منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=39)
-   -   ما صحة حديث (فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى) ، وهل يُعاب أحدٌ بمعصية ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3397)

ناصرة السنة 20-02-2010 10:33 PM

ما صحة حديث (فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى) ، وهل يُعاب أحدٌ بمعصية ؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل جزاك الله خير الجزاء ما صحة هذه القصة
من تاب فلا يعاب:
قال موسى لآدم : لماذا أخرجتنا من الجنة ؟ فأجابه آدم بأنه شيء كتبه الله عليه ،
فقال نبينا صلى الله عليه وسلم : فحج آدم وموسى . متفق عليه .
فموسى إنما عاتب آدم على الخروج من الجنة ، وهي مصيبة ، والمصائب يجوز الاحتجاج فيها بالقدر ، وأما مصيبة آدم لربه ، فقد تاب منها ،
وموسى أعلم وأجل من أن يعاتبه عليها ، ذكره ابن تيميه في شرح هذا الحديث ،
وبين أنه لا يجوز عيب أحد بمعصية تاب منها .


http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب :


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

الحديث مُتفق عليه ، أي : رواه البخاري ومسلم .
ووقع في السؤال زيادة ( واو ) غيّرت المعنى ! وذلك في " فحج آدم وموسى " ! وهذا يعني : أن آدم حجّ هو وموسى عليهما الصلاة والسلام .
والذي في الحديث : فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى . وهذا يعني : أن آدم حجّ موسى ، وكانت حُجّة آدم أقوى من حُجّة موسى .

ولا يجوز عيب أحد بمعاصيه ؛ لأن في هذا إعانة للشيطان على الإنسان .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : إني لأذكر أول رَجُل قَطَعه ، أُتِي بِسارق ، فأمر بِقَطْعِة ، وكأنما أسِف وَجه رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالوا : يا رسول الله كأنك كَرِهْت قَطْعه ؟ قال : وما يمنعني ؟ لا تكونوا عونا للشيطان على أخيكم ، إنه ينبغي للأمام إذا انتهى إليه حَدٌّ أن يُقِيمه . رواه الإمام أحمد .

وعند أهل السنة أن القَدَر يُحتَجّ به في المصائب ، ولا يُحتَجّ به في المعائب .
فلا يجوز الاحتجاج بالقَدْر على المعصية ، وأن الله قَدّر ذلك عليّ ؛ لأن ذلك سبيل إبليس ! فهو الذي قال : (فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي) ، وإنما يُحتَجّ بالقَدَر على المصائب ، وهذا ما فعله أبونا آدم عليه الصلاة والسلام حينما حاجّه موسى عليه الصلاة والسلام ، فإنه لم يحتجّ بالقَدَر السابق على معصيته ، بل احتجّ به على مصيبته ، وهي إخراجه من الجنة ، وكان ذلك بعد توبة آدم عليه الصلاة والسلام .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


الساعة الآن 06:09 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى