![]() |
ما صحة حديث (فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى) ، وهل يُعاب أحدٌ بمعصية ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل جزاك الله خير الجزاء ما صحة هذه القصة من تاب فلا يعاب: قال موسى لآدم : لماذا أخرجتنا من الجنة ؟ فأجابه آدم بأنه شيء كتبه الله عليه ، فقال نبينا صلى الله عليه وسلم : فحج آدم وموسى . متفق عليه . فموسى إنما عاتب آدم على الخروج من الجنة ، وهي مصيبة ، والمصائب يجوز الاحتجاج فيها بالقدر ، وأما مصيبة آدم لربه ، فقد تاب منها ، وموسى أعلم وأجل من أن يعاتبه عليها ، ذكره ابن تيميه في شرح هذا الحديث ، وبين أنه لا يجوز عيب أحد بمعصية تاب منها . http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا الحديث مُتفق عليه ، أي : رواه البخاري ومسلم . ووقع في السؤال زيادة ( واو ) غيّرت المعنى ! وذلك في " فحج آدم وموسى " ! وهذا يعني : أن آدم حجّ هو وموسى عليهما الصلاة والسلام . والذي في الحديث : فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى . وهذا يعني : أن آدم حجّ موسى ، وكانت حُجّة آدم أقوى من حُجّة موسى . ولا يجوز عيب أحد بمعاصيه ؛ لأن في هذا إعانة للشيطان على الإنسان . قال ابن مسعود رضي الله عنه : إني لأذكر أول رَجُل قَطَعه ، أُتِي بِسارق ، فأمر بِقَطْعِة ، وكأنما أسِف وَجه رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالوا : يا رسول الله كأنك كَرِهْت قَطْعه ؟ قال : وما يمنعني ؟ لا تكونوا عونا للشيطان على أخيكم ، إنه ينبغي للأمام إذا انتهى إليه حَدٌّ أن يُقِيمه . رواه الإمام أحمد . وعند أهل السنة أن القَدَر يُحتَجّ به في المصائب ، ولا يُحتَجّ به في المعائب . فلا يجوز الاحتجاج بالقَدْر على المعصية ، وأن الله قَدّر ذلك عليّ ؛ لأن ذلك سبيل إبليس ! فهو الذي قال : (فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي) ، وإنما يُحتَجّ بالقَدَر على المصائب ، وهذا ما فعله أبونا آدم عليه الصلاة والسلام حينما حاجّه موسى عليه الصلاة والسلام ، فإنه لم يحتجّ بالقَدَر السابق على معصيته ، بل احتجّ به على مصيبته ، وهي إخراجه من الجنة ، وكان ذلك بعد توبة آدم عليه الصلاة والسلام . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 06:09 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى