![]() |
أسرتنا مستقيمة وأخواتي الصغار متساهلات ، فكيف أنصحهن ؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خير يا شيخ ووفقك لما يحبه و يرضاه نحن أسرة ملتزمة تربت على الدين و اللباس الشرعي ولكن لا أعرف ما الذي حل بوالدي المتدينين فقد تغير حالهم فأرى أخواتي الآن يلبسن عباءة على الكتف (و كانوا قد ربياني على أن هذا لا يجوز و أن النقاب مطلوب) و أراهم قد تساهلوا كثيرا معهن اللبس الضيق داخل البيت (بنطلون) و قد كانوا لا يرضون لي حتى شراءه البتة و عندما فتحت الموضوع مع والدتي قالت لي أن إيمانهم ضعيف فهم ليسوا مثلك و عندما كلمتها عن القنوات الفضائية و ما يشاهدونه و طلبت منها أن يشفروا القنوات السيئة قالت لي لا فائدة من ذلك يجب أن يزيلوا هذا الشيء من أنفسهم و أنها ستنصحهم و تعظهم فهل أسلوبها هذا صحيح أم فيه تساهل ؟ (هل عليها أن تلزمهن باللباس الشرعي) هل أتوقف عن النصح مع إني متحسرة على حالهن ؟ يا شيخ إني أعيش بغربة فضيعة عندما أدخل بيت أهلي و أشعر بالآثام تتراكم علي و أستريح عندما أخرج من بيت أهلي فهل في ذلك شيء علي مع العلم أني أزورهم كل أسبوع مرة ؟ وفقك الله و سدد خطاك http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . هذا تساهل وتفريط ، فإن الأولاد أمانة في أعناق والديهم ، وهم مسؤولون عنهم يوم القيامة . قال عليه الصلاة والسلام : إن الله سائل كل راع عما استرعاه ، أحفظ ذلك أم ضيّع ؟ حتى يُسأل الرجل على أهل بيته . رواه الترمذي والنسائي في الكبرى . وقال عليه الصلاة والسلام : كفى بالمرء إثما أن يُضَيِّع من يَعُول . رواه الإمام أحمد وأبو داود . وأي تضييع أعظم من تضييع هذه الأمانة في الأبناء والبنات ، تارة بِحجّة أنهم صغار ! وأخرى بحجّة العجز عنهم ، إلى غير ذلك من الأعذار الواهية ، والحجج الباهتة الداحضة عند الله . وهذه أعذار لا تُنجِي أمام الله . لأن الإنسان إذا حَزَم أمره في أمور دُنيا لا يُعجِزه أولاده ، بل يتحكّم في المصروف ، ويَحرص الإنسان على دُنيا أولاده أكثر من حرصه على دِينهم في كثير من الأحيان . ثم إن تضييع هذه الأمانة سبب في حِرمان الجنة ودخول النار .قال عليه الصلاة والسلام : ما من عبد يسترعيه الله رعية ، فلم يُحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة . رواه البخاري ومسلم . وفي رواية : ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة . وهم مأمورون بوقايتهم من النار ، كما قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) . وتتحمل المرأة مسؤولية تربية البنات ، وتعاهدهن ، لقوله عليه الصلاة والسلام : والمرأة راعية على بيت بَعْلِها وَوَلَدِه ، وهي مسئولة عنهم . رواه البخاري ومسلم . وعلى الوالدين إخراج القنوات الفضائية الهابطة من بيوتهم ، ولا يُعذرون بِكون الأولاد - بنين وبنات - يُريدونها ، فإن تحقيق رغبات الأولاد فيما يكون مُباحا . ولا يُعفيهم ما يعتذر به بعض الناس ، من أنهم لو لم يأتوا بها إليهم لذهبوا يبحثون عنها خارج البيت ! فهل لو كانوا يُريدون الخمر أو الفواحش يأتون بها إليهم في بيوتهم ؟ لئلا يبحثوا عنها !! ثم إن ذهابهم لها تفريط من الوالدين ، إذ الواجب أخذهم بالحزم في التربية ، خاصة أمام المحرَّمات والمنكرات . كما أن بحث الأولاد عن القنوات خارج البيوت مظنون ومتوقّع ، وجلبها إلى البيوت فيه مفسدة مُتحققة ، فهم يُحققون المفسدة بأيديهم ! ووقاية الأولاد من النار واجب على الآباء ، كما يَقُونهم من نار الدنيا ، وكما يَقُونهم من السموم الضارة بأجسادهم ، فكذلك وقايتهم من سموم القلوب ، ومِن نار الآخرة التي لا تُقارن بِنار الدنيا . وسبق مقال بعنوان : غريب بين أهله.. http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/240.htm والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 12:35 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى