![]() |
كلمة توجيهيّة لِمَن ظاهرهم الاستقامة وأفعالهم لا تدلّ على ذلك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله هذه قصة واقعية لشخص لا أقول إنه صديق لي ولكني أعرفه حق المعرفة عاشرته طويلا والأمر الذي أريد الحديث عنه لا يشمله هو فقط ولكن أغلبية كبيرة من الذين يدعون الالتزام هذا الشخص بعته كتب علمية تفسير ابن كثير وكتب الحديث الستة وموطأ مالك وبعض الكتب الأخرى انقص من ثمنهم كثيرا وماطلني في الدفع مع قدرته على الدفع وقد قال عليه الصلاة والسلام مطل الغني حرام . هذا الشخص وغيره ممن يدعون الالتزام يقومون بكل شعائر الإسلام الظاهرة من صلاة وصيام بل وقيام ليل بل وعمرة وهذا الشخص اعتمر مرتين وقلت له لما تعتمر مرتين أعطِ ثمن العمرة الثانية للفقراء والمساكين هنا وما أكترهم في بلدنا ولكنه لم يصغ إليّ وقد استفتيتك في منتدى المشكاة عن ذلك . المهم هذا الشخص وغيره الكثير يفعلون كل العبادات الظاهرة بل ويدعون الانتساب للسنة ولكن شيء واحد لا يقتربون منه الإنفاق في سبيل الله إعانة المحتاج الأرملة المسكين الفقير اليتيم إطعام الطعام هنا تجدهم ينتسبون إلى اليهود في البخل والعياذ بالله ترى لقد عاشرت هذا الشخص أكتر من أربع سنين وهو جار سابق لم يدعُني إلى طعام قط وهو يعرف أني فقير وعازب يمر رمضان وغيره ولا يدخل الواحد منهم مسكينا إلى بيته لإطعامه . أين الآيات التي تحض على الإنفاق ؟ أين الأحاديث في إفشاء السلام إطعام الطعام ؟ أليست أسوتكم الرسول عليه الصلاة والسلام ؟ أليس هو أجود الناس فإذا جاء رمضان كان كالريح المرسلة ولكن هؤلاء إذا جاء رمضان كانوا كاليهود في البخل . شيخنا هدا واقع عشته . هل هدا هو الإسلام ؟ هل هذه هي السنة ؟ الرجاء إتحافنا ببحت مطول عن هذه المسألة وقد قال علية الصلاة والسلام لا يجتمع الإيمان والبخل في قلب رجل مسلم أو كما قال وقال اتقوا الشح إلى غير ذلك من الأحاديث التي تذم البخل وأهله فقد ضقت ذرعا بهؤلاء القوم بارك الله فيكم http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gifالجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبارك الله فيك . أولاً : لا ينبغي تعميم الأحكام ، ولا إطلاق الوصف على الأغلبية ؛ لأن الإنسان قد يُعاشر فئة من الناس تشترك في بعض الأخطاء ، ويبقى في الناس خير ، وفي أهل الدِّين والتَّدَيّن خير وبركة . ثانيا : قد يُوجد بعض الْخَلَل في بعض الأشخاص ، ويوجد بعض النقص في بعض المُتَدَيّنين ، وذلك لأنهم لا يَنْفَكّون عن طبائع البشر . ومن تأمّل في أحوال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وَجَد أنهم لا يَنْفَكّون عن طبائع البشر ، وعن تأثير النفس البشرية ، هذا وهم في أعلى مقامات البشر . وإذا كان خيار الناس بعد الأنبياء ، وهم الصحابة رضي الله عنهم وُجِد في بعضهم بعض تلك الصِّفَات ، كالبُخْل ، فلئن تكون في غيرهم أوْلَى . كما أن الإنسان قد يكون مُتدينا ويكون بخيلا ، وقد يكون مُتدينا ويكون جبانا ! وكنت أشرتُ إلى ما يقع من خلل في التّدَيّن هنا : خَلَل في الـتَّدَيُّـن.. http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/292.htm ثالثا : لا يحسن أن يفتح الإنسان عينيه على عيوب الناس وينسى عيب نفسه ، فقد تكون العيوب في الإنسان أكثر مما في الناس ، إلاّ أنه لا يراها ! وقد قيل : أرى كل إنسان يرى عيب غيره ... ويعمَى عن العيب الذي هو فِيه وما خير مَنْ تخفى عليه عيوبه ... ويبدو له العيب الذي لأخيه قد يكون جفاء الناس للإنسان بسبب عيوبه هو ، لا بسبب عيوبهم هم .. ولا يعني هذا سلامة الآخرين من العيوب . فعلى الإنسان مراجعة حساباته قبل مُحاسبة غيره ، واتِّهَام نفسه قبل اتِّهام الآخرين .. أخيرا : ما مِن شكّ أن الإسلام دَعا إلى كل خُلُق فاضل ، ونبذ كل خُلُق رديء .. وقد لَخّص النبي صلى الله عليه وسلم دعوته وبِعثته في كلمة واحدة ، فقال : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق . رواه البيهقي وغيره . وقد قال عليه الصلاة والسلام : إن الله يُحبّ معالي الأمور وأشرافها ، ويكره سفسافها . رواه الطبراني في الكبير والأوسط ، وصححه الألباني . وأداء حقوق العباد مُقدّم على نوافل الصدقات والقُرُبات . وسبق : كلمة لِمَن يستهزئ ويحكُم على أهل الاستقامة بسبب زلة أحد أفرادها http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18704 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 07:25 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى