![]() |
ما الرد على مَن يقول: إن العذاب في جهنم يؤثر فقط على الجسم دون الروح ؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتــــــــه
كيف حالكم شيخنا الفاضل سمعت أحد مشائخ الصوفية الأشاعرة - هداه الله - ممن يُشار لهم بالبنان أستاذ في قسم العقائد و الأديان بأحدى الجامعات العربية يقول أن العذاب (يوم القيامة في جهنم) يؤثر فقط على الجسم بدون الروح لأن الروح من الله أما النعيم فيؤثر عى الإثنين معاً (الجسم و الروح) و استدل بدليل (لم أفهم أنا مغزاه) بأن آيات النعيم في الجنة تدل على نعيم الروح و الجسد مثل : - فيهما عينان تجريان .. - و جنا الجنتيـــــــــن دان .. الخ و أما أدلة عذاب النار فتدل على عذاب الجسد فقط مثل : - تملأُ بطونهم (جسد) - يصب من فوق رؤوسهم الحميم (الرؤوس) من الجسد ................. الخ من الآيات الكثيرة و هذا ما أذكره حالياً فما رأي فضيلتكم فيما قال أو هل هذا الكلام من عقيدتنا أهل السنة و الجماعة ؟؟ و جزاكم الله خيرا http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا عقيدة أهل السنة والجماعة أن العذاب على الجسد والروح ، سواء في البرزخ أو في النار . وقد دلّ على هذا النقل والعقل . أما النقل فمنه قوله تعالى : (كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّين (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ) وسيأتي قوله تعالى للملائكة بشأن روح الكافر : " اكتبوا كتابه في سِجِّين في الأرض السُّفْلَى . قال عليه الصلاة والسلام : فتطرح روحه طَرْحا " . وفي صحيح مسلم من طريق حماد بن زيد قال : حدثنا بُديل عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : إذا خَرَجت رُوح المؤمن تلقّاها ملكان يُصعدانها - قال حماد : فَذَكَر مِن طِيب رِيحها ، وَذَكَر الْمِسْك - قال : ويقول أهل السماء : رُوح طيبة جاءت من قبل الأرض صلى الله عليكِ وعلى جَسد كنتِ تَعْمُرِينه ، فيُنْطَلق به إلى ربه عز وجل ، ثم يقول : انطلقوا به إلى آخر الأجل . قال : وإن الكافر إذا خَرَجَت رُوحه - قال حماد : وذَكَر مِن نَتَنِها ، وذَكَر لَعْنًا - ويقول أهل السماء : روح خبيثة جاءت من قبل الأرض . قال : فيُقال : انطلقوا به إلى آخر الأجل . قال أبو هريرة : فَرَدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رِيطة كانت عليه على أنفه هكذا . وقال سلمان رضي الله عنه : أرواح الكفار في سجين . وقال أبو هريرة رضي الله عنه عن الكافر : ويفتح له باب من النار فيرى مساكنه فيها وما اعد الله له من العذاب ويزداد حسرة وثبورا ويضيق عليه قبره حتى تلتقي أضلاعه فذلك قول الله عز وجل : (مَعِيشَةً ضَنْكًا) قال : وتُجْعل روحه في سجين . رواه عبد الرزاق ، وقال الألباني : وسنده حسن . اهـ . ومثل هذه الآثار لا يُمكن أن تكون مِن قَبِيل الرأي ، فلها حُكم المرفوع . وهذا دالّ على تعذيب الروح . وقال تعالى : (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ) قال ابن كثير في تفسير الآية : قوله : (وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ) أي: في حفظ روح المتوفَّى ، بل يحفظونها ويُنْزِلونها حيث شاء الله عَزَّ وجل ؛ إن كان من الأبرار ففي عليين ، وإن كان من الفجار ففي سجين ، عياذا بالله من ذلك . اهـ . وفي حديث الإسراء : فإذا أنا بآدم - كهيئة يوم خلقه الله على صورته - تُعرض عليه أرواح ذريته المؤمنين فيقول : روح طيبة ونفس طيبة ، اجعلوها في عليين ، ثم تُعْرَض عليه أرواح ذريته الفجار فيقول : روح خبيثة ونفس خبيثة ، اجعلوها في سجين . رواه البيهقي في دلائل النبوة ، وأصل الحديث في الصحيحين من حديث أبي ذر رضي الله عنه . وكثير من الآيات التي دلّت على عذاب الكفار ، لم تختصّ بِعذاب أجسادهم ، بل هي عامة تدلّ على عذاب الجسد والروح . ومن المنقول قوله صلى الله عليه وسلم : وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ، نَزَل إليه من السماء ملائكة سُود الوجوه ، معهم الْمُسُوح ، فيجلسون منه مَدّ البصر ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ، فيقول : أيتها النفس الخبيثة ، أخرجي إلى سخط من الله وغضب . قال : فَتَفَرَّق في جسده ، فينتزعها كما يُنْتَزَع السُّفُّود من الصوف المبلول ، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ، ويخرج منها كأنْتَنِ رِيحِ جيفة وُجِدَتْ على وجه الأرض ، فيصعدون بها ، فلا يَمُرُّون بها على ملأ من الملائكة إلاّ قالوا : ما هذا الروح الخبيث ؟ فيقولون : فلان بن فلان ، بأقبحِ أسمائه التي كان يُسمَّى بها في الدنيا حتى يُنْتَهى به إلى السماء الدنيا ، فَيُسْتَفْتَح له ، فلا يُفْتَح له ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ) ، فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتابه في سِجِّين في الأرض السُّفْلَى ، فتطرح روحه طَرْحاً ، ثم قرأ : (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَان سَحِيق) ، فتعاد روحه في جسده ، ويأتيه ملكان ، فيجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بُعِثَ فيكم ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فَيُنَادى مُناد من السماء أن كَذَب فأفْرِشُوا له من النار ، وافتحوا له بابا إلى النار ، فيأتيه من حَرِّها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ، ويأتيه رجل قبيح الوجه ، قبيح الثياب ، مُنْتِن الرّيح ، فيقول : أبشر بالذي يسوؤك ، هذا يومك الذي كنت تُوعَد ، فيقول : من أنت ؟ فوجهك الوجه يجئ بالشرّ ، فيقول : أنا عملك الخبيث ، فيقول : رب لا تُقِم الساعة . رواه الإمام أحمد وابن جرير في تفسيره وغيرهما ، وهو حديث صحيح . والشاهد منه قول الملائكة لِروح العبد الكافر : أيتها النفس الخبيثة ، أخرجي إلى سخط من الله وغضب . ومعلوم أن التي تخرج هي الروح . وروح الكافر محجوبة عن ربها ، ولذلك تُغلق دونها أبواب السماء . وأما العقل فأي عذاب للجسد إذا كانت الروح لا تُعذّب ؟ وأمر آخر ، وهو إذا كانت الروح لا تُعذَّب ، فهل تُنعَّم ؟ فإن قيل : نعم ، قيل : هذا تناقض ! جسد يُعّب ورُوح تُنعّم ! وإن قيل : لا تُعذّب ولا تُنعّم ، قيل : هذا يُخالف الكتاب والسنة ، إذ ليس في الآخرة بعد الفصل بين العباد إلاّ جنة أو نار ، وليس ثمّ دار ثالثة . وإن قيل : العذاب ليقع على أجساد الكفار دون أرواحهم وهم في جهنم ، قيل : دُخول جهنم وحده عذاب ! والذي يُعذّب هو الإنسان ، والإنسان هو مجموع أمرين : روح وبَدن . قال ابن القيم : الذي عليه جمهور العقلاء أن الإنسان هو البدن والروح معا . اهـ . فالقول بأن العذاب على الأجساد دون الأرواح مُصادمة للمنصوص والمعقول . وقوله : (الروح من الله) هذا صحيح ، ولكن لا يعني أن لا تُعذّب أرواح الكفار . وسبقت الإشارة إلى معنى : (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) هنا : كيف بث الله في آدم عليه السلام من روحه حتى أصبح بشرا حيا ؟ http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=7178 وهنا : يسأل عن عذاب القبر ويريد أدلة تثبت له ذلك ، وهل تُردّ الروح للجسد ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5523 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 09:18 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى