![]() |
هل ثبت لفظ الحنان . كاسم لله عز وجل أو كصفة ... ؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
حياك الله شخنا الفاضل ... حفظك الله و رعاك هل ثبت لفظ الحنان . كاسم لله عز وجل أو كصفة ... و كيف نربط بين هذا و ين الآية - قال تعالى - " و حنانا من لدنا " ... فهناك من يقول بأنها صفة و يستند للآية .. أفيدونا بارك الله فيكم http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فِي الأَثَرِ فِي تَفْسِيرِ " الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ " : أَنَّ الْحَنَّانَ هُوَ الَّذِي يُقْبِلُ عَلَى مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ ، وَالْمَنَّانَ الَّذِي يَبْدَأُ بِالنَّوَالِ قَبْلَ السُّؤَالِ . اهـ . وأطال الشيخ علوي السقاف في كتابه " صفات الله عز و جل الواردة في الكتاب و السنة" في إثبات هذه الصفة ، وسياق الأدلة ، فقد قال : الْحَنَانُ (بمعنى الرحمة) صفةٌ فعليةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ بالكتاب والسنة. الدليل من الكتاب : قوله تعالى : (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّة وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا) الدليل من السنة : حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً : يُوضَع الصراط بين ظهراني جهنم، عليه حسك كحسك السعدان 000 ثم يشفع الأنبياء في كل من كان يشهد أنَّ لا إله إلا الله مخلصا ، فيخرجونهم منها ، قال : ثم يتحنَّن الله برحمته على مَن فيها ، فما يترك فيها عبدًا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا أخرجه منها . واه : الإمام أحمد (3/11) ، وابن جرير في ((التفسير)) (16/113) ، وابن خزيمة في ((التوحيد)) (2/766) ، وابن المبارك في ((الزهد)) (1268) ؛ من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عليَّة ؛ قال : حدثني محمد بن إسحاق ، حدثني عبيد الله بن المغيرة بن معيقيب ، عن سليمان بن عمرو بن عبد العُتواري أحد بني ليث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : وذكره . ورواه ابن أبي شيبة في " المصنف " من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق به. ورجال إسناده ثقات ، عدا عبيد الله بن المغيرة ، قال عنه الحافظ في " التقريب " : (صدوق)، ومحمد بن إسحاق صرح بالتحديث ، فالحديث لا يَنْزل عن مرتبة الحسن، وقد حَسّن إسناده الوادعي في " الشفاعة " ... والحديث رواه ابن ماجه (صحيح سنن ابن ماجه3453) مختصرا بدون الشاهد ، وأصله في الصحيحين من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما . ونَقَل عن ابن جرير حكاية الاختلاف في معنى " الْحَـنّان " . ثم قال السقاف : وروى أبو عبيد القاسم بن سلاَّم في كتاب " غريب الحديث " عن أبي معاوية (الضرير) عن هشام بن عروة عن أبيه ؛ أنه كان يقول في تلبيته : لبيك ربنا وحنانيك . وهذا إسناد صحيح ، وعروة بن الزبير تابعي ثقة، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة . قال أبو عبيد : قوله : حنانيك ؛ يُريد : رحمتك ، والعرب تقول : حنانك يا رب ، وحنانيك يا رب ؛ بمعنى واحد . اهـ. وقال أبو موسى المديني في " المجموع المغيث " : في حديث زيد بن عمرو : " حنانيك ؛ أي : ارحمني رحمة بعد رحمة . اهـ. وقال الأزهري في " تهذيب اللغة" : روى أبو العباس عن ابن الأعرابي ؛ أنه قال : الحنَّان : من أسماء الله ؛ بتشديد النون ؛ بمعنى : الرحيم.قال : والحنَان ؛ بالتخفيف : الرحمة. قال : والحنان : الرزق ، والحنان: البركة ، والحنان : الهيبة ، والحنان : الوقار)). ثم قال الأزهري : وقال الليث : الحنان : الرحمة ، والفعل التحنُّن. قال : والله الحنَّان المنَّان الرحيم بعباده،ومنه قوله تعالى : { وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا } ؛ أي : رحمة من لدنا . قلت (أي : الأزهري) : والحنَّان من أسماء الله تعالى،جاء على فعَّال بتشديد النون صحيح ، وكان بعض مشايخنا أنكر التشديد فيه ؛ لأنه ذهب به إلى الحنين ، فاستوحش أنَّ يكون الحنين من صفات الله تعالى ، وإنما معنى الحنَّان : الرحيم،من الحنان،وهو الرحمة . ثم قال : قال أبو إسحاق : الحنَّان في صفة الله : ذو الرحمة والتعطف . اهـ كلام الأزهري. والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 01:42 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى