![]() |
لماذا عظم حق الزوج إلى هذا الحد ؟
لماذا عظم حق الزوج إلى هذا الحد ؟
الجواب : من أسباب ذلك : 1 – أن الرجل هو الأصل في الْخَلْق ، فإن الله خَلَق آدم ثم خلق حواء مِن ضلِع آدم ، كما في كُتب التفسير . 2 – تفضيل جنس الرجال عامّة . (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى ) وليس معنى ذلك أن الرجل أفضل مِن المرأة على كل حال . بل الأَمَة المؤمنة خير من نساء الكفار ، كما قال تعالى : ( وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ) أي ولو أعجبتكم نساء الكفار . وقد تكون المرأة أفضل من الرجل ، إذا كانت هي مؤمنة وهو فاسِق ، وهكذا . كما نقول في تفضيل جيل الصحابة بِعَامّة على من بعدهم . ولا يعني أن يكون في أفراد الأجيال من بعدهم من أفذاذ العلماء من هو خير من بعض الصحابة ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم : وددت أنا قد رأينا إخواننا . قالوا : أو لسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : أنتم أصحابي ، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد . رواه مسلم . وكما في قوله صلى الله عليه وسلم : فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل القبض على الجمر ؛ للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم . قيل : يا رسول الله أجر خمسين منا أو منهم ؟ قال : بل أجر خمسين منكم . رواه الترمذي وغيره . 3 - أن الزوج هو الكاسب ، وهو صاحب القوامة ، وهو المُنفق على زوجته وأما الزوجة فإنها لا تُطالب بالكسب ولا بالنفقة . قال سبحانه وتعالى : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) . ومِن أعظَم كُفران الـنِّعَم : أن تبيت المرأة في بيت زوجها ، وتأكل مِن كَسبِه ، وتَلبَس مِن مالِه ، وتلوذ بِحِماه ، فضلا عن الكماليات التي يُوفِّرها لها ؛ ثم تتنكّر له وتذمّه ، وترى أنه لا فَضْل له عليها ! وهذا سبب مِن أسباب دُخول النار ، كما في الصحيح من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خَرَج في أضحى أو فطر إلى الْمُصَلَّى ، فَمَرّ على النساء ، فقال : يا معشر النساء تصدقن ، فإني أريتكن أكثر أهل النار ، فَقُلن : وَبِمّ يا رسول الله ؟ قال : تُكثرن اللعن ، وتَكفُرن العَشِير . وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما في خطبة الكسوف : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وأريت النار فلم أرَ منظرا كاليوم قط أفظع ، ورأيت أكثر أهلها النساء ،قالوا : بِمَ يا رسول الله ؟ قال : بِكُفْرِهنّ ، قيل : يَكفُرن بالله ؟ قال : يَكفُرن العَشِير ، ويَكفُرن الإحسان ؛ لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ، ثم رأت منك شيئا قالت : ما رأيت منك خيرا قط . رواه البخاري ومسلم . وهذا ليس بالأمر الْهَيِّن ، بل هو أمْر عظيم ، فإن أمْرًا يَكون سببا في دخول النار لَكَبِير ، ولذلك وُصِف بأنه نوع مِن الكُفر ، وهو كُفْر أصغر . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : التكفير نوعان : أحدهما : كُفر النِّعمة . والثاني : الكُفر بالله . والكفر الذي هو ضد الشكر : إنما هو كُفر النِّعمة لا الكفر بالله . فإذا زال الشُّكر خَلَفَه كُفر النعمة لا الكُفر بِالله . اهـ . وقال ابن القيِّم : الكُفر ذو أصل وشُعب ، فكما أن شُعب الإيمان إيمان ، فَشُعب الكفر كُفر ، والحياء شعبة من الإيمان ، وقلة الحياء شُعبة مِن شُعب الكُفر ، والصدق شُعبة مِن شُعب الإيمان ، والكذب شُعبة مِن شُعب الكُفر ، والصلاة والزكاة والحج والصيام مِن شُعب الإيمان ، وتركها مِن شُعب الكفر ... والمعاصي كلها مِن شُعب الكُفر ، كما أن الطاعات كلها مِن شُعب الإيمان . اهـ . ومِن المتقرِّر عند أهل العلم : أن ما وُصِف بالكفر مِن الأعمال ، ولم يَصِل إلى حدّ الكفر الأكبر ؛ أنه أكبر مِن الكبائر ، أو مِن أكبر الكبائر ، وكذلك الشرك الأصغر . فنعوذ بالله مِن النكران والجحود . 4 - أن الفتاة إذا بقيت في بيت أهلها رأى أهلها أن بقائها عالة عليهم فإذا رزقها الله الزوج الذي يأخذ بيدها ، فله حق عليها . روى الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد من حديث أسماء رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم مـرّ في المسجد وعصبة من النساء قعود ، فقال بيده إليهن بالسلام فقال : إياكن وكفران المنعمين . إياكن وكفران المنعمين . قالت إحداهن : نعوذ بالله يا نبي الله من كفران نعم الله . قال : بلى . إن إحداكن تطول أيمتها بين أبويها وتُعنّس فيرزقها الله عز وجل زوجا يرزقها منه مالاً وولدا ، ثم تغضب الغضبة فتقول : والله ما رأيت منه ساعة خيرا قط ؛ فذلك كفران نعم الله ، وذلك كفران المنعمين . وقد عَظّم النبي صلى الله عليه وسلم حَقّ الزوج بِقولِه : لو كنت آمِرًا أحدًا أن يَسْجد لأحَد ، لأمَرْت المرأة أن تسجد لزوجها ، ولا تُؤدِّي المرأة حقّ الله عز وجل عليها كله ، حتى تُؤدِّي حق زوجها عليها كله . رواه الإمام أحمد وابن ماجه ، وحسّنه الألباني وقال الأرنؤوط : حديث جيد . هذه إشارة إلى سبب عِظم حق الزوج ولذلك لما جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنة له فقال : يا رسول الله هذه ابنتي قد أبت أن تتزوج . فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أطيعي أباك . فقالت : والذي بعثك بالحق لا أتزوج حتى تخبرني ما حق الزوج على زوجته . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : حق الزوج على زوجته أن لو كانت به قرحة فلحستها ما أدّت حقّه . قالت : والذي بعثك بالحق لا أتزوج أبدا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تنكحوهن إلاّ بإذن أهلهن . رواه ابن حبان وغيره . وهذا لا شك يدلّ على عِظم حق الزوج . وفي الحديث : أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة . رواه الترمذي وابن ماجه ، وقال الأرنؤوط : حسن لغيره . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم : العبد الآبق حتى يَرجِع ، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط ، وإمام قوم وهُم له كارِهون . رواه ابن أبي شيبة والترمذي ، وحسّنه الألباني . وسبق : هل أقدم طاعة والدتي أم طاعة زوجي ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8739 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن السحيم |
الساعة الآن 06:42 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى