![]() |
ما مصير أطفال المسلمين وأطفال الكفار ؟
اطلب من فضيلة الشيخ عبدالرحمن
ما مصير اطفال المسليمين و مصير اطفال الكفار في الأخرة او الحساب امام رب العالمين، غفر الله لنا ولك http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، وغفر لنا ولك . أما أطفال المسلمين فهم - على العموم - في الجنة . قال الإمام البخاري : باب ما قيل في أولاد المسلمين . قال أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث كان له حجابا من النار - أو دخل الجنة . ثم روى بإسناده إلى أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من الناس مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم . قال القرطبي في التفسير : فقوله عليه السلام : " لم يبلغوا الحنث " ومعناه عند أهل العلم لم يبلغوا الحلم ، ولم يبلغوا أن يلزمهم حنث - دليل على أن أطفال المسلمين في الجنة - والله أعلم - لأن الرحمة إذا نزلت بآبائهم استحال أن يُرْحَمُوا من أجل من ليس بمرحوم ، هذا إجماع من العلماء في أن أطفال المسلمين في الجنة ، ولم يُخالِف في ذلك إلا فرقة شذّت من الجبرية فجعلتهم في المشيئة ، وهو قول مهجور مردود بإجماع الحجة الذين لا تجوز مخالفتهم ، ولا يجوز على مثلهم الغلط ، إلى ما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم من أخبار الآحاد الثقات العدول . وأن قوله عليه الصلاة والسلام " الشقي من شقي في بطن أمه ، والسعيد من سعد في بطن أمه " وأن الملك ينْزل فيكتب أجله وعمله ورزقه .. الحديث . مخصوص ، وأن من مات من أطفال المسلمين قبل الاكتساب فهو ممن سعد في بطن أمه ولم يَشْقَ بدليل الأحاديث والإجماع. اهـ . ومثله قوله عليه الصلاة والسلام : صغارهم دعاميص الجنة يتلقى أحدهم أباه - أو قال أبويه - فيأخذ بثوبه - أو قال بيده - فلا يتناهى - أو قال فلا ينتهي - حتى يُدْخَله الله وأباه الجنة . رواه مسلم . فهذا يدل على عموم أطفال المسلمين . وأما حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دُعِي إلى جنازة صبي من الأنصار ، قالت : فقلت : يا رسول الله طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة ، لم يعمل السوء ولم يدركه . قال : أو غير ذلك يا عائشة ؟ إن الله خلق للجنة أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم ، وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم . رواه مسلم . فلا يَتعارَض مع الأحاديث السابقة ، وذلك أن الْحُكم العام لا يُعارِض الْحُكم الخاص ، ولا أن الْحُكم على فَرْد بِعينِه يَنقض الْحُكم العام .فهذا خَرَج - أوّلاً - مَخْرَج التحذير من الْحُكم لأحد بِعينِه ، ومِن المسارعة في الْحُكم . وثانياً : قد يُطبَع الطفل - أصلاً - كافراً ، كالذي قَتَله الخضِر عليه السلام ، ففي الصحيحين عنه عليه الصلاة والسلام : وأما الغلام فَطُبِع يوم طُبِعَ كافراً . وثالثاً : الْحُكم العام يَختلف عن الْحُكم الخاص . ويستوي في ذلك الكبير والصغير ، فإننا نقول : من أدى الفرائض ، وترك المحرّمات دَخَل الجنة . ولكننا لا نَحكُم لشخص بِعينه بالجنة ، وإن فعل ذلك . ولذا فإننا نقول : من مات من أطفال المسلمين فإنه في الجنة ، ولا نَحكُم لِطفل مُعيّن بذلك ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عائشة رضي الله عنها عن الْحُكم الخاص . وأما أطفال المشركين ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أولاد المشركين فقال : الله أعلم بما كانوا عاملين . قال الإمام النووي : وأما أطفال المشركين ففيهم ثلاثة مذاهب : قال الأكثرون : هم في النار تبعا لآبائهم . وتوقّفت طائفة فيهم . والثالث - وهو الصحيح الذي ذهب إليه المحقِّقُون - : أنهم من أهل الجنة ، ويُستدل له بأشياء منها حديث إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم حين رآه النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة وحوله أولاد الناس . قالوا : يا رسول الله وأولاد المشركين ؟ قال : وأولاد المشركين . رواه البخاري في صحيحه . ومنها قوله تعالى : (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) ، ولا يتوجّـه على المولود التكليف ، ويلزمه قول الرسول حتى يبلغ ، وهذا متفق عليه ، والله اعلم . وهنا : هل أطفال الكفار فى الجنة أم في النار ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17989 يتساءل عن عدل الله تعالى وعن مصير الكفار ، وهل كل هؤلاء غير المسلمين سيخلدون في النار ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=3884 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 10:11 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى