![]() |
هل يصحّ "من دخل النار لم ينظر الله إليه " ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم يا شيخ هل القول بأنه ( من دخل النار لم ينظر الله إليه ، ومن صُرف عنه نظر الباري سبحانه دخل النار ) هل هو صحيح ؟ وإن كان صحيح فما الدليل عليه ؟ http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبارك الله فيك . قال تعالى : (كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذ لَمَحْجُوبُونَ) . واستَدَلّ أهل العِلْم بهذه الآية على أمرين : الأول : أن حَجْب الكُفّار عن ربهم سبب غضبه سبحانه وتعالى وسخطه عليهم ، وهو إيذان بِدخولهم النار ، لأنه سبحانه وتعالى قال بعد ذلك : (ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ) . الثاني : مفهوم المخالفة في الآية ، وهو إثبات رؤية المؤمنين لِربهم في عرصات القيامة ، وأنهم لا يُحجبون عنه . قال الحسن البصري : لو عرف المؤمنون أنهم لا يَرون الله في الآخرة لانْزَهَقَتْ أرواحهم في الدنيا . وقال الإمام مالك : لو لم يَـرَ المؤمنون ربهم يوم القيامة لم يُعَـيِّر الله الكفار بالحجاب . وقال الربيع : قلت للشافعي : أيُرى الله بهذا ؟ فقال : لو لم أوقِن أن الله يُرى في الجنة لم أعْبده في الدنيا . وقال الشافعي أيضا : لَمَّا حَجَب هؤلاء في السخط كان في هذا دليل على أن أولياءه يَرونه في الرضا . قال ابن القيم : ولقد أتى في سورة التطفيف أن *** القوم قد حُجِبُوا عن الرحمن وإعْرَاض الله تبارك وتعالى عن الكافرين يَكون في مواقف القيامة ، كما جاء مُصرّحا به في غير موضع من كِتاب الله ، كقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآَخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) . ويكون في النار ، مع ما يُقال لهم من توبيخ وتصغير . قال القرطبي في تفسيره : القيامة مواطن ؛ فَمَوْطِن يَكون فيه سؤال وكلام ، ومَوْطِن لا يكون ذلك فيه . اهـ . وقد يكون صَرْف النظر عن أهل الكبائر ، فيكون ذلك في وقت دون وقت ، فيُعذّبُون في مواقف القيامة بِصَرف النظر عنهم ، ويُعذّبون في النار ، ثم يُخرَجون منها إذا كان معهم أصل التوحيد . وذلك مثل قوله عليه الصلاة والسلام : ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . قَالَ أَبُو ذَرّ رَضْي الله عَنه : فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَ مِرَارًا . قَالَ أَبُو ذَرّ : خَابُوا وَخَسِرُوا ! مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : الْمُسْبِلُ ، وَالْمَنَّانُ ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ . رواه مسلم . ومثل قوله عليه الصلاة والسلام : ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلا يُزَكِّيهِمْ ، وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ : شَيْخٌ زَان ، وَمَلِكٌ كَذَّابٌ ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ . رواه مسلم . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 12:46 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى