منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=39)
-   -   نختلف معهن فى اسلوب الدعوة فهل نبتعد عنهن ونهجرهن؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3270)

ناصرة السنة 20-02-2010 06:25 PM

نختلف معهن فى اسلوب الدعوة فهل نبتعد عنهن ونهجرهن؟
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
يا شيــخ نحن طالبات في مصلى إحــدى الكليــات .. كنــا ولله الحمد يداً واحــدة في الدعــوة ..
ولكن قبل سنتين وفي الفترة الأخيرة انقسم الطالبات إلي مجموعتين مجموعة ولله الحمد بخــير لكن المجموعة الثانية
أصبحت لها طرق غريبة .. يعني لو جينا نسوي برامج أو نشاطات يعارضن ويقولون بدعة يعني أي شيء نسويه يقولون
بدعة ( مشاهد .. أناشيد .. ترتيل الصوت بالتلاوة أثناء إلقاء المحاضرات ) واتضح لنا أنهم يتبعون لمجموعة أي فرقة
لم أتذكر أسمها بالضبط ..
يا شيخ المشكلة أن البنات أحسبهن كذلك والله حسيبهن رائعات في الدعوة حتى عند إلقاء المحاضرات أسلوبهن مؤثر ..
من ضمن الأشياء التي يعارضنها في إلقاء المحاضرات أو النشاطات المواضيع العامة مثل ( الحجاب .. الموت .. الخ )
من الرقائق .. يعني يقولون الأفضل إلقاء الدروس العلمية ( نواقض الإسلام .. الأصول الثلاثة .. حياة ابن باز وفوائده ..الخ ) من هذه الأشياء العلمية ..
ولا يخفى عليك المجتمع في الكلية ليس كل الطالبات ملتزمات يعني ما يتقبلون مثل هذه الدروس ..
وحصل خلاف بيننا وبينهن حتى أنه مرت فترة طويلة لا نكلمهن ولا يكلمننا ..
ماذا نفعل في هذه الحالة ؟؟
أنبتعد عنهن خوفاً علينا من الانحراف .. علماً بأن إحدى الأخوات رأت في المنام أن طالبتين من مجموعتنا كانوا معهن
( لكن ليس بأفكارهن فقط حق للأخوة ) فرأتهن في رؤيا وبعد تفسيرها من أحد المشايخ قال الشيخ بأنهن يتبعن طريق خاطئ ..
جزاك الله خير ونفع بك
..
http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif
الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

لا يصح أن تكون مثل هذه الخلافات أسباب فُرقة وتنازع .
وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يختلفون ، وتبقى القلوب صافية مُتحابّـة ، وكذلك من كان بعدهم من أهل العلم .

وكان الإمام الشافعي رحمه الله يختلف مع علماء عصره في مسائل كثيرة ، ومن ذلك : أنه كان يختلف مع الإمام أحمد في مسائل كثيرة ، ومع ذلك كان يزور الإمام أحمد والإمام أحمد يزوره .

كان الإمام الشافعي أكبر من الإمام أحمد ، بل كان أحمد تلميذا للشافعي ، ومع ذلك كان الإمام الشافعي يزور الإمام أحمد ، فقيل له في ذلك ، فقال :
قالوا يزورك أحمد وتزوره *** قلتُ الفضائلُ لا تفارق مَنْزِلَهْ
إنْ زارني فبفضلِهِ أو زرته فلفضلِهِ *** فالفضلُ في الْحَالَينِ لَهْ
ولذا كان الإمام أحمد يقول : هذا الذي ترون كُله أو عامّته من الشافعي ، وما بِتّ منذ ثلاثين سنة إلاَّ وأنا أدعو للشافعي . وقال : ما صَلَيتُ صلاة منذ كذا سنة إلاَّ وأنا أدعو للشافعي .

ومِن فِقه الإمام الشافعي أنه كان يُنَزّل المسائل منازلها .
قال يونس الصدفي : ما رأيت أعقل من الشافعي ؛ ناظرته يوما في مسألة ثم افترقنا ، ولقيني فأخذ بيدي ثم قال : يا أبا موسى ! ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نَـتَّفِق في مسألة ؟!

وأنصح بقراءة كتاب " موقف الأمة من اختلاف الأئمة " للشيخ عطية سالم رحمه الله .

وبَدَلاً من التهاجر والتقاطع حِاوِلْن تقريب وجهات النظر ، وعدم التنازع ، والتحاكم إلى من هو أعلم .
فإن لم يتم التوصّل إلى اتفاق فعلى الأقل لا يُثرّب طرَف على الآخر .
وليعمل كلٌّ فيما رآه واستحسنه ، طالما أنه لا يأتي بأمور مُحرّمة ولا بِدع مُنكرة .

وليس صحيحا أن تكون المحاضرات كلها علمية ، ولا أن تكون في مثل الموضوعات التي ذُكِرت رغم أهميتها .
والمتأمِّل في السنة وفي هدي السلف يجد مراعاة أحوال الناس ، ومُخاطبة الناس على قدر عقولهم .
قال علي رضي الله عنه : حَدِّثُوا الناس بما يَعْرِفون ، أتحبون أن يُكَذَّب الله ورسوله ؟ رواه البخاري .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : ما أنت بِمُحَدِّث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلاَّ كان لبعضهم فتنة . رواه مسلم في المقدِّمَة .

كما أن السنة جاءت بهذا وبهذا ، جاءت بمسائل الاعتقاد ، وجاءت بالرقائق والتخويف من النار ، وجاءت بالحجاب ، فلا يُمكن إغفال جانب على حساب جانب آخر ، والموفّق من وفّقه الله فَجَمع بينها .
وقد تكون الطالبات بِحاجة ماسة إلى الحثّ على التمسّك بالحجاب , وإلى ترقيق القلوب بِذِكر الموت .

وسبق :
حُكم التمثيل
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?p=5204

والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم


الساعة الآن 07:50 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى