشيخ وليّ الدين الملوي : قَدْ وَهِم مَن قَال : لا يُطلَب للآية الكَرِيمة مُناسَبَة ؛ لأنها على حَسَب الوَقَائع الْمُتَفَرِّقَة ، وفَصْل الْخِطَاب أنها على حَسَب الوَقَائع تَنْزِيلاً ، وعلى حَسَب الْحِكْمَة تَرْتِيبًا وتَأصِيلاً " . وفي غير آية إذا ذُكِر الليل ذُكِر معه السَّمْع ؛ لأن سُلطان السَّمْع وقوّته في الليل أظهر منه في النهار ، وإذا ذُكِر النهار ذُكِر النهار ذُكِر معه البَصَر ؛ لأن سُلطان البَصَر وقوّته في النهار أظهر منه في الليل . وأما في آية " النحل " فليس من هذا الباب ، فقد قال الخطيب الإسكافي فيها : إنما ذَكَر ( يسمعون ) توبيخا لمن أنكر البعث واستبعد الحياة الثانية ، فكأنه قيل له : إن ذلك قبل التدبّر مُقرر في أوّل العقل ، حتى إن من يسمعه يعترف به ، وهو أن الأرض الميتة يسقيها الله بِماء السماء ، فتعُود حيَّة بِنباتها ، فكذلك لا يُستنكَر أن يُحيي الخليقة بعد موتها . اهـ . كما أنه إذا قُدِّم الليل قُدِّم السمع في الذِّكْر ، وإذا قُدِّم النهار قُدِّم البَصَر . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم |
الساعة الآن 06:40 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى