![]() |
كون يوسف مسؤولا عن خزائن الأرض لا يجيز له أت يتصرف بالمال؟
كان يوسف عليه الصلاة والسلام ، مسؤولاً عن خزائن الأرض في زمن عزيز مصر ، وكان يقتِّر على نفسه ، ويضيِّق عليها ، ولا يعطيها ما تشتهيه من الطعام والشراب ، فقال له بعضهم : أتجوع و تقتِّر على نفسك وبيدك خزائن الأرض وتحت تصرفك ؟ فقال : أخاف إن شبعتُ أن أنسى الجياع .
قال الله عز وجل في يوسف صلى الله عليه وسلم : ( قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) ما رأي فضيلتكم حول هذه المشاركة علما أن يوسف عليه السلام أمين حفيظ ودلت عليه الآية التي ذكرتها ؛ وكونه مسؤولا عن خزائن الأرض لا يجيز له أن يتصرف بالمال ؛ ويكون عذره في عدم الأكل أنه ينسى الجياع ففيها وجهة نظر ؛ لأنه يمتنع لأمانته وحفظه للأموال التي أؤتمن عليها . السؤال حول الحديث جزاك الله الخير http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا هذا مَروِيّ عن سليمان عليه الصلاة والسلام . وكان سليمان عليه السلام فيما رُوي يأكل خُبز الشعير ، ويُطعم أهله الخشكار ، ويُطعم المساكين الدَّرْمَك . وروي أنه ما شَبِع قط ، فقيل له في ذلك ، فقال : أخاف أن أنْسَى الْجِيَاع . أوْرَده ابن عطية في تفسيره ، ونَقَلَه القرطبي في تفسيره . والدَّرْمَك : هو الدَّقِيق . ولو كانت في حق يوسف عليه الصلاة والسلام لَم يكن فيها إشكال . وأما قولك – حفظك الله – : " وكونه مسؤولا عن خزائن الأرض لا يجيز له أن يتصرف بالمال ؛ ويكون عذره في عدم الأكل أنه ينسى الجياع ففيها وجهة نظر ؛ لأنه يمتنع لأمانته وحفظه للأموال التي أؤتمن عليها " فالجواب عنه : أن المؤتمن على تلك الخزائن له نَصِيب فيها كَما لِغيره ، فكونه يترك بعض نصيبه خشية نِسيان الْجِيَاع له فيه مندوحة ، كَما إنه لو أخذ نصيبه كاملا لم يكن فيه حَرَج ولا تَعدّ على تلك الخزائن . ومثل هذا في شرْعِنا مَن يُعيَّن لِجِباية الزَّكاة ، فإن " العامِلين عليها " صِنْف مِن أهل الزَّكاة ، ولهم نَصِيب في الزكاة ، فلو تَرَك شخص حقَّـه وتنازَل عن نَصِيبه لم يكن فيه حَرَج ، ولو أخذ نصيبه كاملا لم يكن مُتعدِّيًا ، بل هو يأخذ نَصيبه بِحقّ . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 03:56 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى