![]() |
هل البسملة آية من الفاتحة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أحسن الله إليك ، ذكرت إحدى المحاضرات في معرض حديثها عن سورة الفاتحة أن القول الراجح في البسملة أنها آية من الفاتحة دون ذكر الأقوال والأدلة ولا من رجحه لأن الدرس كان درسا عاما . وقد قرأت في تفسير الشيخ بن عثيمين رحمه الله وفي تفسير الشيخ عبد الكريم الخضير لسورة الفاتحة أن الراجح أن البسملة ليست آية من الفاتحة ، سؤالي : هل أفتح عليها وأقول لها أن الراجح ليس القول الذي ذكرتيه ؟ أم أن الأمر فيه سعة يعني عادي هي تقول القول الراجح كذا وأنا أقول القول الراجح كذا كل حسبما قرأ وسمع ؟ وعند سماعي أحد يقول في مسألة ما أن القول الراجح كذا وأنا أعلم خلافه هل أقول له إن القول الراجح ليس ما ذكرته بل خلافه أم أسكت ؟ وهل يلزم من قول العالم ـ والقول الراجح كذا ـ أن لا أقبل قول غيره ؟ أرجو التوضيح بارك الله بكم وبعلمكم ونفع بكم . http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . الأمر فيه سَعة ، وإذا كنت رأيت الراجح خِلاف ما ذكرته المحاضِرَة ، فيكون السؤال بصيغة تُشعر بالأدب ، مثل : أظن أن الشيخ فلان رجّح كذا .. أو يكون بالسؤال عن أدلة هذا القول ، ونحو ذلك ، بحيث لا يقع التنازع ، ولا يُشوّش على العامة . وقد دلّ الدليل على أن البسملة آية من الفاتحة . وكنت أشرت إلى هذه المسألة في شرح العمدة هنا : http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/081.htm وهنا : http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/100.htm وأما حديث " قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ ، فَنِصْفُهَا لِي وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اقْرَءُوا يَقُولُ الْعَبْدُ : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) " رواه مسلم . فليس فيه ما يُستدلّ به على أن البسملة ليست آية من الفاتحة ؛ لأن العبد يقرأ في صلاته السرية والجهرية : الحمد لله رب العالمين . واحتمال أن يكون ذِكر البسملة مطويًّا في الرواية ، فقد جاء في روايات أُخَر : " قال الله تبارك وتعالى : قسمت هذه السورة بيني وبين عبدي ، فنصفها لي ونصفها لعبدي ، ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : (بسم الله الرحمن الرحيم ) قال الله عز وجل : ذكرني عبدي " . رواه البخاري في " جزء القراءة " وأشار إلى ضعفها ، ورواها الدارقطني والبيهقي في السنن والشُّعَب . قال الْحَلِيمي رحمه الله : و ليس في ابتداء القسمة مِن قوله : ( الحمد لله رب العالمين ) دليل يقطع إن ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ليست الآية الأولى ، لأنه يجوز أن يكون أراد فإذا انتهى العبد إلى ( الحمد لله رب العالمين ) قال الله : حَمِدَني عبدي ، لا أن ذاك جميع الجزء الأول من هذه السورة ، كما قال صلى الله عليه و سلم : وإذا قال الإمام : (ولا الضالين) فقولوا : آمين ، و إنما أراد : فإذا انتهى في القراءة إلى هذا القول ، لا أن ذلك جميع قراءته ، والله أعلم . اهـ . والأحاديث الأخرى صريحة في كونها آية من الفاتحة . والصريح يقضي على المحتمل . وبحث هذه المسألة بتوسّع في : الاستذكار لابن عبد البر المجموع للنووي تفسير الفاتحة في تفسير الثعلبي تفسير الفاتحة في تفسير القرطبي تفسير الفاتحة في تفسير ابن كثير والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 01:50 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى