![]() |
الآية 26 من سورة النور , هل المقصود بذلك في الدنيا أم في الآخرة ؟
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فضيلة الشيخالآية 26 من سورة النور طالما سببت لي الحيرة والشك في نفسي . {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} وأرجو أن أجد لديكم التفسير فهل المقصود بذلك في الدنيا أم في الآخرة ؟ بارك الله فيكموأكثر الله من أمثالكم . وجزاكم الله عنا كل خير . http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيراً وبارك الله فيك هي في الدنيا ، ويُوضحّ ذلك سبب النّزول ، وأقوال أهل التفسير . والآية نزلت في الذين قالوا في زوجة النبي صلى الله عليه وسلم ما قالوا من البهتان . كما قال ابن جرير الطبري في التفسير . وقال : فهذا في الكلام ، وهم الذين قالوا لعائشة ما قالوا ، هم الخبيثون . والطيبون هم المبرءون مما قال الخبيثون . وقال قتادة : الخبيثات من القول والعمل للخبيثين من الناس ، والخبيثون من الناس للخبيثات من القول والعمل . وكذلك قال عطاء : الطيبات من القول للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من القول ، والخبيثات من القول للخبيثين من الناس ، والخبيثون من الناس للخبيثات من القول . وكذلك قال سعيد بن جبير . وقال ابن عطية في الْمُحرَّر الوجيز : اختلف المتأوِّلون في الموصوف في هذه الآية بـ الخبيث والطيب ؛ فقال ابن عباس ومجاهد والضحاك وقتادة هي الأقوال والأفعال ، ثم اختلفت هذه الجماعة فقال بعضها : المعنى الكلمات والفعلات الخبيثات لا يقولها ولا يرضاها إلا الخبيثات من الناس ، فهي لهم وَهُم لها بهذا الوجه ، وكذلك الطيبات للطيبين ، وقال بعضها : المعنى الكلمات والفعلات الخبيثات لا تليق وتلصق عند رمي الرامي وقذف القاذف إلا بالخبيثين من الناس ، فهي لهم وَهُم لها بهذا الوجه . وقال ابن زيد : الموصوف بالخبيث والطيب النساء والرجال . ثم قال : قال الفقيه الإمام القاضي [ يعني ابن عطية ] : وبهذه الآية قِيل لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم : الطيبات المبرءات . وقوله : (أولئك) إشارة إلى الطيبين المذكورين . وقال القرطبي في التفسير : قال ابن زيد : المعنى الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون للخبيثات ، وكذا الطيبات للطيبين ، والطيبون للطيبات . وقال مجاهد وابن جبير وعطاء وأكثر المفسرين : المعنى الكلمات الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الناس للخبيثات من القول ، وكذا الكلمات الطيبات من القول للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من القول . قال النحاس في كتاب معاني القرآن : وهذا أحسن ما قيل في هذه الآية . ودل على صحة هذا القول : (أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ) أي عائشة وصفوان مما يقول الخبيثون والخبيثات . اهـ . فعلى هذا من يَطعن في عائشة رضي الله عنها هو خبيث يَطعن في عرض النبي صلى الله عليه وسلم ، ويتكلّم في حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد يَرِد إشكال في كون آسية تحت فرعون ، أو في زوجة نوح وزوجة لوط ، وما ذكره الله عنهما في القرآن . أقول : هذا لا يُخرِج الوصف الغالب ، فإن الْحُكم يَتعلّق بالوصف الغالِب ، وكما يقول العلماء : لكل قاعدة شواذّ . فكون آسية تحت فرعون لا ينقض قاعدة : الطيبات للطيبين . ولا كَون امرأة نوح خانته فأفْشَتْ أسراره – وكذلك امرأة لوط – ويُقال فيهما ما قيل في امرأة فرعون ، وأن ذلك لا يَخرق القاعدة العامة . والخيانة المذكورة في قوله تعالى : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوح وَامْرَأَةَ لُوط كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا ) ليست هي الزنا . قال ابن عباس رضي الله عنهما : ما زَنَتَـا ؛ أما خيانة امرأة نوح ، فكانت تقول للناس : إنه مجنون ، وأما خيانة امرأة لوط فكانت تدلّ على الضيف ، فتلك خيانتها . قال ابن كثير : (فَخَانَتَاهُمَا) أي في الإيمان ، لم يوافقاهما على الإيمان ، ولا صدقاهما في الرسالة ، فلم يُجْدِ ذلك كله شيئا ، ولا دَفَعَ عنهما محذورا . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 06:36 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى